الأنباط -
صخر النسور
بعد أسبوع من الفرح الغامر في بيوت الأردنيين والمحبين والأصدقاء من مختلف دول العالم لزفاف أميرنا المحبوب الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ابن الحسين .
هذا الفرح الذي عم أرجاء الوطن كافه، وكان في قلوب الأردنيين قبل بيوتهم وظهر في حلة ولا أبهى ولا أجمل كان من عناوينها الأبرز:" صنع في الأردن"
وقد كانت الهوية الوطنية العنوان الأبرز متمثلاً بالهوية الأردنية والأرث الممتد لآلاف السنين، فحضرت العادات والتقاليد الأردنية الراسخة في زفاف أميرنا، وكل تفاصيل فرحنا كانت من صنع أيدينا بحب وشغف وإلهام من موروثنا، بموارد بشرية أردنية استخدمت ثروات طبيعية أردنية، نعم فسيف الأمير صنع في الأردن، ومن تراب الأردن، ومن حديد عجلون بالقرب من مغارة وردة ذات القيمة الجيولوجية والتاريخية نظراً لما تحتويه من معادن وأهمها الحديد المتواجد ضمن طبقات الصخر الجيري، وقد شهدت هذه المغارة صهر الحديد وتطويعه إبان الحقبة التي تواجد خلالها جيش صلاح الدين الأيوبي في المنطقة ومن حديد هذه البقعة تم بناء قلعة عجلون.
إذا فالرسالة واضحة، نحن نجيد صناعة الفرح بأيدٍ أردنية ومقدرات أردنية فهل لنا أن نعيد عقارب الساعة إلى الخلف لتكون ثرواتنا الطبيعية عنوانا لسياسة الاعتماد على الذات؟؟
هل نحن قادرون على أن يكون ملبوسنا مما ننسج، وطعامنا مما نزرع، ومعداتنا مما نصنع؟ والإجابة جاءت من خلال الفرح، نعم نحن قادرون بشرط أن نحل عقدة الإدارة ونبث في النفوس الإرادة وهنا مكمن الحل.
هدية الملك لابنه الأمير الشاب سيف عربي هاشمي صنع في الأردن، فهل لنا أن نقرأ الدلالات والرسالة منها، لإقامة العدل، ودرء المخاطر، وإحقاق الحق، وتكافؤ الفرص.........
آن الأوان لنا مؤسسات وأفراد قطاع عام وقطاع خاص ومؤسسات مجتمع مدني أن نستثمر الفرص المتاحة في ظل تحديثات المنظومة السياسية والاقتصادية والإدارة العامة خير استثمار نحو المئوية الثانية للدولة لكي نعبرها على أساس متين وصلب قوامه نبذ الفرقة والمحسوبية وإشاعة العدل وتكافؤ الفرص .
نحن في الأردن نجيد صناعة الفرح فهل لنا أن نعظم الإنجاز في الصناعة الوطنية والاستثمار الأمثل في ثروتنا البشرية والطبيعية .
نجدد المباركة والتهنئة لقائدنا المفدّى أبي الحسين وولي عهده الأمير المحبوب وللعائلة الهاشمية الكريمة وللشعب الأردني الطيب.
دامت الأفراح عامرة بديار الأردنيين.