الدولة المدنية أم العلمانية: أيهما يناسب مستقبل سوريا؟ جامعة البلقاء التطبيقية تعقد شراكة استراتيجية مع بورصة عمان لتدريب الطلبة على نظام التداول الإلكتروني وزير الطاقة: قوانين الطاقة الجديدة تتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي وقابلة للتحسين رئيس الوزراء يلتقي نقيب الصَّحفيين الادارة الامريكية والارادة الاردنية حملة لإزالة الاعتداءات على قناة الملك عبد الله لحماية الموارد المائية الجمارك : شمول السيارات الكهربائية المخزنة في سلطة العقبة بقرار تخفيض الضريبة الأردني عمر ياغي يفوز بجائزة نوابغ العرب للعلوم الطبيعية ارتفاع أسعار النفط عالميا 17 شهيدا جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة بيان صادر عن جمعية حمضيات وادي الأردن الزراعية التعاونية رواية "جبل التاج" لمصطفى القرنة بين التاريخ والجغرافيا وزير الخارجية يزور دمشق ويلتقي الشرع وعددا من المسؤولين في الإدارة الجديدة وفيات الاثنين 23-12-2024 مصدر عسكري: الأصوات التي سمعت مساء أمس في الزرقاء والمفرق ناتجة عن التعامل مع عدد من المتفجرات القديمة طقس لطيف اليوم وبارد نسبيًا غدًا يوم ثقافي لتعزيز الحوار بين الثقافات في الجامعة الأردنية للحفاظ على حدة العقل .. 8 عادات يجب توديعها عيد ميلاد الأمير علي بن الحسين اليوم أكثر من مجرد انتعاش.. شرب الماء وأثره على الصحة

إبراهيم أبو حويله يكتب :بين الثقة والتشكيك ...

إبراهيم أبو حويله يكتب بين الثقة والتشكيك
الأنباط -
بين الثقة والتشكيك ...

ماذا يريد المواطن من الحكومة ولماذا يسعى بجهد نحو المعلومة. وإذا لم يجد المعلومة من مصدرها المباشر ، سعى للحصول عليها من مصادر أخرى وقد تكون هذه المصادرة حسنة النية أو سيئة النية ، عندما تصبح الشفافية مطلبا صعب المنال ، وغياب الحقيقة أو الحقيقة المجزوءة هي البديل ...

عندها ألا يتم إستغلال المواطن من قبل أصحاب الأجندات المختلفة بغض النظر عن سلامة نياتهم ، من أوصل المواطن إلى هذه المرحلة أليس هو في الحقيقة غياب المعلومة من مصدرها وعدم الثقة فيما يتم طرحه من معلومات من مصادرها الرسمية ...

ألا نصرخ دائما بأن خلق الثقة بين المواطن وحكومته ، وبين المواطن والمسؤول ، وبين المواطن والمواطن هو نصف الحل، والنصف الآخر هو في أن يقوم كل منّا بدوره على أكمل وجه ثم بعد ذلك يتقبل النقد والتصحيح والتطوير ...

هل لو كانت الثقة موجودة بين المواطن والحكومة ، سيلتفت المواطن إلى المصادر الأخر المختلفة، التي تم فتح الباب لها على مصراعية من خلال مواقع التواصل ، وأصبحت المعلومة التي كانت حصرا وحكرا على مصادر معينة تجد الآن ألاف الأبواق التي تصرخ بما هو صواب وبما لا يعرف الصواب إليه طريق ...

ألم نخلق نحن المشكلة من حيث المبدأ بتغيب المعلومة وإخضاعها للقص والتعديل والتشويه، ثم بعد ذلك طالبنا المواطن بأن يأخذ هذه على أنها مسلمة لا تقبل التشكيك ، وإن كان الواقع والظروف والحكايات والإشاعات والأبواق التي تصرخ ليل نهار تقول بأن هذه لا تمت إلى الحقيقة بصلة ...

أليس إخفاء الحقيقة على بشاعتها وإضطرابها وقسوتها هو أسواء بمرات من الحقيقة ، فمع الحقيقة تختفي الإشاعة وتختفي تلك الأبواق المزعومة ، وتخفت أصوات تزعم بأنها تملك وتقول وتصرخ بالحقيقة وهي أبواق مشبوهة ...

إن الواقع هو في غاية الصعوبة والمعطيات المحلية والعالمية والتحالفات على مستوى الإقليم العالمية أصعب ، وما يمليه العالم اليوم على تلك الدول التي تقع في المناطق الأكثر توترا هو في النهاية يصب في مصلحة تلك الدول شئنا أم أبينا ، والبعض يدرك والبعض لا يدرك هذه الحقائق ، أو هو في الحقيقة لا يريد إدراكها، ولكن هل من الصعب إظهار الصورة الحقيقية والحجم الحقيقي لما نستطيع ولما لا نستطيع القيام به ، وهل الشعوب عندما تدرك هذه الحقيقة تستطيع التعامل معها أم لا تستطيع ، ما أدين به أن الحقيقة وإن كانت مرّة وقاسية ولكنها تفتح العقول والقلوب وتخلق الثقة بين مكونات المجتمع ، وأن المجتمع الذي دعم وصفي ووقف بكل قوة خلف كل ما تم طرحه من أفكار وتحديات،  هو نفس المجتمع وإنه قادر على التعاطي مع الحقائق وأهل للتحديات، وهو قادر على أن يقف مع حكومته ، ويدعمها بالغالي والنفيس إذا تم إستعادة الثقة وشعر المواطن بأنه مهم ومطلع وتم التعامل معه بإحترام وتقدير ومواطنة حقيقية ... 

نعم قد تكون كل الحقيقة جرعة قاسية في بعض الأحيان ، ولكن الشعوب قادرة على التعامل مع التحديات كما هي قادرة تماما على تغيير الدفة بأي إتجاه هنا أو هناك، إن الشعوب المهمشة والمغيبة والتي لا تثق بحكوماتها ولا بإعلامها هي شعوب خطيرة ، وما حدث لشاه إيران من محاولة لشراء ولاءات هنا وهناك، وعدم الإلتفات إلى الشعوب قد يحدث في أي زمان وفي أي مكان ...

أن ثمن غياب الثقة كبير وضرره أكبر على الجميع والنهايات لن تكون سعيدة ، وهذا ما حاول مؤلف الشاهنامه جعله حقيقة واضحة أمام ملوك الفرس ، ولكن الشاه لم يفهم هذه الرسالة ، والخسائر الكبيرة في هذه المنطقة تحديدا ، وما تم دفعه من قبل الشعوب من تشريد ولجوء وحروب وصراعات أمر خطير ، وكل ذلك سببه هو تهميش هذه الشعوب وغياب الثقة بينها وبين من يملك الحقيقة ، وغياب التواصل والشفافية والعدالة وكل ذلك كان له أثر مدمر على شعوب هذه المنطقة ...

وعليه فأنني أرى أننا لا نملك رفاهية الإختيار بين الثقة وعدم الثقة ، فلا طريق أمامنا إلا إعادة الثقة بين المسؤول والمواطن ، وخلق بيئة تخلو من غياب العدالة والشفافية والمساواة من أجل مجتمع آمن للجميع ...

إبراهيم أبو حويله

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير