الأنباط -
يلهمنا النصرُ على النازية والفاشية، الذي احتفلت به شعوب العالم يوم الثلاثاء الفائت، بأننا سنحتفل ذات يوم بدحر الإحتلال الإسرائيلي الذي تقف ضده شعوب العالم، مؤيدة حقوق الشعب العربي الفلسطيني العادلة.
إن ذكرى النصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، هو يوم من أهم أيام الحرية في العالم.
وهو يوم يحمل أبرز العلامات للشعوب المضطهدة والمحتلة، على حتمية دحر الإحتلال.
لم يشهد التاريخُ نجاحاً مطلقاً كنجاح الآلة الحربية الهتلرية في اكتساح معظم دول أوروبا: بولندا، رومانيا، فرنسا، الدنمارك، بلجيكا، هولندا، النرويج، النمسا، اليونان، يوغوسلافيا، فنلندا، ألبانيا، أوكرانيا، كرواتيا، صربيا، هنغاريا، ليتوانيا، مقدونيا، تشيكوسلوفاكيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي.
لقد وصل الجبروت والغطرسة بهتلر وجنرالاته، أنهم تجولوا بزهو الطواويس تحت قوس النصر في باريس المحتلة.
يقام في الساحة الحمراء بموسكو الاحتفال التقليدي بذكرى هذا النصر العظيم، حيث يجلس أبطال الحرب الوطنية العظمى، وقد خفقت عاليا في المكان رايةُ النصر الهجومية لفرقة المشاة 150 التي حملت إسم إدريس، التي رفعها الأوكراني أليكسي بيريست والروسي ميخائيل ييغوروف والجورجي ميليتون كنتاريا على الريخستاغ في برلين في 30 أيار عام 1945.
لقد قدم البلغاري جورجي ديميتروف (1882-1949)، الذي أصبح رئيس وزراء بلغاريا بعد تحريرها، إجابة حاسمة وخريطة طريق للنصر والحرية حين قال ان "النازية ليست قَدَرا" وان الوحدة الوطنية هي أول متطلبات وشروط النصر.
واشتقاقاً من مقولة ديميتروف مُنظّر الجبهة الوطنية الأبرز نقول: "ان الاحتلال الإسرائيلي ليس قَدَرا، وانه يمكن دحره".
ان ما نشهده منذ عقود، من اصطراع فلسطيني-فلسطيني مريب، يصب في إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي الذي يتمدد ويتوسع ويوطد أركان مستوطناته ويشد من أزر مستوطنيه، على حساب الدم والعذاب الفلسطيني.
ما قدمه ديميتروف متاحٌ برسم القراءة والتطبيق من جانب قادة الفصائل والأحزاب والعمل الوطني الفلسطيني، التي إن ظلت على ما هي عليه اليوم، فإنها تمارس التلهية والعبثَ وتحرث البحرَ وتدق الماءَ في الإناء.
الوحدة الوطنية، وبالتتابع الجبهة الوطنية الفلسطينية، هما الصراط المستقيم إلى الخلاص والحرية والاستقلال.