وزير الطاقة: قوانين الطاقة الجديدة تتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي وقابلة للتحسين رئيس الوزراء يلتقي نقيب الصَّحفيين الادارة الامريكية والارادة الاردنية حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله لحماية الموارد المائية الجمارك : شمول السيارات الكهربائية المخزنة في سلطة العقبة بقرار تخفيض الضريبة الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية ارتفاع أسعار النفط عالميا 17 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة بيان صادر عن جمعية حمضيات وادي الأردن الزراعية التعاونية رواية "جبل التاج" لمصطفى القرنة بين التاريخ والجغرافيا وزير الخارجية يزور دمشق ويلتقي الشرع وعددا من المسؤولين في الإدارة الجديدة وفيات الاثنين 23-12-2024 مصدر عسكري: الأصوات التي سمعت مساء أمس في الزرقاء والمفرق ناتجة عن التعامل مع عدد من المتفجرات القديمة طقس لطيف اليوم وبارد نسبيًا غدًا يوم ثقافي لتعزيز الحوار بين الثقافات في الجامعة الأردنية للحفاظ على حدة العقل .. 8 عادات يجب توديعها عيد ميلاد الأمير علي بن الحسين اليوم أكثر من مجرد انتعاش.. شرب الماء وأثره على الصحة رئيس الوزراء يضيء شجرة عيد الميلاد في أم الجمال اليوم طفرة تجارية مرتقبة مع سوريا والاستعدادات على قدم وساق

غرباً ... شرقاً أو بين القطبين الجزائر أرث رياضي عربي

غرباً  شرقاً أو بين القطبين الجزائر أرث رياضي عربي
الأنباط -

د.فواز بن خيري الحكمي
عضو الامانة العامة للدورة – أستاد الإدراة والاقتصاد الرياضي المساعد بجامعة الملك سعود بالرياض

يرى البارون الفرنسي المؤسس للالعاب الالومبية الحديثة دي كوبيرتان ارتبابطا و ثيقا بين الفنون و الثقافة و الرياضة. كما ان كثير من الفلاسفة يرون فيها رسالة السلام العالمي المنشود حتى اليوم. فمنذ نشاة الألعاب الأولمبية الحديثة شهد هذا الارتباط تطورا ايجابيا متزايدا، وشهدت الدورة الأولمبية في مدينة ملبورن عام 1954 مولد أول معرض فني في إطار الدورة، وأضيفت بعد ذلك فقرة إلى الميثاق الأولمبي تلزم المنظمات للدورات الأولمبية بإدراج برنامج ثقافي ضمن أنشطة الدورة.
اليوم اصبحت دول العالم تتسابق لأستضافة الألعاب الأولومبية لإبراز ثقافة و فنون شعوبها.
الرياضة عبر مهرجان الألعاب الألومبية أصبحت طريقآ لمهرجان الثقافات و الفنون المتعددة. فحفلات أفتتاح الألعاب الألومبية تنقل لجميع أنحاء العالم و يشاهدها أكثر من ثلثي سكان العالم، بإعتبارها مناسبة فريدة لتعرف على ثقافات و فنون شعوب العالم. العرب قدموا العديد من اللوحات الثقافية و الفنية عبر دورات الألعاب الألومبية على المستوى الدولي و الأقليمي.
شرقاً الخليج العربي وغرباً المحيط الهادي و ما بين القطبين الجزائز جوهرة البحر المتوسط بشواطئها السحرية الممتدة لأكثر من 1200 كيلومتر، جسدت قصة الحرب والسلم في لوحات حفل أفتتاح دورة الألعاب العربية الخامسة عشر، حيث أبرزت التاريخ العريق للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في أجواء رياضية فريدة أحتضنت الرياضين العرب لتتميز الجزائر بالمبادرة في تنظيم هذة التظاهرة الرياضية العربية للمرة الثانية في تاريخها. العاصمة و وهران و تيبازة و قسنطينة و عنابة تزينت لأكثر من 3500 رياضي يمثلون 22 دولة عربية وشاركوا في 21 رياضة ألومبية وتنافسوا على أكثر من 817 ميدالية في تقليد ألومبي عربي. لوحات حفل الأفتتاح وقفة عند التراث الجزائري المصنف دولياً والمتميز بتنوعة الحضاري العربي والرماني و الامازيغي و الفينيقي والبيزانطي. حفل بعنوان "صميم" جاء في صميم الثقافة الجزائرية وجسد الأرث العميق للتراث الجزائري بلوحات رائعة للعادات والتقاليد والمأكولات و المخطوطات والمنحوتات الأثرية وجسدت أرض أستاد "مركب 5 جويليا الرياضي" لوحات مزخرفة بنقوش أثرية وبعروض جمالية بملابس تقليدية من مختلف الولايات الجزائرية وأهازيج شعبية رسمت أجمل اللوحات الفلوكلورية الفنية أحتفاء بالرياضيين العرب في يوم الجزائر الوطني.
أرث الألعاب الرياضية العربية لم ينتهي بأنتهاء حفل الأفتتاح وأنما عاش الرياضيين العرب صدمة حضارية بجمال المدن والولايات الجزائرية في كل رحلة منافسة بين مقرات الأقامة وميادين المنافسة فجمال البحر والشواطئ العذراء وخضرة الجبال والسهول في كل مكان تجعل منها تجربة فريدة للرياضيين العرب. أجمل لوحات حفل الافتتاح التي مزجت الفن بالعلم وذكرت مأثر علماء الأمة العربية والإسلامية جسدت على أرض الواقع بمناشط ثقافية وعلمية مصاحبة لدورة الألعاب الرياضية العربية الخامسة عشر بالإضافة لتفاعل الأجتماعي بين الشعب الجزائري الكريم المضياف والرياضيين العرب، والذي ترك بصمة محفزة في نفوس كثير من أفراد المجتمع الجزائري وأبرز شغف المجتمع الجزائري بالرياضة. صعود الرياضيين العرب لمنصات التتويج كان بمثابة رسالة فخر وولاء للأوطان وتقاعل الجمهور الحاضر للمنافسات من كافة شعوب الوطن العربي المتابعة لمنافسات الألعاب الرياضية حضورياً أو عبر الوسائل الاعلامية و وسائل التواصل الأجتماعي.
ورثت الثقافة العربية غصن الزيتون ليصبح رمز الألعاب الأولومبية و السلام الممتد عبر العصور. شجرة الزيتون المنتشرة في أرض الجزائر كانت دعوة سلام و تعايش وجسدها الفكر الاولمبي بعقد غصن الزيتون كرمز السلام العالمي و رابط ثقافي لشرق بالغرب. فكما أنشد في حفل الأفتتاح غرباً ... شرقاً أو بين القطبين أستمر هذا الربط الثقافي حاضر في أعين الرياضيين في أرض الجزائر و محوره شجرة من أرض العرب و المسلمين التاريخية فلسطين. فالقران الكريم أكد مصدر هذة الشجرة في الاية 35 من سورة النور بقول الله عز و جل (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَولَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ). فأقدم دلائل موطن شجرة الزيتون هو منطقة جبال نابلس في فلسطين وصولاً إلى سلسلة الجبال الساحلية السورية "مملكة إبلا" . المسلمين و العرب دعاة سلام عبر التاريخ وهذا جعل الألعاب الأولومبية ونموذجها المصغر "دورة الألعاب الرياضية العربية" جوهرة من الجواهر في ثقافة العرب و المسلمين. كتب رسول الإسلام دعوة سلام عربي، يخاطب الملوك والروساء بألقابهم ويعترف بمكانتهم ويقرر أن سلطانهم في ظل الإسلام "السلام على من اتبع الهدى" و "أسلم تسلم ". النسيج الاجتماعي في ارض الزيتون العربية دليل تاريخي على تعايش العرب مع ثقافات و ديانات مختلفة وهو ما جسدته دورة الألعاب الرياضية العربية في الجزائرة.
حفل الختام أمتداد للنجاح فوق العادي للجزائر واتحاد اللجان الأولمبية العربية الوطنية في تنظيم دورة رياضية في وقت قياسي لم تشهده أي دورة رياضية في العالم يستحق أن نقف له أحتراماً وتقديراً ونهتف بصوت واحد "الجزائر أرث رياضي عربي"
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير