الأنباط -
سبأ السكر
تعمل كثير من الجهات المالية على تطوير تطبيقات التمويل اللامركزي Decentralized Finance (DeFi) من أجل اتخاذ خطوات متقدمة في عالم العملات والأصول المشفرة وذلك لتحقيق مكاسب مالية عالية.
والتمويل اللامركزي، هو نظام متكامل من التطبيقات المبنية على شبكة البلوكشين مثل الأثير وغيرها من الشبكات التي تعمل بشكل آلي من خلال بروتوكولات خاصة ولا تحتاج لوسيط أو طرف ثالث.
وفي حديث خاص لـ " الأنباط" توقع الباحث في الاتصالات بجامعة أكسفورد البريطانية الدكتور وائل البيايضة، نمو التمويل اللامركزي بشكل كبير؛ لسهولة إجراء المعاملات التجارية بين المستخدمين وسهولة استخدامه، مبينًا أن هذا لا ينطبق على دولة معينة، بل على مستوى العالم، مما سيؤثر سلبًا في حجم التمويل المركزي الذي تتم إدارته من خلال البنوك المركزية في مختلف دول العالم.
وأوضح، أن التمويل اللامركزي يحمل الكثير من المخاطر؛ لغياب التدقيق و الرقابة المركزية، داعيًا لـسن قوانين دولية لتنظيم استخدام شبكات البلوكشين والعملات المشفرة ومنصات التمويل اللامركزي، التي أصبح ضرورة ملحة في ظل تزايد حجم استخدام التمويل اللامركزي، الذي من المتوقع أن يصل إلى ترليونات الدولارات في المستقبل القريب.
واشار البيايضة الى استخدام منصات التمويل اللامركزية لإجراء عمليات الإقراض والاقتراض مقابل فائدة معينة مع استخدام بعض الضمانات التي تختلف من تطبيق إلى آخر، كما يمكن استخدام هذه المنصات للتداول وإجراء المعاملات التجارية بين المستخدمين بكل سهولة، مشيرًا إلى الناحية السلبية لها كـضعف التدقيق، مما يؤدي إلى زيادة المخاطر خصوصًا في عمليات التداول الفوري، أو في المراهنات بغرض كسب أموال أكثر مقابل المخاطرة بالأصول المملوكة او بجزء منها.
وتابع، أنه يمكن لأي شركة أو رائد أعمال إنشاء تطبيق أو منصة للتمويل اللامركزي، بامتلاكه الخبرة والمعرفة التكنولوجية، على أي من شبكات البلوكشين المتوفرة، كما إن العديد من التطبيقات والمواقع حاليا تتيح استخدام التمويل اللامركزي، ولا تتطلب تقديم أي معلومات شخصية عن المستخدمين، الذين يجب عليهم استخدام العملات المشفرة لتنفيذ معاملاتهم.
ولفت، إلى أن شبكة بلوكشين اثيريوم هي أول من استخدمت التمويل اللامركزي، وتوسع الأمر لـيشمل شبكات أخرى تستخدم العقود الذكية، مبينًا أن التمويل اللامركزي يتميز بأنه؛ مفتوح، اي يمكن استخدامه من خلال إنشاء محفظة إلكترونية بكل سهولة مقارنة بـعملية فتح حساب تقليدي في البنوك، كما أنه يمكن نقل الأموال بين المحافظ ببساطة، من خلال شبكة البلوكشين ودون تدخل المصارف وبشكل اسهل أيضا مع وجود بعض التكاليف التي تختلف من شبكة بلوكشين إلى أخرى، كما إن تطبيقات التمويل اللامركزي يمكن أن تعمل مع بعضها بعضا بكل سهولة.
من جهتها أشارت الأستاذ المساعد في التكنولوجيا المالية بجامعة العلوم التطبيقية الدكتورة مها شحادة لـ"الأنباط" ، إلى أن نظام التمويل اللامركزي نظام حديث بيئي مفتوح المصدر، وليس بحاجة لتصاريح ويعمل بـشفافية ليتمكن العميل من الاطلاع على المعلومات دون التعديل عليها، وتعد ايجابية لعدم القدرة على تزويرها، مبينةً أن ما يميز النظام عمله دون سلطة مركزية تتحكم به (اي البنوك التقليدية والتجارية، أو البنوك المركزية)، ودون حاجة لـوسيط، كما أنهُ متاح للجميع.
وذكرت أن العميل بامكانه الوصول الى حسابه دون النظر للوقت والمكان على عكس التمويل المركزي، موضحة أنهُ منخفض التكلفة لعدم وجود وسيط، مشيرةً الى أن خاصية الشفافية في تقنية البلوك تشين، قد تكون احدى سلبيات نظام التمويل اللامركزي لعدم القدرة على تغيير المعلومات فور حفظها، و في حال نسيان العميل كلمة السر تضيع أمواله، وفي حال توفي العميل لا يستطيع الورثه استرداد ورثته.
وبينت شحادة أهمية مواكبة التمويل اللامركزي في قضية الشمول المالي، التي يعمل البنك المركزي على تعزيزها بين الأفراد الذين للآن لا يتعاملون مع النظام المصرفي، موضحةً أن نظام التمويل يعمل على تشجيع الأفراد باستخدامها كـونه لا يحتاج لـسنادات ووثائق وكلفته قليلة.
من الجدير ذكره أن صندوق النقد الدولي ركز على التمويل اللامركزي، الذي من شأنه دعم إقامة بنية تحتية مالية جديدة إذا ما أمكن التغلب على التحديات ، مشيرا إلى أن الابتكارات الرقمية أدت إلى تطورات هائلة في النظام المالي، غير أن بنيته الأساسية ظلت مركزية كما كانت .
وأضاف الصندوق أن التمويل اللامركزي يعد بديلا عن التمويل المركزي؛ فهو يستخدم الشبكات العامة القائمة على تقنية سلسلة الكتل بلوكتشين في إجراء المعاملات دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الخدمات المركزية، مثل أمناء الحفظ أو غرف المقاصة المركزية أو وكلاء الضمان، وعوضا عن ذلك، يتم أداء هذه الأدوار من خلال ما يسمى بالعقود الذكية.