الأنباط -
الأنباط – زينة البربور
ازداد اهتمام الحكومة في الآونة الأخيرة بما يسمى بالاقتصاد الاخضر والتي عبرت عنه بشكل واضح رؤية التحديث الاقتصادي من خلال التصميم على الوصول إلى وقطاعات اقتصادية خضراء ، ويهدف "الاقتصاد الأخضر" إلى الحدّ من المخاطر البيئية وتحقيق التنمية المستدامة دون أن تؤدي إلى حالة من التدهور البيئي، ويرتبط بشكل وثيق بـ "الاقتصاد الإيكولوجي" ، ويتمتع بتركيز أقوى من الناحية السياسية، وحتى تصل الحكومة الى هذا النوع من الاقتصاد لابد لها من تطبيق مفهوم كل من الصناعة والتجارة الخضراء.
وتعرف الصناعة الخضراء : أنها صناعة تعمل على تلبية الاحتياجات الانسانية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية دون الإضرار بالبيئة والموارد الطبيعية، من خلال الاستثمار الامثل للموارد المتجددة للحد من المخلفات، كإعادة الإستخدام واعادة التدوير للتقليل من التاثير السلبى على الصحة والبيئة، وتحسين كفاءة الطاقة، مما يؤدى الى الحفاظ على الموارد الطبيعية وكذلك الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بالاعتماد على استخدام تكنولوجيات متوافقة مع البيئة للحفاظ على صحة المجتمع عامةز
وتعني التجـارة الخضـراء : أنهـا نمـط مـن الأنمــــاط التجاريــــة التــــي تهــــدف إلــــى جعــــل التجـارة الدوليـة فـي السـلع والخـدمات ومـا يــرتبط بهــا مــن خــدمات النقــل وغيرهــا أكثــر استدامة بيئيًا، وهناك العديد من المفاهيم المرتبطة بالتجارة الخضراء أبرزها مفهــوم التكنولوجيــا الخضــراء والتي تُشــير إلــى نـــــوع مـــــن التكنولوجيـــــا الصـــــديقة للبيئـــــة؛ المعنيــة بعمليــة الإنتــاج أو سلســلة التوريــد الخاصة بها، والتي تتمثل في استخدام أنـواع وقـود وتقنيـات بديلـة أقــل ضـررًا بالبيئـة مــن الوقود الأحفوري، وتقنيات بيئية أخـرى قائمـة علــــــى تحســــــين جــــــودة الهــــــواء، والتربــــــة، والنفايات، وغيرها.
وبالتالي يؤكد نهج الاقتصاد الأخضر الــــــروابط الحيويــــــة بــــــين الاقتصــــــاد، والمجتمـع، كمـا يعمـل علـى تنشـيط وتنويـع الاقتصـادات المختلفـة الأخـرى التـي تحـد مـن المخــاطر البيئيــة، بالإضــافة إلــى خلــق فــرص عمـــل لائقـــة ، وتعزيـــز التجـــارة المســـتدامة ، والحـد مـن الفقـر ، وتحسـين العدالـة وتوزيـع الدخل.
وتعد التجارة الخضراء ترجمة لمتطلبات المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للتسويق، كاستجابة للتحديات البيئية المتزايدة في الزمن الجديد ويأتي هذا المنهج التسويقي متزامنا مع تزايد الاهتمام العالمي بحماية حقوق المستهلك، وظهور حركات تهدف إلى حماية حقوق الناس للعيش في منظمة ذات توجه بيئي ببيئة آمنة.
ويتمحور التسويق الأخضر حول التزام منظمات الأعمال بالتعامل بالسلع الصديقة للبيئة وهي السلع الغير ضارة بالمجتمع والبيئة الطبيعية، والقيام بالأنشطة التسويقية في إطار الالتزام القوي بالمسؤولية البيئية وضمن ضوابط محددة لضمان المحافظة على البيئة الطبيعية وعدم إلحاق الضرر بها.
وتسعى وزارة البيئة في الاردن جاهدة إلى تطبيق مفهوم الإقتصاد الأخضر الذي يعنى بنمو اقتصادي مستدام في ظل الحفاظ على البيئة وعناصرها المختلفة، ويأخذ البعد الاجتماعي الذي يتضمن العدالة الاجتماعية بعين الإعتبار والحد من الفقر والبطالة، وتتركز جهود الوزارة في هذا الإطار على ستة قطاعات هي الطاقة، المياه، النفايات، الزراعة، السياحة، والنقل وتتم من خلال التعاون والتنسيق مع شركائنا في القطاع العام والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.