البنك العربي يواصل دعمه لحملة التوعية المرورية "مدرستي فرحتي" بالتعاون مع إدارة السير 5 أسرار لاتّباع دايت بدون حرمان من مأكولاتك المفضّلة أسباب الشعور بصداع مستمر، وكيفيّة علاجه مخك تحت الضغط.. العمل المفرط يعيد تشكيل دماغك الارصاد: تراجع تأثير الكتلة الحارة وأجواء معتدلة تدريجياً خلال الأيام القادمة ‏من هي زهرة البرازي التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي ! ‏الرئاسة السورية تصدر المرسوم رقم (19) الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين ‏الرئاسة السورية تصدر المرسوم رقم (20) الخاص بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية عهد اقتصادي جديد.. الخليج العربي رئة الاقتصاد الأمريكي المستنزف حقوق العمال.. ذوبان بين نصوص القانون وواقع الانتهاكات المقاصف المدرسية.. تعزيز للثقافة الاقتصادية والاستثمارية بين الطلبة وصول طلائع الحجاج المصريين إلى العقبة عبر اسطول الجسر العربي البحري بين الثانوي والمصيري، هل يختبر "اليسار" قدراته بعد حظر "الإخوان"؟ الحوسبة الكمومية في اكتشاف الأدوية: حين تسبق المعادلات الكيميائية نبض المرض قمة بغداد: بين الاستضافة والإضافة السياسية الترخيص المتنقل بالأزرق الأحد والاثنين وفد من كلية القادسية يزور الديوان الملكي الهاشمي المنتخب الوطني يبدأ معسكره الداخلي استعدادًا لمباراتي سلطنة عمان والعراق الأرصاد الجوية: ذروة الكتلة الحارة أثرت على المملكة نهار السبت البيان الختامي للقمة العربية يؤكد دعم الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس

باقة ورد في الخامس من حزيران لسعيد الصالحي

باقة ورد في الخامس من حزيران لسعيد الصالحي
الأنباط -

كان عقرب الساعة الكبير يمشي بكل قيافة نحو الثواني الأخيرة من يوم أمس، ليعلن انتهاء يوم الخامس من حزيران، يوم نجدد فيه كل عام ذكريات من سفر الخروج، ونعيد تعبيد طريق الآلام، ففي هذا اليوم منذ عقود اخطأنا الحساب، فكانت النتيجة أن خرجنا من التاريخ، وتغير شكل الخرائط، وأوصدت الأبواب وبات القريب بعيدا وربما ابتعد أكثر مما ينبغي نحو رحلة تشبه رحلات أوديسيوس نحو أثيكا، بعد أن حملته الأمواج إلى كل الأماكن إلا بلاده، قارع الشياطين والمردة، وقاوم الاغواء وزار الأموات والأحياء، وفي لحظات كثيرة كان يفقد الايمان بكل شيء وبمن حوله ونفسه، حتى حلم العودة والرجوع كاد يصير كابوسا، وفي كل مرة كان يتسلح بالحق فتنبت الأزهار بين ثنايا أخشاب سفينته، فتنمو لتلامس أطراف أقدامنا التي تعرف الطريق ولا تقوى على المسير، مرت السنوات وامتدت رحلاتنا لعقود، نرى أرضا غرب النهر ولا نرى منازلنا، وتشرق شمسنا على ظلالهم، وقمرنا مضرب عن الدوران، وكأن بلادنا ليست قطعة من هذه الدنيا، أو ربما رفعت منها إلى مكان آخر في المجرة التي نراها على اتساعها مثل سم الخياط، ففلسطين أكبر من المجرة رغم النزوح والجروح.
 
فاللاجئ قد تنزلت عليه المصائب على دفعات، وتدرج من الاضرابات الى النكبات ثم النكسات وأخيرا كانت تنتظره خيمة عذاباته ورغيف الخبز المعجون بالريبة والخوف مما هو آت، أغمض صاحبنا ما تبقى من عينيه واحتضن ساري الخيمة كأنه ساري السفينة التي ستعيده إليها،  ولكن هذه الخيمة لا تذهب به إلا نحو ذاته المتعبة.

منذ عقود مضت وهذا اللاجئ الذي شاب شعره وأصفرت وتساقطت اسنانه ما زال يسأل نفسه -وقد تطورت سجائره من الهيشي إلى السيجارة الالكترونية- متى سنعود؟ وهل سنعود؟ وكانت الإجابة دائما "فلسطين"، ففلسطين هي ميعاد العودة قبل أن تكون مكانها، وهي الطريق وليست الوجهة، وهي الألم الذي يسبق الميلاد، ففي الخامس من حزيران في كل عام تولد الاحلام فتية من جديد، فأحلامنا أطفالنا التي قد أقسمت ألا تكبر وألا تموت إلا في فلسطين.

لقد شارفت على الخمسين من عمري، ولا أعرف كيف مرت هذه السنوات، فقط عقرب ساعة بيتنا هو من أحصى هذه الدقائق والتفاصيل الرتيبة، أما الساعة التي يبدأ من عندها تعداد سنوات عمري وتاريخ عودتنا فما زالت بلا عقارب وأنياب، ولم تبدأ ثوانيها في التدافع نحو النهر والبحر والصحراء، وعندما يحين الوقت -وهذا الوقت قريب- ستتنزل فلسطين من السماء كباقة ورد بحجم الأرض، فالورود الحمراء المخملية عنوان عودتنا ورمز رحيلهم.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير