محليات

التعدي على الغابات ٠٠ مشكلة خطرة بحاجة لحلول عاجلة

{clean_title}
الأنباط -
 سالي الصبيحات

دعا مهتمون بيئيون إلى الحفاظ على الغابات والثروة الحرجية للإسهام في استقرار البيئة والمناخ خصوصاً مع قلة الأمطار وتزايد اعداد الحرائق والتعدي على الغابات ،حيث تعد ظاهرة التعدي على الغابات من أخطر المشاكل التي يواجهها الاردن خاصة في فصل الشتاء وقد تزايدت بشكل ملموس خلال السنوات القليلة الماضية ،كما أدت إزالة الأشجار دون إعادة تحريج إلى تدمير البيئة وفقدان التنوع البيولوجي . 
وذكرت منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" في تقرير بعنوان "حالة الغابات في العالم 2022" ،أن الغابـات توفر مـوارد ذات أهميـة عالميـة حيث تغطـي حوالي ثلـث سـطح الأرض وتحتـوي علـى غالبيــة التنــوع البيولوجــي البري ، غيــر أن مســاحتها لا تـزال تتقلـص رغـم الجهـود المبذولـة لوقـف إزالـة الغابـات واسـتعادة الأراضـي المتدهـورة ، كما ان الغابات تـؤدي دوراً حاسـما فـي التخفيـف مـن حـدة تغيـر المنـاخ وتختـزن 662 مليـار طـن مـن الكربـون، أي أكثـر مـن نصـف مخـزون الكربـون العالمـي فـي التربـة والنباتــات.

 وقالت خبيرة البيئة والتغير المناخي الدكتورة منى هندية، إن الغابة أرض تمتد أكثر من 50 دونما بها أشجار أطول من 5 أمتار وغطاء تاجي أكثر من 10٪ ، وهي من أكثر الأماكن تنوعًا  بيولوجيًا وتشكل مخزونًا هائلاً من الكربون، وتنظم الطقس والمناخ، فهي تعمل على استقرار التربة، وتنظم تدفق المياه، وتوفر الظل والمأوى، وتوفر موطنًا للملقحات والحيوانات المفترسة الطبيعية للآفات الزراعية كما أنها تساهم في الأمن الغذائي ومصدر مهم للغذاء والطاقة والدخل. 
وأوضحت لـ"الأنباط" أنه يتم تخزين الكربون في تربة الغابات بنسبة (44٪)، وفي الكتلة الحيوية الحية بنسبة (42٪)، والباقي موجود في الأخشاب الميتة (8٪) وفضلات الغابات (5٪).ما يدل على  أنه في حالة إزالة الغابات، ينطلق ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وان الغابات السليمة أثبتت أنها بالوعة للكربون تمتصه بمرور الوقت، وإذا اختفت هذه البالوعة أو الحوض الكربوني، نفقد الخدمة التي تقدمها، ونفقد مخزنًا طبيعيًا للكربون، وتلعب دورًا مهمًا وبشكل متباين في تنظيم المناخ، بسبب كمية الكربون التي تخزنها، وقدرتها على تبريد الجو والحماية التي توفرها من الفيضانات ويتيح تحسين أدارة الغابات فرصا للحد من مخاطر التعرض لتغيير المناخ حاليا ومستقبلا وتزيد من تحقيق أهداف التخفيف من الاثار والتكيف. 

من ناحيته قال رئيس الجمعية الخضراء لحماية الطبيعة والبيئة غسان العياصرة ،إنه يجب عدم التهاون و السكوت عن اي تعدي على الغابات ، موضحاً انه خلال الـ 10_15 سنة الماضية لوحظ ازدياد في التعدي على الغابات خاصة خلال فترة الربيع العربي وارتفاع اسعار المحروقات وتدني المستوى المعيشي وفي ظل عدم وضع بدائل للمواطن ، لذلك لجأ البعض الى التعدي على الغابات .
وبين لـ"الأنباط" أن هناك عدة أشكال لـ التعدي على الغابات أبرزها ؛ استعمال الحطب كتدفئة ولتحسين الدخل والجزء الاخر تعدي انتقام "مافيا الحطاب" ،مضيفاً ان محافظة جرش تعد من المناطق التي يكثر فيها التعدي على الغابات حيث فقدت نحو 40% من غاباتها ، مشيرا إلى أن للتعدي على الغابات اثار بيئية واضحة في الآونة الأخيرة خاصة مع انخفاض الامطار وارتفاع درجات  الحرارة وجفاف الاعشاب بوقت مبكر وقلة الينابيع.
وذكر ان عدم وقف التعدي وامتداد الحرائق في الغابات يعود الى ان وزارة الزراعة لم توفر آليات متطورة وإمكانيات للحد من ذلك، مبينا أن اساليب الوزارة يسهل تتبعها، مشيرا إلى ان الوزارة تتذرع باستخدام الطرق التقليدية إلى عدم توفر الامكانيات والآليات مما زاد من  التعديات على الغابات من قبل الحطابين.
وطالب العياصرة بتوزيع الحطب من قبل وزارة الزراعة بعدالة وعدم إعطاء الذين يزيد دخلهم الشهري على 500 دينار ،مضيفا ان السكان المجاورين للغابات والأراضي الأحق من الانتفاع من الحراج الحكومي.

بدوها أشارت وزارة الزراعة ان كوادر مديرية الحراج بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة والسياحة وسرية فرسان منتزه عمان القومي قاموا بعمل كمين لأشخاص اعتدوا على الثروة الحرجية في منطقة ناعور فجر الأسبوع الحالي ،حيث تم إلقاء القبض على العصابة و عددهم ستة أشخاص، مضيفة الوزارة أن منطقة ناعور خلال الصيف الماضي وبداية هذا العام تعرضت لاعتداءت من عصابة خطرة و ذوي اسبقيات جرمية و عدد من الطلبات للجهات الأمنية. 

وبينت وزارة الزراعة/مديرية الحراج ان هنالك تنسيق واسع  للحفاظ على الثروة الحرجية في جميع مناطق المملكة الأمر الذي أدى إلى انخفاض نسبة التعديات خصوصاً بالمناطق ذات الكثافة الحرجية وبالتعاون مع الحاكمية الإدارية والاجهزة الأمنية ومساعدة من المواطنين الحريصين على الثروة الحرجية، وتؤكد الوزارة على استدامة خطط الحفاظ على الغابات وحصر التعديات عليها.
تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )