دراسة: الفاكهة المجفّفة تقلل خطر السكري نصائح لتجاوز العادات المسببة للأرق ليلاً البكاء.. فوائد جمّة للنفس والجسد الاستحمام الصباحي أم المسائي.. أيهما الأفضل؟ كل ما تود معرفته عن أسباب الشقيقة ماذا يحدث لجسمك عند تناول التين يوميا؟ الارصاد : طقس حار نسبيا غدا مع انخفاض طفيف على الحرارة الاربعاء. ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية الأردن يشارك بفعاليات نموذج محاكاة برلمان الشباب العربي حسين الجغبير يكتب:نسب تصويت عمان.. العاصمة الغائبة "عمان الغربية" النسبة الاقل مشاركة بالانتخابات البرلمانية!!! لماذا؟؟؟ الحركة الشرائية.. نشاط ظاهري وأزمة كامنة اربد.. محال تجارية وبسطات متحركة تعتدي على الأرصفة الحنيطي يستقبل عدداً من السفراء المعتمدين لدى المملكة الأردن يدين قرار الكنيست الإسرائيلي بتصنيف الأونروا منظمة إرهابية الإحصاءات: إعلان نتائج نشاط الاقتصاد غير الرسمي في الربع الأول 2025 أورنج الشرق الأوسط وإفريقيا تصدر تقرير أنشطة المسؤولية المجتمعية لعام 2023 "بذور التغيير" الهناندة : الأردن ليس في وضع سيئ بالتحول الرقمي د. مكاحلة يفتتح فعاليات حملة الكشف عن خلع الورك الولادي بمركز صحي المفرق الشامل. ارتفاع عدد شهداء القصف العشوائي على خان يونس إلى 57 شهيدا
مقالات مختارة

الأَكاديمي مروان سوداح:كَان الكُوخ.. وكَان الشُّرْطِي.. وكَان والأَمان..

{clean_title}
الأنباط -
كَان الكُوخ.. وكَان الشُّرْطِي.. وكَان  والأَمان..
الأَكاديمي مروان سوداحالأمْن
على مدار عدة سنوات مَطوية، قبل توجُّهي للدراسة العليا في جامعات الإتحاد السوفييتي في موسكو ولينينغراد، نجح جهاز الشرطة في المَملكة أيّمَا نجاح بنشر الأمان في عَمَّان من خلال تجربة فريدة، نالت آنَذَاك تأييداً شعبياً واسعاً. تلخصت هذه الفكرة الرائدة في نشر أكواخ شرطية صغيرة في مواقع محددة، تُشابِه تلك التي تتواجد حالياً أمام مختلف السفارات والمؤسسات الرسمية في العاصمة.
وقتذاك، كان أفراد شرطة هذه الأكواخ يضبطون ليس الأمن وحده فحسب، بل وسلوك العامة أيضاً نهاراً وليلاً، ويتابعون تَصَرُّفات السائقين. وأذكر أيامها، أن زُعران الشوارع واللصوص إندثروا عملياً، وتقلَّص عديد عمليات سرقة البيوت، وأيضاً تراجع منسوب التعدي على الفتيات، إذ أن بعضهن كُنَّ يتعرَّض إلى هجمات بمحلول حارق في الشوارع (يُسَمَّى ماء النار)، واحدة منهن كانت إحدى أقرب قريباتي. في ذلك العَصر الجميل، لم نكن نخشى التنزه ليلاً وإلى ما بعد منتصف الليل بين دواوير جبل عَمَّان، ذلك أن عين الأمن كانت ساهرة نابهة ومرابطة في العديد من المناطق العمَانيَّة.
أذكر أيضاً، أنني في صِغري صادقت النشامى حُرَّاس الأمن والأمان الذين تعاقبوا على كوخ إقيم مباشرة بمواجهة منزلي. كُنَّا نتناول الطعام والشراب سوياً، وشخصياً كنت فرحاً للغاية بتزويدهم به من بيتي، وتقاطعت وتعمَّقت صداقتنا في المجال الثقافي أيضاً، فقد تبادلتُ مباشرةً مع بعض عناصر الشرطة الكتب ومطالعتها، وكانت لنا مناقشات فكرية حول أفكار وردت فيها، فقد كُنَّا نستعيرها من مكتبة أمانة عمّان الكبرى، الواقعة بجانب المدرج الروماني وسط العاصمة عَمَّان، وكنتُ أفاخر بمساعدتي رجال الشرطة في عدة جوانب.
أستذكر بسعادة غامرة، كيف أنه في ذلك الزمن، تراجع رقم "تشحيطات" وزوامير أصحاب الخُلُق السيئ، فهم كانوا يقودون سياراتهم بمسؤولية ليلاً ونهاراً وتحولوا إلى "زمامير" مرتعدة خشية من القانون والعين الشُرطية الساهرة في الأكواخ، ولم أرَ مركبات تسير "بكل حرية" في الاتجاهات المعاكسة في منطقتي السكنية كما هو الحال الأن، حيث تتكاثر أمام عيني المُمَارسَات اللاأخلاقية داخل سيارات بين شبيبة من الجنسين، ولا أغالي إن قلت بأنها تكثر في وقتنا الراهن.. لكن في السابق كانت مخالفة القانون تنبري عن مخالفة فورية من شرطي الكوخ الساهر على الأمن 24 ساعة في اليوم. كذلك، كان العقاب يقع على مَن يزعج المُقيمين في المنطقة، ومَن يَسلك سلوكاً غير حَميد إجتماعياً. ولذلك، كُنَّا نحيا حياة سعيدة وآمنة بفضل نباهة الشرطة وحسن تدبيرها، باركها الله اليوم وكل يوم، فانتشارها في المواقع المفتاحية والحساسة لحمايتنا بتفعيل حَرف القانون مهمة مُقدَّسة تُشكر عليها. حالياً، لاحظت تكاثر السلوكيات السيئة، والسرقات، والتشحيطات، والأفعال الرذيلة داخل السيارات ما بعد منتصف الليل، وغيرها وغيرها..!
قبل زمنٍ قريب جداً، وفي "سِنيِّ كورونا" المطويَّة، شهدتُ بالذات على عناصر من الشرطة كانوا يتجولون باستمرار راجلين بين بيوتاتنا، ففرحت بذلك وتحدثت معهم كثيراً عن أمور الأمن، فقد سُعدتُ أنا بذلك، وتذكّرت الأكواخ الشرطية السالفة الذكر التي لا بديلاً عنها، بخاصة في أجواء حالية يتكاثر فيها المشاغبون، وتحدث فيها السرقات، والتطاول على المواطنين المسالمين، ومنهم أنا كاتب هذه السطور، حين تم التطاول علي دون أي سبب منطقي، ليتم إحالة القضية لصالحي في وزارة الداخلية، واتخاذ الاجراءات القانونية الرادعة بحق أشقياء يرتكبون الفواحش، يُطلقهم أهلهم في الطرقات وبين بيوت الآمنين دون حسيب ولا رقيب.
يبقى أن نتساءل: هل نعود، وياليتنا نعود، إلى أيام الأكواخ الشرطية؟ نأمل بذلك. هذه رسالة إلى أصحاب القرار حفظهم الله وحفظنا جميعاً في وطننا الحبيب الذي به سُرِرنا.
.".".