التعاونيات الزراعية ودورها في تمكين المزارعين وتعزيز الاقتصاد المحلي ماكرون... حين نطق الموقف وسكتت الأيديولوجيا اتفاقية تعاون بين تجارة عمان وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا لدعم التدريب وتطوير الموارد البشرية الخرابشة يؤكد تحسين الفرص الاستثمارية في قطاع الطاقة قمة بغداد والتحدي الحقيقي لغزة الضمان: (3668) ديناراً الحد الأعلى للأجر المشمول بأحكام القانون الذي تُحتسب الاشتراكات على أساسه و(612) ديناراً سقف بدل التعطل لعام 2025 تكريم كلية التمريض في عمان الأهلية باحتفالية مستشفى الاستقلال عمان الأهلية تنظّم ورشة عمل حول (البلوك تشين) بالتعاون مع مركز الأمن السيبراني لإتحاد الجامعات العربية رئيس عمان الأهلية يكرم مجموعة من الطلبة السعوديين المتميزين الوطني لتطوير المناهج يقر 65 كتابا مدرسيا جديدا في مختلف المباحث "الخارجية النيابية" تلتقي سفيرة أيرلندا الاستقلال و " اردن الرسالة "؛ ارتفاع أسعار تجارة الجملة بنسبة 1.1% في الربع الأول مركز صحي السلط الشامل: رحلة تطور من 1928 إلى صرح رقمي متكامل بتوجيهات ملكية بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع جائزة الشارقة للاتصال الحكومي تحول القوة الناعمة إلى ميدان ابتكار وتنافس عالمي التعديل الوزاري في الأردن: تغيير في الشكل أم في المضمون؟ كنعان: المتاحف العالمية أرشيف للنكبة الفلسطينية وزارة الشباب تطلق برنامج توظيف التكنولوجيا الحديثة للحد من تداعيات التغير المناخي 53339 شهيدا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة

محمود الدباس يكتب : الى متى سيبقى "الحرذون" محتميا بالديناصور؟!.

محمود الدباس يكتب  الى متى سيبقى الحرذون محتميا بالديناصور
الأنباط -
منذ ان خلق الله الخلائق.. قدِّر وشاء ان يكون هناك صلاح ومصلحين.. وفساد ومفسدين.. ولقد اخذ الفاسدون على عاتقهم ان يمضوا بالفساد الى ان يرث الله الأرض ومن عليها.. فلن يتركوا سبيلا لتمكينهم الا واتبعوه..
ونذر المصلحون انفسهم لكشف الفساد والمفسدين.. حتى وان لم يتم القضاء عليهم.. فتعريتهم امام الناس وامام انفسهم بحد ذاته شيء عظيم..

يحكى ان "حرذون" وقف متحديا امام الحيوانات عند باب مغارة.. ولم يُبقِ اي كلمة نابية الا ونعتهم بها.. وحين يتصدى له احدهم.. يهرب داخل المغارة.. ويخرج ذلك المتصدي مُكَسراً.. وهكذا دواليك.. حتى دخل خلفه الاسد.. واذا بديناصور في داخل المغارة.. فامسك بالاسد.. وقال له.. هذا حفيدي الحرذون.. ومن يقترب منه سأكسره..

دائما ما اقول بان الفساد هو منظومة.. من الصعب الامساك والاستفراد بمكوناتها.. حتى وان كنت معتقدا بوجود فسادهم كدرجة اعتقادك بوجود الشمس والقمر.. فانك ستجد بدل الدليل الف دليل على وجود الشمس والقمر..
الا انك لن تجد دليلا واحدا على فساد منظومة فساد واحدة.. فميزتهم انهم.. يغطون بعضهم.. ويدافعون عن بعضهم.. ويحمون بعضهم.. ولا يفَرِّطون ببعضهم.. ولا يبتعدون عن بعضهم.. ويزكون بعضهم.. فبعضهم متلاصق ببعضهم.. حتى اصبحوا بعضا من بعضهم..

للاسف الشديد تعودنا على الفساد والفاسدين بانهم يتوارون عن الانظار في افعالهم.. ويحاولون ان لا يظهر فسادهم مقرونا بشخوصهم او شخوص من اوجدهم او يدعمهم..
ولكن في هذه الايام.. اصبح الواحد منهم لا يراعي اي احراج للفاسد الذي يدعمه.. ولا يراعي مكانة الفاسد الذي يعينه على فساده.. ولا يحاول ابعاد سيرته عن القيل والقال.. حتى ان الفاسد الكبير الذي دعم الفاسد الصغير.. لا يقول له التزم واعمل حتى لو شيئا بسيطا لحفظ ماء وجهك ووجهي..

قبل عدة سنوات.. التقيت صديق لي في احدى الدول ومعه شخص.. فعلمت انه زبون له في احدى المؤسسات.. ومن خلال الحديث اتضح بأنه مسؤول فاسد ومرتشي.. فللامانة انني صُعقت عندما اعترف امامي بانه يأخذ الرشوة.. وبرر ذلك.. بانه يأخذ الرشوة فقط من الشركات التي تنفذ وتقدم افضل المواصفات والحلول والنتائج.. اي انه فاسد يجلب الشيء الجيد لمؤسسته ودولته.. ولا يمكن ان يرتشي ويساعد على تنفيذ الرديء من المشاريع.. فقلت في نفسي.. على الاقل نتيجة فسادة شيء جيد.. وليس زيادة على مصيبة الفساد ياتي بشيء فاسد..

للاسف اصبحنا وعلى سبيل المثال لا الحصر.. نجد ان مسؤولا يعين ويدعم احد اقربائه الذي لا يملك ادنى مراتب الامانة ولا المهنية في عمله.. ولا يسمح لاحد الاقتراب منه.. حتى وان ثبت عدم اهليته للمكان الذي تم وضعه فيه.. والمصيبة في بعض الاحيان حين يتم وضعه في منصب قيادي او اداري رفيع.. وبالاصل يجب ان يكون قدوة حسنة لمن يرأسهم.. فيصبح قدوة للفساد والترهل وضياع ما تم إتمانه عليه..
فلا احد يستطيع المساس به.. حتى وان لم يداوم.. او لم يطور شيئا في عمله.. او قلب عاليها واطيها.. لان قريبه سيكشر عن انيابه ويزبد ويرعد.. وقد يقتلع من يقوم بذلك من "شروشه"..
مثله كمثل الديناصور الذي يبطش ويفترس اي احد يمس قريبه "الحرذون"..

اتحسر على ايام خلت.. عندما كنا نسمع او نعلم عن انسان فاسد او مرتشي او مختلس.. فيتوارى عن الانظار.. وقد ينقل مكان سكنه من مدينة الى اخرى.. واليوم اصبح الفاسد يمشي في مؤسسته او ادارته متفاخرا بانه مسنود ومدعوم.. ولن يمسه احد طيلة وجود داعمه على كرسيه.. فاصبح الفساد يصل درجة الوقاحة والعُهر..

فهل من يد فولاذية.. امينة.. قوية.. طاهرة.. شريفة.. وطنية.. تجتث الديناصور والحرذون معا؟!..
ابو الليث..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير