التعليم العالي: إغلاق باب التقدم للمنح الخارجية الساعة 12 منتصف الليل بابا الفاتيكان: الحروب والأزمة البيئية تهددان مستقبل البشرية المرحوم بإذن الله تعالى الحاج عمر محمد اليعقوب العوامله (ابو ايمن) "ذاكرة عمان" معرضا للدوق بشارات في التاسع من ايلول الجاري" الأردن يُسلِّم رئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي لدولة الامارات العربية المتحدة. مندوبا عن المبيضين.. النوايسة يشارك في فعاليات الدورة الـ13 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة أمين عام "أوابك": الدول العربية قادرة على إنتاج وقود الطيران سلاح الجو الملكي يوقع اتفاقية تدريب مع (جودبي) مباراتان في افتتاح الجولة الثانية ببطولة الدرع غدا وزير الخارجية الإماراتي يبحث مع منسق الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في غزة إطلاق نار قرب القنصلية الإسرائيلية في ميونيخ الكاتب فخري صالح ينسب بكتب جديدة لرواد مكتبة "شومان" لقراءتها ضمن مبادرة "أنسب لكم" مدير الأمن العام يلتقي رؤساء الوفود الشرطية المشاركة بسوفكس 2024 798 طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي في اربد اليوم منتخب السلة للشباب يلتقي نظيره القطري بكاس آسيا غدا استقرار أسعار الذهب عالميا وسط ترقب بيانات أميركية الاحتلال يعتقل 16 فلسطينيا من الضفة الغربية المركز الاردني للتصميم والتطوير (جودبي) يكشف عن توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم مع عدة شركات محلية وعالمية في معرض ومؤتمر معدات قوات العمليات الخاصة سوفكس 2024. الميثاق الوطني يقيم مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا في مضارب العجارمة في لواء ناعور الكرة الطائرة الأردنية تشارك بالبطولة العربية الشاطئية في تونس
محليات

بعد توقعات "الصحة العالمية" بزيادة أعداد المصابين بالسرطان ٠٠ ما هي استعدادات الأردن؟

بعد توقعات الصحة العالمية بزيادة أعداد المصابين بالسرطان ٠٠ ما هي استعدادات الأردن
الأنباط -
 زينة البربور 
بالبحث والتدقيق في توقعات منظمة الصحة العالمية حول انتشار الأمراض الخطيرة في السنوات القادمة تبين إنذارها بارتفاع حالات السرطان بالعالم إلى 60% بحلول 2040 خلال العقدين المقبلين، فيما ستصل هذه النسبة إلى 81% في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بسبب عدم كفاية الموارد اللازمة للوقاية، وتتوقع المنظمة أن يتراوح عدد المصابين بين 29 و37 مليون حالة في عام 2040.
وبإسقاط هذه التوقعات على الأردن فتؤشر المعلومات المتداولة ان السرطان يعد ثاني مسبب للوفيات بعد أمراض القلب والشرايين لكن في حال أثبتت توقعات منظمة الصحة العالمية فكيف ستكون مواجهة المنظومة الصحية للخطر القادم؟ وهل تملك ما يكفي من العداد اللازم بما يشمل المستشفيات ومراكز العلاج والجيش الطبي المؤهل لتشخيص ومتابعة علاجه؟ وما الأسباب التي تقف وراء زيادة هذه النسبة؟
أسئلة كثيرة تم طرحها على عدة خبراء بالقطاع الصحي واستهل الحديث المدير العام في مركز الحسين للسرطان الدكتور عاصم منصور وأوضح أن المركز يعد جزءاً من المنظومة الصحية ولا يمكنه استيعاب جميع المرضى، لافتا انه يعالج سنويا 6000 حالة جديدة وذلك يشكل حوالي 55% من مجموع مرضى السرطان في الأردن.
وعن خطط التوسع اكد ان اول خطوة كانت بإدارة مركز دروزة للأورام في مستشفى البشير الذي يمكنه استقبال 1000 مريض جديد سنوياً، مبيناً أنه في العام الماضي عالج المركز أكثر من 700 مريض وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة مؤكداً أن ذلك سيغطي جزءا من الحاجة الكبيرة.
وأضاف أنه يتم الآن تجهيز مركزاً في العقبة وسيغطي كلا من العقبة ومعان وربما الطفيلة، لافتا أنه في نهاية عام 2024 سيتم الانتهاء من عمله وتجهيزه والذي بدوره سيغطى جزءا كبيرا من مرضى أهالي الجنوب.
وختم أن هناك خطط جدية للتوسع وبناء شبكة من المراكز في كافة محافظات الأردن، مشيرا إلى أن التعاون بين مركز الحسين ووزارة الصحة بدأ لفتح مركزا في الشمال بإربد إلا أنه ما زال في بداياته مبررا  ذلك بالحاجة إلى دراسة جدوى كاملة لإتمام المشروع على أكمله.
من جانبه أكد مساعد مدير عام مركز الحسين للسرطان ومدير مركز سميح دروزة للأورام د.منذر الحوارات عدم وجود زيادة طفرية في السرطان بل من المتوقع زيادة الحالات في المستقبل وذلك بسبب عدة عوامل، أبرزها ازدياد عدد السكان ونسب الشيخوخة، إضافة إلى زيادة رفاهية المجتمعات والرعاية الصحية التي بدورها ستزيد من عمر الانسان وبالتالي فرص الإصابة بالمرض اكبر لأنه مرتبط بالتقدم بالعمر.
وأضاف انه تغير السلوك الاجتماعي في نمط الغذاء بالاعتماد على الوجبات السريعة التي تزيد السمنة إضافة الى الارتفاع الكبير في عدد المدخنين خاصة من النساء لما يعرف بالاركيلة والسجائر الالكترونية التي تعد أسباب رئيسية للإصابة بالسرطان، لافتا ان نسبة المدخنين في الأردن تزيد عن 41% وجزء كبير منهم من الفئات العمرية المبكرة أي بسن 17 عام وهذا بدوره يعرض للأسباب المؤدية للسرطان لفترة طويلة جداً.
ودعا إلى ضرورة وضع خطة مستدامة طويلة الأمد للتعامل مع الاعداد المتزايدة للمرضى مؤكدا ان ذلك لا يقتصر على انشاء مستشفيات جديدة وزيادة عدد الكوادر الطبية وحسب، بل يجب ان يتعدى ذلك الى رفع مستوى الوعي بالتعامل مع أسباب المرض لانه يفترض كلما تقدم الزمن قلت نسب الإصابة بالسرطان وليس العكس، لافتا أن ذلك يتم بتقليل عدد المدخنين والتركيز على الغذاء الصحي وممارسة الرياضة.
وأضاف ضرورة نشر الوعي بأهمية الكشف المبكر للسرطان وذلك من خلال الفحص الذاتي للإنسان الذي بدوره يقلل وصول الحالات الى مراحل متأخرة ويخفض نسب والوفيات مشيرا إلى انه مازال السرطان المسبب الثاني للوفيات في الأردن أي يبلغ عدد الوفيات سنويا حوالي 3000.
وأشار إلى أن خطة التعامل مع السرطان لا يجب اقتصارها على مكان واحد بل يجب توسيعها لتشمل كافة المستشفيات التي تتعامل مع المرض، لافتا ان مركز دروزة يدار من قبل مركز الحسين للسرطان ضمن خطة استراتيجية لتوسيع توفر الأماكن العلاجية بسوية عالية ومستوى جيد يضمن تقديم الرعاية على اعلى مستوى، وأضاف ان دروزة هو جزء من التعاون بين مركز الحسين ووزارة الصحة ومؤسسة مجتمع مدني، لافتا انه بداية لخطة تشمل توسيع العمل في المركز وفي توسيع المستشفيات التي تتعامل مع السرطان.
وذكر الحوارات ان مركز دروزة يأتي ضمن خطة لجهتين الأولى مركز الحسين والثاني وزارة الصحة حرصا منهم على توسيع الأماكن التي تستقبل علاج السرطان لأن هناك حقيقة مؤكدة انه مع الزيادة السكانية والاصابات إن الأماكن الموجودة حاليا لن تستوعب العدد المتزايد للمرضى.
وأشار إلى ان مركز دروزة هو البداية فقط لأنه مقبل على عملية توسيع سواء بعدد الغرف وعدد الأطباء ونوعية الأجهزة إضافة الى الخطة المستدامة لزيادة عدد المرضى الذين يستقبلهم المركز، لافتا انه في البداية كان المركز يستقبل حوالي 450 مريض اما الان يمكن ان يزيد العدد اكثر من ذلك.
وختم ان هناك ادراك عميق للحاجة لتطوير الرعاية الصحية لمرضى السرطان في القطاع الحكومي بشكل كبير لافتا ان دروزة يعد جزءا منه وحتى الآن ما زال يثبت ان التجربة تنجح في استيعاب العدد المتزايد من المرضى، مؤكدا ان خطة توسيع المركز ربما لا تقتصر على عمان فقط بل انها خطة مستدامة يمكن ان تتوسع الى عدة محافظات.
وعن الأسباب التي تقف وراء الزيادة الكبيرة والمستمرة في اعداد المصابين بالسرطان كشف استشاري جراحة الأورام وأورام الثدي د.علي العبوس ان عملية التشخيص أصبحت اكثر سهولة من قبل كما أن معدل العمر ازداد بشكل كبير عازيا ذلك الى ارتباط العديد من الأورام بالعمر خاصة عمر 70 و80.
وأضاف ان الكثير من العوامل البيئية سواء من ناحية الطعام او تلوث البيئة باتت ظاهرة جديدة على المجتمعات مشيرا الى ان الأردن اصبح في 25 سنة الأخيرة يشبه البلدان الأخرى التي كانت نسبة السرطان فيها اكثر من الأردن ويعود السبب الى تشابه العادات معهم، خاصة من ناحية انتشار الوجبات السريعة التي تحتوي العديد من المكونات غير المعروفة وكما تسمى " سر المهنة " لافتا انها تشكل خطر كبير على صحة الفرد.
واكد انه نتيجة الاكتفاء الذاتي أصبحت نسبة الطعام الحيواني اكثر من النباتي وهذا ما يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، مضيفا ان الضغط النفسي يعد عامل هام في مسببات السرطان وهو عامل مثبت علميا.
وذكر ان هناك ثلاثة أنواع للتصدي للسرطان وعلاجه أولها الكيماوي الذي اثبت الطب في الكثير من الأحيان نجاحه بالوصول الى مرحلة الشفاء او زيادة سنوات حياة المرضى نتيجة التقدم العلمي في أنواعه مقارنة بالسنوات السابقة، واضاف الفئة الثانية وهي العلاج البيولوجي او ما يسمى بالحيوي الذي يرتبط بتشخيص بعض الأورام التي لها علاقة بالعلاج البيولوجي وهي المستقبلات.
اما النوع الثالث فذكر العبوس أنه العلاج المناعي، لافتا انه وفقا لدراسة تمت من عدة اشهر فقد اثبت ان هذا النوع اذا اعطي لفئة معينة كالحالات التي تعاني ورماً في الثدي ومستقبلاته جميعها سلبية أي حالتهم خطيرة جدا فقد تصل نسبة التحسن لديهم حوالي 70 % أي ستزداد سنوات حياتهم اكثر.
وأضاف ان العلاج الاشعاعي تحسنت ادواته عما كان عليه سابقا بحيث اصبح يستهدف المنطقة المراد علاجها دون اذية أي عضو اخر في الجسم. 
وختم ان الكشف المبكر لا يطبق الا على الثدي عازيا ذلك الى سهولة الفحص على عكس أعضاء أخرى في الجسم، مؤكدا ان نسبة الشفاء في حالة الكشف المبكر تتجاوز 95%، مبينا ان اعراض المراحل المتقدمة من المرض متشابهة ومشتركة في اغلب انواعه ومكان وجوده وتتمثل في فقر الدم ونقص بالوزن ووهن بالحالة العامةن لافتا ان نقص الوزن هو دلالة على تقدم مراحل المرض.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير