"صحار عٌمان الثقافي " في قلب "جرش"

عمرالكعابنة

تصوير:رامز التميمي 

أكد رئيس مجلس صحار الثقافي العماني  صالح بن سعيد الحمداني في إطار المشاركة الثقافية والفنية المستمرة بين سلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية، أنه تشرف بتمثيل مجلس صحار الثقافي في مهرجان جرش للمرة الثانية على التوالي، حيث كانت مشاركتهم في هذا العام تتميز بالتنوع والتميز في أربعة أركان رئيسية؛  ركن الضيافة العمانية: وقدموا تجربة ثقافية عمانية فريدة من نوعها، تتضمن التراث والعادات الشعبية العمانية، واستقبالٌ حافل للضيوف والمشاركين، وركن الكتاب والكتب العمانية: تعرّف الجمهور في هذا الركن على الإنتاج الأدبي العماني المميز والكتّاب العُمانيين المبدعين،  ركن الطيب العماني وركن الحن العماني: حيث عُرضت أجود أنواع التوابل والعطور والحنّ العماني التقليدي، مما أثرى تجربة الحضور في المهرجان، ركن الفنون التشكيلية: كانت فرصة للفنانين العمانيين لعرض مواهبهم وأعمالهم الفنية المميزة، وإبراز التراث الفني للسلطنة.

وتوجه الحمداني بالشكر للقائمين على المهرجان والحكومة وشعب المملكة الأردنية الهاشمية على حسن الاستقبال والضيافة العظيمة التي وجدناها أثناء تواجدنا في المملكة،  كما نعبر عن امتناننا لجلالة الملك عبد الله الثاني على حرصه الدائم على تشجيع الفعاليات الثقافية والفنية وتقديم الدعم لها.

وفي ختام حديثه ، أكد أن المشاركة في مهرجان جرش كانت فرصة مميزة للتواصل الثقافي وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين، ونتطلع إلى المشاركة في المستقبل لتعزيز روابط الأخوة والتعاون بين شعبي عٌمان والأردن.

وفي لقاء مع السيد سعيد بن ناصر السعيدي، ممثل "الحلوى العمانية" في الهرجان ، صرح بأن المكونات الأساسية لتلك الحلوى هي السكر الأبيض والسكر الأسود والسمن، بالإضافة إلى مكونات إضافية تضفي عليها نكهتها الفريدة واللذيذة، مثل الزعفران والهيل والماور والمكسرات.

وتُصنع الحلوى بأيدي خبراء عُمانيين ماهرين، حرصًا على الحفاظ على جودتها العالية ومذاقها الرائع. ويتم استخدام مواد طبيعية ومحلية، مما يجعلها منتجًا محليًا أصيلًا يشتهر به عالميًا.

وقد أبدى الحضور إعجابهم الكبير بتشكيلة الحلويات المتنوعة المعروضة في الفعالية، حيث استمتعوا بتذوق "حلوى التين" و"حلوة العسل" و"الحلوة بالمكسرات" ،وأبدوا إعجابهم بتراث عُمان الحافل بالتراث الغني والفريد.

تحدث السيد السعيدي أيضًا عن أهمية هذا التراث الثقافي في المحافظة على هوية الشعب العماني ونقله للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أنهم يعملون جاهدين على المحافظة على هذا الميراث التراثي ونشره على جميع أرجاء العالم، وأن الحفاظ على هذه التقاليد يعتبر واجبًا وطنيًا.

تجدر الإشارة إلى أن صناعة الحلوى العمانية تعتبر من المجالات الحرفية الرائدة في عُمان، حيث يُصنع العديد من المنتجات الرائعة التي تتميز بالجودة العالية والمذاق الفريد، ما يجعلها تساهم في انتشار ثقافة عُمان وتعزيز صورتها الإيجابية عالميًا.

وشهد ركن الفنون التشكيلية التابع لمجلس صحارى الثقافي في مهرجان جرش معرضاً فنياً يحمل مزيجاً مميزاً من الإبداع العماني، يشارك في هذا المعرض مجموعة من اللوحات الفنية التي تعكس جمال وثقافة سلطنة عُمان، وقدمها فنانون عمانيون موهوبون تحت إشراف منذر بن مصبح بن علي الشبلي، عضو مجلس صحارى الثقافي، الممثل بوزارة الثقافة والرياضة والشباب.

معرض الفنون التشكيلية استقطب أنظار الزوار وحظي بتفاعل إيجابي من الجمهور الحاضر، وتضمنت المعروضات أعمالاً متميزة للفنانين العُمانيين الذين قدّموا أعمالاً متنوعة ومبدعة تعكس ثقافة السلطنة وجمال مناظرها الطبيعية.

وفي صفوف الفنانين المشاركين، ابرزت اللوحات المبدعة لسيف بن علي بن سعيد الكندي ،ولمياء بنت أحمد البلوشية وهيبه بنت علي بن عبد الرضى العبدوانية،  وزكية بنت محمد البطاشية، والزهراء بنت سالم بن سبيت  البوسعيدية ،وبينان بنت خاطر الحوسنية ، وموزة بنت محمد بنت سالم الشبلية.

 تنوعت الأعمال بين تجسيدات للشخصيات البارزة في السلطنة وصور تعكس التراث العماني الأصيل واللباس التقليدي، فضلاً عن تصوير بعض المناظر الطبيعية الخلابة

وفي ركن الكتب العمانية، ريان بنت حسن بن عبدالله البلوشية حيث قدمت للجمهور مجموعة من الكتب والأدباء العمانيين التي تعكس تاريخ وحضارة السلطنة، فضلاً عن عاداتها وتقاليدها والفن البحري فيها، وكانت هناك أيضاً روايات تسلط الضوء على الواقع في عمان، بدءًا من القصص اليومية وصولاً إلى الأشعار بجميع أنواعها، فضلاً عن المقالات التي شكلت جزءًا مهمًا من المشاركة العمانية.

من بين المشاركات المميزة كانت مشاركتهم في كتاب "البوسعيديون وآل سعود"، الذي يتألف من ثلاثة أجزاء مختلفة تتناول الأحداث التاريخية ، وفي مسابقة جائزة صحار للدراسات النقدية، حيث تمكن اثنان من الدكاترة المصريين وآخر من الجنسية اللبنانية من الفوز بالجائزة.

وتميزت مشاركة سلطنة عمان في المهرجان بركن الحناء العمانية، الذي تقدمه مزنة بنت حسن البلوشية ويعتبر من أبرز العناصر الثقافية التي تشتهر بها السلطنة، وقد عكف النساء والرجال على استخدام الحناء كجزء من التراث العماني، إذ كان في الماضي يُستخدم على شكل عجينة تُوضع على الأيدي والأرجل، ولكن في الوقت الحاضر، تطورت فنون الحناء في سلطنة عمان لتشمل نقشات متقنة سواء كانت مطبوعة أو مرسومة يدويًا بحسب المعايير الخاصة بالحناء.

وأشارت مزنة بنت حسن البلوشية إلى أن الحناء العمانية تُستخدم لأغراض عديدة، حيث يستخدم الرجال والنساء على حد سواء لأغراض الزينة، وتُستخدم أيضًا في أغراض الشفاء.

وفي نهاية مشاركتها في المهرجان، قدمت مزنة البلوشية الشكر والتقدير لإدارة جرش وكافة المشاركين في تنظيم هذا الحدث الثقافي البارز الذي جمع بين أردنيين وعُمانيين في تبادل الفرح وتعزيز التواصل الثقافي بين البلدين.

من الجدير ذكره أن مجلس صحار الثقافي العماني  تأسس العام الماضي قبيل مهرجان جرش للثقافة والفنون الـ36 في العام الفائت، وبحسب تصريح خاص لـ"الأنباط" ذكر رئيس المجلس صالح بن سعيد الحمداني أن مجلس صحار الثقافي ولد في مهرجان جرش للثقافة والفنون بحسب وصفه.