أبو طعيمة : هدفنا الوصول إلى مليون تعهد لمكافحة السرطان

دلال عمر

مع بدء شهر تشرين الأول "أوكتوبر" ، المشهور بـ (شهر التوعية بسرطان الثدي) والذي يهدف لنشر الوعي حول السرطان، خاصة سرطان الثدي وأهمية الفحص الكشف المبكر عنه، للحصول على نتائج أفضل وفرص نجاة أعلى ، لتكون نسب الشفاء من سرطان الثدي تصل إلى 95% في حال الكشف المبكر. 

يقوم مركز الحسين للسرطان لا سيّما مؤسسة الحسين للسرطان على تأكيد أهمية الفحص الدوري والكشف المبكر لجميع السيدات ، بإقامة الحملات الترويجية للتشجيع على الفحص، وصولاً لغالبية السيدات في مناطق المملكة. 

حيث يوجد في الاردن 75 وحدة "ماموجرام" فعّالة موزعة على عدة مستشفيات، يتم فحص 24 ألف سيدة سنوياً خلال تلك الوحدات، من أصل مليون سيدة وهو الهدف الحالي بالوصول إلى مليون فحص سنوياً الذي تطمح له المؤسسة.

وتم إطلاق وحدات الكشف المتنقلة في بداية عام 2012  بداية بالوحدة المتنقلة الأولى في محافظة المفرق، وفي عام 2014 تم إضافة الوحدة المتنقلة الثانية والاتفاق مع المستشفيات الشريكة في ذات العام بتحويل الحالات لتلك المستشفيات سواء الخاصة أو الجامعية، لكن نتيجة للضغط على الكوادر الصحية أثناء جائحة كورونا وبهدف استهداف سيدات أكثر، تم اجراء مشروع المستشفيات الشريكة في عام 2021 في العاصمة والزرقاء واربد. 

تعمل وحدات الفحص المتنقلة على اجراء جولات دورية حول محافظات ومناطق عدة في المملكة لفحص السيدات اللواتي يصعب عليهن الوصول للمستشفيات ، مثل المفرق والكرك والزرقاء ومادبا ومنطقة خريبة السوق وديرعلا والهاشمية.

تمكنت الوحدتان المتنقلتان من الوصول إلى أكثر من 35 ألف سيدة منذ بداية مشروع الوحدات المتنقلة لغاية نهاية عام 2021، باجراء فحوصات مجانية لهن عبر الوحدات المتنقلة أو مراكز التحويل المعتمدة من قبل البرنامج عبر "كوبونات" تحويل مجانية.

ويقوم البرنامج  بتهيئة البيئة الداعمة للكشف المبكر للخدمة المقدمة عن طريق وزارة الصحة والخدمات الطبية الملكية والمستشفيات الجامعية أو القطاع الخاص.

بدورها، قالت المدير العام لمؤسسة الحسين للسرطان نسرين قطامش انه تم اكتشاف إصابة  272 سيدة من أصل 35210  بالسرطان عبر الوحدات المتنقلة عبر سبع محافظات في المملكة، مؤكدة اكتشاف إصابة 6 من كل ألف سيدة لم تظهر عليهن الاعراض ولكن تم اكتشاف إصابتهم بالفحوصات المبكرة عبر الزيارات المنزلية التثقيفية أو عبر جهود التوعية بالكشف المبكر.

وتابعت قطامش انه قبل إطلاق الوحدات المتنقلة كان 70% من الحالات المكتشفة في المراحل المتأخرة، وحالياً بعد حملة الوحدات المتنقلة أكثر من 65% من الحالات يتم اكتشافها في المراحل الأولى من المرض.

ووفقاً لتقارير مؤسسة الحسين للسرطان، فان 98 حالة إصابة بالسرطان لكل 100 ألف من سكان الأردن ، فالمملكة لا تصنف من الدول ذات الأعداد المرتفعة بمرضى السرطان نسبة لعدد السكان، ولكن المقلق ان أعداد الإصابات في تزايد مستمر، بحيث تم تسجيل 3500 إصابة جديدة في عام 2012 ولكن يوجد حالياً 7000 حالة إصابة جديدة، نتيجة لارتفاع عدد المدخنين وازدياد الطلب على الوجبات السريعة وارتفاع حالات السمنة المفرطة وقلة الحركة والصحة النفسية.

والمقلق أيضاً من ارتفاع أعداد الإصابات المتزايد انه اذا لم يكن هنالك تعديل على أسباب الإصابة وتغير كلي على أنماط الحياة فستستمر الأعداد بالتزايد.

الجانب الايجابي من  تزايد عدد الحالات نسبة لعدد السكان، ان الوعي عند النساء بالفحص المبكر وأهميته  وعدم الخجل من المرض في ازدياد ملحوظ" كما قالت مديرة البرنامج الاردني لسرطان الثدي الدكتورة ريم العجلوني. 

يعاني الكثير من السيدات من خوف اجراء الفحوصات الخاصة بـ مرض السرطان، قلقاً من النتائج، وهو العائق الرئيس لدى السيدات، لا سيّما الخوف من الشائعات التي تقول ان الفحوصات مؤلمة، ولكن الدكتورة ريم العجلوني أكدت على مقولة " نواجه الشائعات عن طريق المعلومة الصحيحة" لإعطاء الأمل للسيدات بأهمية الفحوصات المبكرة، بحيث 80% من السيدات اللواتي تظهر عليهن الأعراض ويتم فحصهن تظهر نتيجتهم سليمة -حميدة-.

وقالت مديرة قسم توفير الخدمة وتحسين الجودة في مؤسسة الحسين للسرطان رولا أبوطعيمة ان المؤسسة تقوم بخطط ومشاريع لمكافحة السرطان دورية مثل "قد التحدي" و "الاردن يتحدى السرطان" وهي مبادرات تعمل على مكافحة السرطان بتغير نمط الحياة إلى الصحي بالرياضة وترك التدخين.  

وأوضحت أبو طعيمة ان المؤسسة تقوم بعملها منذ خمس سنوات ويتم ازدياد التأثير سنوياً ، وصولاً لهدف المؤسسة للعام الحالي بالوصول إلى مليون تعهد لمكافحة السرطان.

وقالت ان المؤسسة تكثف جهودها في شهر تشرين الأول لانه شهر التوعية ولكن المؤسسة عملها مستمر طوال السنة ، حيث تقوم بالزيارات المنزلية للسيدات وتوفير الخدمة لها عبر سيدات من ذات المجتمع التي تسكن فيه يتم تدريبها لتكون مرشدة لمن حولها وتقوم باستهداف السيدات اللواتي أعمارهن 40 فما فوق، فاذا لم تظهر عليها أي أعراض يتم تحويلها إلى وحدة تصوير الثدي المتنقلة.

وفي مقابلة خاصة لـ"الأنباط" مع إحدى السيدات الناجيات من السرطان التي تم اكتشاف إصابتها عبر الوحدات المتنقلة، قالت السيدة مليحة علوش ذات 63 عاماً من محافظة مادبا انها قامت باجراء فحص مبكر في عام 2008 وظهرت نتيجتها سليمة ، وبعد عشرة أعوام قامت باجراء فحص آخر عبر الوحدات المتنقلة ليتم تحويلها إلى مركز الحسين للسرطان لاجراء الفحوصات اللازمة، فتم اكتشاف إصابتها بالسرطان في مراحله الأولى.

وأكدت على دور الوحدة المتنقلة باكتشاف اصابتها مبكراً، فقالت ان مجانية الفحص كانت مشجعة على اجرائه والمتابعة مع المركز بالعلاج مجاناً لانها حاصلة على تأمين من وزارة التربية والتعليم وفقاً لابنها المعلم، فقامت وزارة الصحة اعتدماد ذلك التأمين.

وتابعت علوش ان المراجعات والفحوصات الدورية مستمرة ، مؤكدة على اهتمام المركز بوضعها الصحي بعد نجاتها من السرطان.