الأنباط -
كتب محمود الدباس..
هل اصبح ابو جهل هو ملهمنا في الإدارة؟!..
لقد ابتدع ابو جهل مبدأ "حتى يتفرق دمه بين القبائل".. ولم يجد ابليس اللعين الماكر الا ان صفق له.. وقال بملء فمه "نِعمَ الرأي رأيك"..
كم احاول جهد نفسي ان اكون ايجابيا في طرحي.. حتى في النقد احاول ان اضع الاصبع على الالم بشكل مباشر لئلا اتوسع واكشف عورات الامور من كثرة البحث والتشييك في امور ليست مكشوفة بعد.. فتزداد السلبيات.. ويَكبُر الاحباط..
وحين اسمع شكاوى الاصدقاء من بعض الافعال والتصرفات والمراجعات.. اجدني مضطرا للغوص في حيثيات المشكلة.. لعلني اجد ضالتي في المساهمة في ايجاد الحل لها..
وعندما اربط خيوط اي مشكلة.. او تعطيل لمصلحة.. او تسويف لمعاملة.. اجد نفس العلة مكررة.. ولكن باسماء او اشكال مختلفة..
فكثرة اللجان والمرجعيات ومستوياتها المختلفة.. تجدها ظاهرة للعيان في غالبية معاملاتنا.. وحين تسأل عن سبب وجودها.. تجد نفس الجواب.. هذا للتقليل من الفساد..
وللاسف الشديد اجد بان الفساد يتربع في هكذا تشكيل.. وذلك لانك تحتاج الى وقت طويل لكي تنهي اي مرحلة من تلك العملية الطويلة.. وتَخَطي اي اجراء منها.. او تسريعه..
وحينها يظهر ذلك الشهم النخوجي.. والذي يدق على صدره لاتمام ما تريد.. وبالاكيد ليس لسواد عيونك.. وبالمؤكد هو شخص ضمن منظومة..
وإن حاولت ان تدخل هذا المعترك وحيدا.. مواجها ما هو امامك.. دون ذلك النخوجي.. ستجد ان معاملتك ضاعت بين الادراج.. وتفرقت عملية انهائها بين اللجان والمرجعيات والصادر والوارد.. إلى ان يشاء الله ويقيض لها موظفا شريفا.. فيجد لها مكانا في طابور شرف المعاملات غير المسنودة والمدعومة.. وبالتالي سيتم انجازها.. ولكن بزمن لا يعلمه الا الله..
كم تعطلت او ضاعت مشاريع بسبب تأخر توقيعٍ واحدٍ من قِبل لجنة في جهة ما؟!..
وكم يئس مواطن من اتمام معاملة.. لكثرة تردده على مؤسسات لا يعلم لماذا يراجعها؟!..
نحن بحاجه الى تفعيل مبدأ مؤشرات مقاييس الاداء في كل مؤسساتنا.. وعلى مستوى اي اجراء.. فيتم معرفة اسباب تعطيل وتأخير اي حدث.. فتتم المحاسبة بكل شفافية.. وكذلك يتم معرفة الاشخاص الذين يُسَرِعون الاجراءات ولا يعطلونها.. ويقومون باعمالهم بكل احترافية.. فتتم مكافأتهم.. وبالتالي لن نحتاج الى لجان للتشييك على لجان.. ولجان تدقق على لجان.. ولجان تتداخل او تتضارب مهامها مع لجان.. وحينها سيغيب عن ساحة الوطن كل من يردنا ان نتبع مبدأ ابا جهل في الادارة..
ابو الليث..