الأنباط -
شرحبيل ماضي ِ
قبل اربعة اعوام وخلال لقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للحديث عن واقع القطاع السياحي في منطقة المثلث الذهبي بشكل عام تم التطرق والحديث عن تطوير المنتجات السياحية في هذا الاقليم المميز بثرائه وتنوعه سياحياً ، حيث تم استعراض الفرص المتاحة لتطوير منتجات تدعم تميز المثلث الذهبي وتساعد في تكامل المنظومة ،عندها عرج جلالة الملك المعظم واسهب بالحديث عن مدينة العقبة وربطها بمنطقة وادي رم والبترا من خلال مسارات سياحية بريه من الشاطيء الجنوبي او من شمال العقبة مرورا بعدد من القرى للوصول الى منطقة رم الطبيعية ، هذه المسارات ستكون رافداً ومكملاً للمنتج والبرنامج السياحي .
كان التوجية الملكي باستخدام طائرة مدنية جاثمة في مطار الملك الحسين في مدينة العقبة وبعض المعدات العسكرية الخارجة عن الخدمة وعددها يفوق الاربعين قطعة عسكرية وعدد من طائرات هليوكوبتر واعادة توظيفها لخدمة القطاع السياحي وبالتحديد في استحداث نقاط غوص جديدة في اعماق البحر الاحمر وايضا استخدام بعض من القطع العسكرية لتطوير مسارات تصل ما بين مدينة العقبة ومنطقة وادي رم ووادي عربه لتكون نقاط لخدمة الزوار والسياح واستحداث فرص عمل لابناء المجتمعات المحلية وتدريبهم على تقديم الخدمات للزوار .
بعد نجاح مشروع اغراق طائرة C130 العسكرية ونجاح خطة الترويج اليها حيث تم استقطاب الزوار من شتى بقاع الارض واصبحت مقصداً ومحجاً رئيسياً لزوار المدينة وهواة رياضة الغوص وخلال اللقاء وجه جلالة الملك بأن يتم استخدام بعض هذه القطع وإغراقها واستحداث اول متحف عسكري بحري على مستوى العالم في العقبة ،هذا الاقتراح تم حمله وتم البدء فوراً بوضع خطط العمل وتم تشكيل فرق العمل المختصة في جميع المجالات اهمها البيئية حيث يحرص جلالة الملك على ان يتم دراسة الاثر البيئي بشكل دقيق ، تموز 2019 كان نقطة الصفر للبدء باغراق القطع العسكرية التي تم اختيارها لتحاكي قصة كل قطعة قدمت خدمة انسانية حول العالم وتم اغراق 22 قطعة عسكرية مختلفة رتبت باسلوب عسكري انساني وقتالي واستمرت عملية الاغراق الاسبوع تقريبا .
اليوم بلغ عمر اول متحف عسكري بحري في العالم في مدينة العقبة اربع سنوات ، واليوم الثالث من اب 2023 وبعد اربعة اعوام بدأ اخوةٌ للمتحف بالتطور حيث ستشهد مدينة الغردقة ولادة متحف عسكري اخر يضم 16 قطعة عسكرية ولتكون مقصدا لهواة الغوص في البحر الاحمر .
رؤيا ملكية واستراتيجية سباقة داعمة لتطوير المنتج السياحي ينسخها العالم الان ويقلد تفاصيلها لنجاعتها ولصحة تفاصيلها التي يلتقطها المختصين مجاناً ويبقى الاردن دائما في طليعة المبتكرين والريادين.