الأونروا: وصلنا إلى 160 ألف طفل للتطعيم ضد الشلل جنوب قطاع غزة "العفو الدولية" تدعو للتحقيق بجرائم حرب إسرائيلية بقطاع غزة مراكز الخدمات الحكومية تعلن عن ساعات العمل ليوم الاقتراع إجلاء 420 ألف شخص في مقاطعة هاينان بجنوبي الصين مع اقتراب الإعصار "ياغي" النفط يرتفع بشكل طفيف ويقترب من أكبر خسارة أسبوعية في عام المناضل قدورة فارس من "منتدى العصرية": فظائع سجون الإحتلال لم تشهد مثلها السجون على امتداد التاريخ بدء المرحلة الثانية لصرف المستحقات والرديات لطلبة المنح والقروض الداخلية والدة معالي العين جمال الصرايرة في ذمة الله وفيات الجمعة 6/9/2024 أجواء معتدلة الحرارة في أغلب المناطق حتى الاثنين الزرقاء: إنطلاق فعاليات مهرجان مسرح العرائس العربي الثاني يحرق طفلتيه ويلوذ بالفرار سرقة 200 هاتف يومياً في بريطانيا.. لسبب غريب 4 أسئلة قبل تغيير الحمية الغذائية النشامى يكتفي بالتعادل مع الكويت في انطلاق مشوار المونديال الفايز : سوفكس يشكل فرصة للدول والشركات العارضة للاطلاع على تجارب نظرائهم من الدول الأخرى وزير الخارجية يحذر في لقاء مع نظيرته الألمانية من تبعات الحرب الإسرائيلية على غزة بلدية اربد: مليون وثلاثة وتسعين الف دينار لأعمال تعبيد جديدة مؤسسة مينتور العربية ومؤسسة ولي العهد تختتمان برنامج الإلهام المهني سلطان بن أحمد القاسمي يكرم الفائزين بجائزة الشارقة للاتصال الحكومي في دورتها الـ11
محليات

"مشوح وملوح".. لسنا حقل تجارب التلفزيون الأردني مطالب بـ إيضاحات

مشوح وملوح لسنا حقل تجارب   التلفزيون الأردني مطالب بـ إيضاحات
الأنباط -
الأنباط - خليل النظامي
 
يعتقد الكثير من الناس أننا حين نوجه النقد لـ برنامج أو عمل فني أو لـ مادة صحفية ما، أننا ننتقد على اساس شخصي لا على معايير علمية وفنية، لهذا نواجه دائما بـ سيل من الاتهامات التي تحاول زج أوجه نقدنا في دائرة الشخصنة، في الوقت الذي نريد ونبحث عن طريق لـ الوصول من خلال النقد خاصتنا الى رقي الاعمال والمنتجات الاعلامية والفنية المقدمة لـ الجمهور الملحي.

قد تحدثت في عدة مواطن حول مسلسل "مشوح وملوح"، عن نمطية انتقاء الشخوص، وكيفية بناء السيناريو الكوميدي، وطبيعة الملابس ذات العلاقة بالنص الكوميدي وفكرة كل حلقة، وحول الموسيقى المستخدمة، وحول اللهجة التي وظفها البعض على أنها اللهجة الأردنية الأصيلة، بالاضافة إلى فكرة الاخراج وأماكن التصوير.

بـ الأمس خرج علينا الناشط الطراونة الذي يؤدي إحدى الشخصيات الرئيسية في هذا المسلسل، بـ تغريدة ربما قرأها البعض بناء على معيار عاطفي ومحبة تربطه به وهنا الكارثة، حيث أن ردود الأفعال المنبثقة عن الجماهير باتت لا تؤدي الغرض والهدف الرئيسي من فلسفة التفكير الناقد.

ونحن كـ متخصصين في علم الإتصال، هذا العلم الذي يحتضن كل العلوم الانسانية تحت مظلته، لنا رأي آخر مختلف تماما عن رأي الجماهير المتابعة، رأي مبني على أسس التحليل والربط، وإسمحوا لي أن أعرض عليكم بعض مما قرأت في تغريدة الشاب الطراونة :

تقول تغريدة الطراونة :" مشوح وملوح … تجربة فشلت فيها ولن تتكرر ابداً واتمناها للنسيان واتمنى من الناس نسيانها".

أولا : في الإطار العام لـ كواليس كتابة هذه التغريدة، يتضح تماما لنا أنها جاءت كـ "ردة فعل" على حدث وفعل حصل قبل كتابتها بساعات، خاصة أنها لم تحمل رأي فني أو نقدي حول مسلسل "مشوح وملوح".

ثانيا : التغريدة تحمل في إطارها العام صبغة "الانفعال" أي بمعنى أنها كتبت بتسرع من قبل الطراونة وبلهجة كان فيها متوتر.

ثالثا : التغريدة حملت في إطارها العام "حكم عفوي فطري" حين وصف نفسه بـ "الفشل" في هذا المسلسل، وهذا يعتبر "تصالح مع النفس" حيث أنه يؤكد لنا أنه ليس بـ فنان كوميدي، وليس لديه المقومات الاساسية لـ المشاركة في بطولة أعمال فنية كوميدية.
 
رابعا : استخدامه لـ جملة لن تتكرر أبدا وأتمناها للنسيان"، تشير إلى أن الندم بات يؤطره أمام متابعيه على الطريقة التي قدم نفسه بها في هذا المسلسل، ويتمنى لو أن هذه المشاركة لم تحصل من الأصل خاصة أنه تمنى أن تذهب أدراج النسيان وكأنها لم تحصل من الأصل.

خامسا : طلب الطراونة من الجماهير والمتابعين له من خلال اسلوب التمني بـ نسيان تجربته الشخصية في مسلسل "مشوح وملوح"، مؤشر على أن هناك حجم هائل من ردود الأفعال القاسية التي وصلته من الجماهير، وبات لا يستطيع مقاومتها نظرا لأنه وجد في نفسه أن الجماهير لم تستفد شيئا لا على الصعيد الترفيهي ولا على صعيد الفائدة العامة من العمل الذي شارك به.

سادسا : عقب تغريدة "الطراونة" تعليق من زميله في المسلسل "بلال العجارمة" قال فيه : انا اعتب عليك انت اخوي واكثر من اخوي وما تمنيت اشوف منك هيك منشور ابدا،،، انت ما فشلت بالعكس وانت بكلامك هذا احرجت كل طاقم العمل معك حتى لو كان كلامك بصورة فردية .. انا طلبت منك قبل اسبوع مطلع ببث ونحدث عن ظروف العمل وانت رفضت او ما تشجعت والان فاجئتني منشورك يا عمر،،، النجاح والفشل لا يقاس بهذه الطريقه لانك اولا اول مره تجرب هذا المجال وكثير ظروف ما خدمتنا ومش أحنا المسؤولين عنها،،،، كنت متوقع منك تقول تجربه جيدة والقادم اجمل وافضل،، وبس اشوفك نسولف ان شاء الله".

رد العجارمة على زميله الطراونة كان رد أقرب إلى الصبغة الدبلوماسية التي عادة تهدف إلى تهدئة التوتر الحاصل، وكنوع من انواع ما يعرف بـ "تلطيف الأجواء"، وهذا مؤشر يؤكد ما تحدثت به سلفا حول أن تغريدة الطراونة حملت صبغة التوتر وجاءت كـ ردة فعل على أمر حصل حول المسلسل.

وما يؤكد أن هناك مشكلة ما حصلت حول عملية انتاج مسلسل "مشوح وملوح"، ما كشف عنه العجارمة بتعليقه حين قال "أنه طلب من الطراونة قبل إسبوع من وقت التغريدة الخروج ببث عبر منصات التواصل الاجتماعي للحديث عن ظروف العمل، والطراونة رفض ذلك".

وأعقب الطراونة تعليق كـ رد على تعليق زميله العجارمة قائلا : "بلال انا وياك اخوان والمسلسل كان ممكن ان يكون طريق عالمي …الي طلع بالمغرفه غير الي حطيناه بالقدر ، الله الموفق حبيب ...انت زلمه ناجح واخوي وحبيبي".
 
وهذا اعتراف من الطراونة أن المشكلة الغامضة التي حصلت في هذا المسلسل ليست بينه وزميله العجارمة، وإنما مشكلة بينهم وبين الشركة المنتجة لهذا المسلسل، أو أنها مشكلة مالية، أو مشكلة تتعلق بـ الاخراج، او مشكلة تتعلق بـ الاعلان والدعاية، وهذا ما يستوجب على ادارة التلفزيون الأردني الكشف عنه في الايام القادمة.

الخلاصة :
نستخلص مما سبق اعلاه، ان شخصية الطراونة الواقعية تمتاز بـ انها شخصية "متصالحه مع نفسها"، أي بمعنى ان الطراونة لا يستخدم اسلوب المجاملة أو المحاباة والتقارب لـ تجميل المشاكل والتحديات، بل يواجهها بكل شجاعة، وهذا ما لمسته في تغريدته السابقة، وأن زميله العجارمة، يمتاز بشخصية واقعية ذات طابع دبلوماسي تحاول دائما اصلاح المشاكل بـ هدوء ودبلوماسية وفي إطر ضيقة بعيدا عن إقحام أي اطراف اخرى.

ومن الواضح جدا أن هناك مشكلة ما حصلت في إدارة إنتاج مسلسل "مشوح وملوح"، وكون مؤسسة التلفزيون هي الجهة المعنية بـ إنتاج هذا العمل وبثه عبر شاشتها، مطالبة الآن بتوضيح رسمي لـ الرأي لعام حول ما صدر عن الطراونة والعجارمة من تصريحات عبر منصات التواصل الاجتماعي كـ حق لـ الجماهير المتابعة لشاشة التلفزيون، اضافة الى الكشف عن التفاصيل المالية والأجور التي اسحقها العاملين في هذا المسلسل.

ومن الواضح جدا من تغريدة الطراونة وما تبعها من رد من زميله العجارمة، إعترافهم أنهم ليسوا بـ فنانين ودخولهم هذا المجال كان خطيئة كبرى، ربما أطاحت بما بنوه في الايام السابقة من منتجات عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونادمين على هذه التجربة التي لن يكرروها أبدا على حد قول الطراونة.

وهذا نستدل به على النمطية التي يعمل بها التلفزيون الاردني، في انتاج الاعمال الفنية الكوميدية والدرامية والأسس والمعايير التي يجب ان تطبق في ادارة الانتاج بالتلفزيون الاردني في انتقاء الشخصيات الفنية والسيناريوهات، والتي رأينا نتائجها بكل وضوح من خلال تغريدة الطراونة ورد العجارمة، الأمر الذي يفرض على إدارة التلفزيون الاردني توضيح منهجية انتاج المسلسلات الكوميدية والدرامية من حيث الجودة والكفاءة لـ الرأي العام والاعتراف بنتائجها سواء كانت فاشلة أم ناجعة.

وبعيدا عن مسلسل "مشوح وملوح"، ما حصل اثبت أن التداخل في الاختصاصات امر حتميته الفشل الذريع، ولا يمكن لـ الشخص أن يكون بارعا ومتقنا تخصص ما بدون وجود قاعدة أكاديمية علمية وتدريبية وموهبة سابقه.

ويثب أيضا أن منهجية إدماج مشاهير التواصل الاجتماعي في القطاع الفني منهجية مصيرها الفشل، الأمر الذي لم تلتفت له إدارة التلفزيون الأردني ووقعت ضحية فيه كما وقعت قبلها عدد من القنوات التلفزيونية وعدد من البرامج المقدمة التي إستخدموا فيها مشاهير التواصل الاجتماعي.
 
هناك سياسة حديثة تتبعها وسائل الاعلام الرسمية والخاصة، تتمثل بـ استخدام مشاهير التواصل الاجتماعي لـ زيادة عدد متابعيها ورقعة انتشارها بين الأوساط الجماهيرية، وهذه السياسية هدفها تجاري بحت وهذا معروف في كل الدراسات والابحاث العالمية، خاصة أن مشاهير التواصل الاجتاعي يستخدمون من قبل الشركات والمؤسسات ووسائل الاعلام لـ أغراض تسويقية وتجارية بحته، ولكن من المضحك أن نرى الجماهير المتابعة حقل لـ التجارب من قبل إدارة هذه المؤسسات الاعلامية.

ويبقى السؤال حائرا في سماء الأردن ،،،
لماذا لا تحترم وسائل الاعلام ذهن وعين وسمع المتلقي لـ رسائلها سواء الفنية أو الاعلامية،،؟ ولماذا يخلو وطني من معهد أعلى للفن مثل سوريا ومصر يعمل على الدوام لـ انتاج ممثلين حقيقيين وكتاب نصوص دارمية وفنية وتاريخية حقيقية,,؟

وكل الاحترام للصديقين العجارمة والطراونة وأنا شخصيا لا ألومهم على أي فشل حصل أو سيحصل لـ هذا المسلسل، فهم إجتهدوا وحاولوا تقديم شيء يسعد الجماهير في هذا الشهر الفضيل، وإنما اللوم على إدارات المؤسسات الاعلامية فقط.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير