الأنباط -
نبيل أبوالياسين: الرئيس السيسي يضغط على «بوتين» بشأن تصدير الحبوب والآخير يرد
كتبت: نسمه تشطة
قال"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في القضايا العربية والدولية، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأحد» للصحف والمواقع الإخبارية، إن ضغط الرئيس المصري"عبدالفتاح السيسي" على الرئيس الروسي"فلاديمير بوتين" لإحياء الإتفاق، وتجديد صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية التي مزقتها موسكو الأسبوع الماضي، والسماح لأوكرانيا بتصدير الحبوب بدلاً من إدارة ظهره للجوع الأفريقي، وغيرها من الدول التي تعتمد بشكل كامل على الحبوب الأوكرانية والروسية، يعُد موقف جيد يرتقي بقيمة مصر كدولة محورية في المنطقة بأكملها، ونالت ثناء واسع النطاق على مستوىّ الشعبي العربي والعالمي، فضلاًعن؛ إشادة به بعض منظمات المجتمع المدني الأقليمية والدولية.
وأضاف"أبوالياسين" أنه قد حث " السيسي " بوتين على العودة بشكل عاجل إلى إتفاق الحبوب في البحر الأسود في أسرع وقت، وجاء ذلك خلال قمة روسية أفريقية في سان بطرسبرج، حيثُ إتسمت بمخاوف بشأن التداعيات الإقتصادية العالمية لغزو روسيا "لـ"أوكرانيا، وفي كلمة ألقاها الرئيس "السيسي" خلال جلسة عامة للوفود الإفريقية حضرها الرئيس الروسي"بوتين"، حيثُ قال: إنه من الضروري التوصل إلى إتفاق بشأن إحياء الصفقة، التي سمحت بوصول أكثر من 33 مليون طن من الحبوب الأوكرانية إلى الأسواق، والعديد منها في البلدان النامية في أفريقيا.
مضيفاً؛ ومن جهتة رد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" حيثُ قال: إن موسكو إنسحبت من الإتفاق لأن صادراتها الزراعية لا تزال ممنوعة، ولكن عدداً من الدول الأفريقية، بما في ذلك كينيا ومصر، المستورد الرئيسي للحبوب الروسية التي تعاني من أزمة غذائية حادة، وجهت غضباً إلى روسيا حيث يبحث الكرملين عنهم كحلفاء في مواجهته مع الغرب، وفي السياق، وصف مسؤول دبلوماسي كبير في كينيا خروج روسيا من الإتفاق بأنه طعنة في الظهر وتسببت في آزمة غذاء على نطاق واسع للبلاد.
حيثُ شارك الرئيس"عبد الفتاح السيسي" في الجلسة العامة للقمة الروسية الأفريقية الثانية، التي إنعقدت في مدينة سان بطرسبرج بروسيا، وأكد: خلالها في كلمتة التي ألقاها، على إلتزام مصر بإستمرار إنخراطها بشكل جادي، ومخلص في جهود تعميق شراكتها الإستراتيجية مع روسيا، مؤكداً؛ على ضرورة الأخذ في الإعتبار إحتياجات الدول النامية وعلى رأسها دول القارة الأفريقية فيما يتعلق بالتداعيات شديدة الوطأة على إقتصاداتها جراء الصراعات، والتحديات القائمة، وبالتحديد في محاور الأمن الغذائي، وسلاسل الإمداد وإرتفاع أسعار الطاقة، وتطلع السيسي للتوصل لحل توافقي بشأن إتفاقية تصدير الحبوب، على أن يأخذ في الإعتبار مطالب كافة الأطراف ومصالحهم ويضع حداً للإرتفاع المستمر في أسعار الحبوب.
وأشار"أبوالياسين" إلى الصحف الغربية التي عنونة على صفحاتها الرسمية منذ ساعات قليلة «الرئيس المصري يضغط على بوتين لإحياء الإتفاق للسماح لأوكرانيا بتصدير الحبوب»، وجاء في تفاصيلها وبحسب نص الصحف الغربية، أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي: قال: إني أؤكد على أهمية إيجاد حلول عاجلة لتوفير الغذاء، والأسمدة بأسعار تساعد أفريقيا على تجاوز هذه الأزمة، وحث على عدم إستخدام الغذاء كسلاح حرب لانه يضر ببعض الدول ويتسبب في معاناة بعض الشعوب التي ليست لها علاقة بالحرب الروسية الأوكرانية لا من قريب ولا من بعيد.
مشيراً: إلى تصريحة الصحفي الصادر عنه في يوم 18 يوليو الجاري، والذي حمل عنوان «في يوم العدالة الدولي إعلان روسيا وقف تصدير الحبوب إنتهاك للعدالة الإنسانية» والذي قال: فيه "نبيل أبوالياسين" آنذاك؛ إن العالم أصبح الآن تحت رحمة روسيا، وجاء ذلك بعدما أعلنت روسيا عن توقف إتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، و التي كانت تسمح بمرور المواد الغذائية إلى مناطق كثيرة حول العالم، وأصبحت روسيا تستخدم الغذاء كسلاح حرب مراراً وتكراراً، وذكر أن هذ يعُد إنتهاك صارخ للإنسانية جمعاء، فضلاًعن؛ أنه تعُد جريمة لاتقل في خطورتها عن جرائم الحرب لأنه بهذا القرار المتغطرس، يعرض حياة شعوب العالم للخطر فضلاًعن؛ تعرض بعض الدول التي تعتمد بشكل كلي على السلع الغذائية من روسيا وأوكرانيا لمجاعة محتملة وفق ما قالة حينها.
كما أشار إلى كلمة الرئيس "السيسي" خلال الجلسه العامة للوفود الإفريقية والذي حضرها الرئيس الروسي "بوتين"، إنني أتطلع إلى التوصل إلى توافق في الآراء بشأن إتفاقية تصدير الحبوب التي تأخذ في الإعتبار مطالب ومصالح جميع الأطراف المعنية وتضع حدا للزيادة المستمرة في أسعار الحبوب،
حيثُ مصر تعتبر أكبر مستورد للحبوب في العالم، يأتي 80% منها من روسيا وأوكرانيا،
وأظهر تسجيل مصور نشرته وسائل إعلام روسية، الخميس، إضطرار "بوتين" إلى إنتظار حضور السيسي إجتماعاً ثنائياً، وسبق أن قالت"الدولة المصرية" إنها لا توافق على خروج روسيا من الإتفاق، وأضافت؛ حينها أنها ستواصل شراء الحبوب الأوكرانية عبر أوروبا.
ولفت"أبوالياسين"إلى دعوة الجهد الإنساني، لكلاًمن؛ "بوركينا، فاسو، جمهورية أفريقيا الوسطى، إريتريا، مالي، الصومال، وزيمبابوي"، وجميعهم يعتبرون حلفاء لروسيا بإستثناء الصومال التي تُعاني من أزمة إنسانية حقيقية وغير مسبوقة، وسعى"بوتين" الجمعة أيضاً إلى تهدئة الزعماء الأفارقة الذين دعوا إلى محادثات سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولقد إستجاب بفتور الشهر الماضي لخطة السلام التي قدمها القادة بقيادة رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزاً، وتساءلات هل يستجيب الدب الروسي لخطة السلام الإفريقية.
لافتاً؛ إلى ماقالة: رئيس الإتحاد الأفريقي المكون من "55" دولة إن مشكلة الحبوب والأسمدة تهم الجميع، وأنه طالما لم يتم التوصل إلى إتفاق سلام، فإن المجموعة ستضغط من أجل العودة إلى إتفاق الحبوب في البحر الأسود،
ومن جانبة قال: رئيس جزر القمر"غزالي العثماني"، ورئيس الإتحاد الأفريقي، لوكالة "ريا نوفوستي الروسية" المملوكة للدولة تحدثنا عن هذا في سان بطرسبرج، وناقشنا مع "بوتين" لنرىّ كيف يمكننا إستئناف هذا الإتفاق، في إشارةً منه إلى إعادة إحياء إتفاقية تصدير الحبوب.
كما لفت: إلى ما قالة"بوتين" إننا نتعامل مع مبادراتكم بإحترام وننظر فيها عن كثب، وعن المحادثات حول الأزمة الأوكرانية، أضاف: هذه مشكلة حادة، ونحن لا نتهرب من النظر فيها، وذكر أن الكرملين قال؛ إن بوتين ناقش الحرب في أوكرانيا مع الزعماء الأفارقة في عشاء يوم الجمعة، ورغم أنه ليس للقادة الأفارقة نفوذ كبير على الكرملين لوقف الصراع ، الذي أدىّ إلى إرتفاع أسعار الحبوب والوقود التي أثرت بشكل غير متناسب على إقتصادات بلدانهم، وعلى الرغم أيضاً؛ من عدم إنتقادهم لروسيا بشكل مباشر، إلا أن مداخلاتهم في اليوم الثاني من "القمة" كانت أكثر تضافراً، وقوة من تلك التي عبرت عنها الدول الأفريقية حتى الآن لهذا؛ نالت إشادات على نطاق واسع من جميع دول العالم.
متواصلاً؛ وكان تضافر قادة الدول الإفريقية بمثابة تذكير بعمق القلق الأفريقي من عواقب الحرب، وخاصة إرتفاع أسعار المواد الغذائية، وأبرز ما جاء هو ماقالة" موسى فقي محمد" رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي لـ"بوتين" والزعماء الأفارقة في سان بطرسبرج "هذه الحرب يجب أن تنتهي، ولا يمكن أن تنتهي إلا على أساس العدل والعقل، ويجب أن تنتهي الإضطرابات في إمدادات الطاقة، والحبوب على الفور، كما يجب أن تمتد صفقة الحبوب لصالح جميع شعوب العالم وخاصة الأفارقة.
وفي نفس السياق أفاد "أبوالياسين" في وقت سابق أن الخطة الأفريقية تم تجيهزها لعرضها على الرئيس الروسي، وتطرح سلسلة من الخطوات المحتملة لنزع فتيل الصراع، بما في ذلك إنسحاب القوات الروسية، وإزالة الأسلحة النووية التكتيكية الروسية من بيلاروسيا، وتعليق مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد بوتين، وتخفيف العقوبات،
وبالفعل قد إستقبلها"بوتين" بهدوء عندما قدمها القادة الأفارقة له الشهر الماضي وفق"رويترز" وفي تصريحات عامة يوم الجمعة، كرر بعبارات مماثلة حجته بأن أوكرانيا والغرب، وليس روسيا، هما المسؤولان عن الصراع.
وأكد"أبوالياسين" في بيانه الصحفي على أنه في ظل الحقائق الجديدة، وطالما قالت: روسيا إنها منفتحة على المحادثات يجب أن تأخذ في الإعتبار هذه الحائق على الأرض، فقد أبدىّ "بوتين" إستعداده للتحدث، والآن على الجميع إقناع الجانب الآخر"أوكرنيا" والغرب، وخاصةً بعد ما رفض الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" فكرة وقف إطلاق النار الآن الذي من شأنه أن يترك روسيا تسيطر على ما يقرب من خمس أراضي بلاده ويمنح قواتها الوقت لإعادة تجميع صفوفها بعد 17 شهراً من الحرب الطاحنة.
مؤكداً: على أهمية وجود صوت للدول العربية والإفريقية مؤثر وفعال داخل المحافل الدولية القائمة ليعمل على إيصال موقف الدول العربية والإفريقية في ظل التطورات الدولية المتلاحقة، وتداعياتها التي باتت تمس كافة أرجاء العالم، فضلاًعن؛ الظرف الدولي بالغ التعقيد، والمُناخ العام الذي يتسم بدرجة عالية من الإستقطاب، ولاسيما؛ التغيرات التي باتت تمس القواعد الرئيسية التي بني على أساسها النظام الدولي بمفهومه الحديث، وتقف الدول الإفريقية في خضم كل ذلك، لتواجه عدداً ضخماً من التحديات التي لا تؤثر فقط على قدرتها على إستكمال مسارها التنموي، وإنما تُهدد مُحددات أمنها، وحقوق الأجيال القادمة، وقد باتت الشعوب العربية والإفريقية تتساءل الآن بشكل مشروع عما إذا كان لدي قادتهم من أدوات؟، وما تقوم به من إجراءات للتصدي لهذه التحديات وتأمين مستقبل آمن لهم؟.
وختم"أبوالياسين" بيانه الصحفي قائلاً: لقد غيرت الحرب في أوكرانيا العالم، وقد غطتينا من وقت لآخر الكثير منها، ولقد تحملنا عبئ كبير في حصولنا على المعلومات في هذا الشأن لإنتاج بعض المقالات والتصرحات والبيانات الصحفية، وتحمل الكثير من الصحافيين والإعلاميين من جميع دول العالم، على الأرض المخاطر والصعوبات الشخصية أيضاً لنقل الحقيقة من على أرض الواقع في المعركة، وقد وضع الملايين ثقتهم في هؤلاء الشُجاعات منذ أن وضعت الحرب أوزارها قبل 17 شهراً من الآن، مؤكد: أن تقديم مثل هذه التصريحات والمقالات والبيانات الصحفية، يعُد أمر حيوي لإثبات الحقائق بعيداً عن أي معترك سياسية.