الأنباط -
د مي محمد الصالح
لكل من يدّعي أن الأنين صامت، أقف اليوم وعلى هذا المنبر لأخالفكم الرأي وأوضح للجميع أن أنين الروح لا ينطبق عليه صفة الصمت والسكون.
فأنين الروح يبوح بصمته عندما تتراكم ذكرياته وتصبح زخمة فوق طاقته مما يستدعي نثر تلك الأنّات وهذه الآهات المكبوته لتتشكل على سطور القلب أنينا ينثر نثرا حرا يسمى
« الخواطر»
وهنا تزاحمت حنين ذكرياتي وفاضت عبراتي واغرورقت عيناي لتفضح ما يخفيه قناعي، قناع لطالما تظاهرت به بالقوة والصمود وبقلب حديديّ ، ولكن هيهات هيهات أن يطول كتماني وتماسكي ليرميني على سواحل ميناء أحزاني متشكلا بسطور خطته أحرف زماني وزيّنته أنين الحنين من كلمات.
فلجأت لهذا الميناء مبحرة بقوة بكل إحساس وشغف صادق للكتابه ونثر عبير عبقات الذكريات في كتابي، تجلّى بعنوان غلافه الذي يختصر كل الشرح والتفسير عما يحويه من معنى، وذلك لأن عنوان « أنين الروح» يلامس أنين كل من يحمله بين طيّات قلوبهم المليء بكل أنين الروح والحنين والألم وكذلك الأمل والمحبة. أنين روح لروح غادرتني ليس لبعيد بل رحيل لصميم أعماق قلبي، ليدوم أنين ممزوج بحنين لا ينتهي، وأرواح لا تموت مهما فرّقها الموت.
جاء كتابي بكلماته المتواضعة جدا من خواطر مكبوته استأذنت أبواب قلبي لأسمح لها بالبوح لتندفع من سجن الكبت والكتمان على شكل أنين وأنّات لروح تزفر بحروف وسطور ألم أو بارقة أمل أو خفقة قلب، تجسّد أنين روح لروح غادرته لترتسم على سطور خفقات قلبي حنين وكلمات مغلفه بأنين الخاطرة، كل ذلك صدر من مشكاة عاطفة جيّاشة غامرة، تجاه من نحب، وليس كأي حب، بل حب مخلص يتصف بالديمومة التي لا تنتهي أبدا. فأرجو لكل من يلمس كتابي أن يكون حنونا به فصورة روح والدي تزيّن غلافه.
أشكر كل من دعم ويدعم وسيدعم أنيني بقراءة كتابي
« أنين الروح »
وكل الحب والإحترام لمن جاد علينا بالدعاء لوالدي بالرحمة الذي له الفضل في إتمام هذا الكتاب لأن روحه المقصودة بعنوان كتابي ـ رحمه الله ـ
نصيحتي لكم جميعا
« اقرأ بقلبك وروحك»