محليات

الجيطان: قوانين تعزيز منظومة الأمن الغذائي في الأردن ما زالت في بداياتها

{clean_title}
الأنباط -
الجيطان: قوانين تعزيز منظومة الأمن الغذائي في الأردن ما زالت في بداياتها
متى سيحقق الأردن الأمن الغذائي؟
 
الأنباط – زينة البربور 
لا يمكن لاحد انكار أهمية الامن الغذائي كونه يشــكل تحقيــقه شــرطاً مســبقاً ومتطلبــاً رئيســياً لتحقيــق الأمن الإنساني والوطنـي، وبالتالي بات هما وطنيا في الأردن لابد من ضمانه بعد التأثيرات المختلفة للتغير المناخي والتذبذب الكبير في الأسعار العالمية إضافة الى آثار ما بعد كورونا التي خلفت أزمات متتالية كما كان لها دورا فـي تسـليط الضـوء علـى أهميـة ومركزيـة الأمن الغذائي لأن الحاجة إلـى وجـود اسـتراتيجية للأمن الغذائـي هـي حاجـة ملحـة لا يمكـن غـض النظـر عنها لأنها ستسـاهم فـي تحقيـق النمـو والازدهار واسـتدامة الوضـع فـي الأردن كمركـز للاستقرار والسـلم فـي الإقليم.
وللحديث عن مستوى السعي في تحقيق الامن الغذائي أكد ممثل قطاع الصناعات الغذائية والتموينية والزراعية والثروة الحيوانية في غرفة صناعة الأردن محمد وليد الجيطان ان الأردن يمتلك قطاع للصناعات الغذائية يعد من احد القطاعات التي تمتلك أهمية كبيرة في الاقتصاد الوطني والتي لها ترابط ومساس في الحياة اليومية للمواطن الأردني حيث يمتلك قدرات إنتاجية ضخمة، لافتا تضاعفها خلال العقد الأخير لتصل لأكثر من 5 مليارات دينار سنوياً، وبقيمة مضافة تصل لأكثر من 40%.
وبين أن الإنتاج المحلي للقطاع يغطي ما نسبته 60% من إجمالي الاستهلاك المحلي من المنتجات الغذائية عازيا ذلك ًلتعدد منتجاته وتنوعها وتلبيتها كافة احتياجات وأذواق المستهلكين، لافتتا أن هناك ما وصل منها الى حد الاكتفاء الذاتي.
وتابع انه على الرغم من ذلك، فإن هنالك فرصة كبيرة لزيادة وتوسعة القاعدة الإنتاجية لتلبية كافة احتياجات الأردن من المواد التي تتركز في العديد من المنتجات أبرزها؛ الحبوب ومنتجات (القمح، الشعير، البن، وغيرها) وبعض منتجات الخضراوات التي تدخل في العملية التصنيعية، المحفوظة بغير الخل او حمض الخليك مجمدة، والزيوت "زيت فول الصويا" و " زيوت بذور عباد الشمس او بذور القرطم او بذور القطن وجزئياتها" ان إضافة إلى سكر قصب او سكر شوندر ( بنجر )وسكروز نقي كيماويا, بحالتهما الصلبة والقرفة وازهار شجرة القرفة ومنتجات التوابل وبهارات وعصارات وخلاصات نباتية.
وعن ابرز التحديات والعقبات التي تقف في طريق تحقيق الأمن الغذائي المستدام في الأردن أوضح أن الأردن يعد من البلدان الفقيرة مائياً والتي تشكل مدخلاً إنتاجياً رئيسياً للمنتجات الزراعية وهذا يعني قلة توفر المواد الأولية اللازمة للصناعات الغذائية محلياً، لافتا أن قطاع الزراعة يأتي كمستهلك أكبر للمياه في الأردن، إضافة إلى ذلك فإن قطاع الزراعة الأردني يفتقر إلى التنظيم لأن غالبية قطع الأراضي مجزأة وضمن ملكيات صغيرة، وهذا ما يجعله يتسم بمحدودية المحاصيل المنتجة.
وأضاف أن الإطار التشريعي والقانوني لتعزيز منظومة الأمن الغذائي في الأردن ما زال في بداياته ويحتاج إلى المزيد من أجل النهوض بالمستوى المطلوب، كما أن المستوردات من المنتجات الغذائية في الأردن تعد كبيرة مبينا ان هذا يشير إلى اعتماد المستهلك المحلي على المنتجات المستوردة من الخارج، والتي تعد منافسة للمنتجات المحلية الصنع.
وأشار إلى كلف الإنتاج المرتفعة (الوقود والطاقة) التي تواجه صناعة الأغذية إضافةً إلى ضعف العلاقات التكاملية بين القطاعين الصناعة والزراعة، والذي من شأنه عرقلة توفر المواد الأولية لقطاع الصناعات الغذائية ليشكل بذلك عائقاً أمام النهوض بالإنتاج الوطني من الصناعات الغذائية وتحقيق الأمن الغذائي 
وأكد أن الحكومة الأردنية تبينت بشكل واضح التوجيهات الملكية السامية الأخيرة بشأن تعزيز الأمن الغذائي داخل البلاد، بما يحقق الاكتفاء الذاتي ويقلل من تأثير انقطاع سلاسل الإمداد على إثر الأزمات والاضطرابات السياسية والاقتصادية العالمية وكان أخرها الأزمة الروسية الأوكرانية لافتا انعكاس تلك التوجيهات على الخطط والإستراتيجيات الوطنية، أبرزها رؤية التحديث الاقتصادي من خلال تبني قطاع الصناعات الغذائية والزراعة والأمن الغذائي كأحد القطاعات عالية القيمة للسنوات العشرة القادمة. وذكر أن جلالته وجه الحكومة لتشكيل اللجان المتخصصة لدعم الإنتاج المحلي وتحسين مستوى التكامل ما بين القطاع الصناعي والقطاع الزراعي، إضافة الى إطلاق "الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي" خلال العام 2021 لضمان تقييم ومتابعة القضايا والمستجدات بخصوص تعزيز مستوى الأمن الغذائي للسنوات العشرة القادمة. 
وختم الجيطان أن اهتمام جلالة الملك بمفهوم تعزيز الأمن الغذائي يجعل من الحكومة أكثر جديةً في العمل نحو تحقيق هذا الهدف، لافتا انه لم تقتصر جهود جلالته فقط على توجيه الحكومة بل طالت زيارات ميدانية لعدد من المصانع الأردنية للصناعات الغذائية، والتأكيد على ضرورة تطوير الصناعات الغذائية كأولوية لتوفير الأمن الغذائي الوطني، هدفا لتحول الأردن إلى مركزا إقليمياً، مع أهمية التركيز على دعم الصناعات، التي تستخدم مدخلات إنتاج محلية
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )