السهر يزيد محيط الخصر ويقود إلى السكري الأونروا: حرمان 600 ألف طالب في غزة من التعليم ارتفاع كبير بمؤشرات الأسهم الأميركية الصفدي يترأس اجتماع اللجنة الوزارية العربية في القاهرة غدا عساف مدربا لشباب الأردن ولاء حياصات تكتب :شعار نواب الاردن تع بورد الأونروا: 446 ألف طفل في غزة تلقوا لقاح شلل الأطفال وزراء الخارجية العرب يبحثون غدا وقف العدوان الإسرائيلي على غزة والضفة الغربية اللواء الحنيطي يزور مديرية العمليات الحربية الأمن العام: القوة الأمنية تستكمل استلام واجب الانتخابات النيابية احمد خليفه مبروك الخطوبه نشاط "الحزام والطريق" لتعزيز السياحة الثقافية في نانتشانغ لعام 2024 يعقد في عمان وزير العدل وسفير مملكة البحرين يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين فتح جسر الملك حسين أمام حركة السفر الثلاثاء وإغلاقه أمام الشحن الأمن العام: القبض على مطلقي عيارات نارية خلال تجمعات انتخابية رفع أدنى معدل توجيهي لدراسة الطب وطب الأسنان إلى 90% الصفدي يستقبل نائب رئيس البرلمان الأوروبي/ رئيسة بعثة المراقبة الأوروبية للانتخابات النيابية زيلجانا زوفكو، ومجموعة من البرلمانيين الأوروبيين رئيس الاتحادات النوعية بجامعة الدول العربية يشيد بقيادة الاتحاد العربي للاعلام السياحي ورئيسه الملك يتابع تمرينا لسلاح المدفعية الملكي إطلاق المرحلة الثانية لمشروع "تحسين جودة البنية التحتية من أجل إدارة كفؤة للمياه في الأردن "
محليات

"السرطان" ٠٠ الدعم النفسي والاجتماعي مساند رئيسي للعلاج

السرطان ٠٠ الدعم النفسي والاجتماعي مساند رئيسي للعلاج
الأنباط -
شذى حتامله 
تلعب الحالة النفسية وطبيعة الاجواء الاسرية التي تحيط بـ المصابات بـ مرض السرطان  دورا هاما في التخفيف من حدته وتراجعه والتغلب عليه، أو تسريع  انتشاره وشدة تاثيره خلال فترة علاجة، إذ يعد الدعم النفسي والاجتماعي علاجا حقيقيا ومساندا للعلاج الكيمائي والاشعاعي، ويساعد في تقليل مستويات الاكتئاب والقلق والالام النفسية التي تعانيها المصابات، وبالتالي فان الدعم العاطفي والاجتماعي يسرع من عملية الشفاء ويعزز من تاقلم المصابات مع المرض. 
وبحسب منظمة الصحة العالمية ( WHO ) فان تاثيرات مرض السرطان لا تقتصر على الصحة الجسدية فقط، بل تعدتها إلى الصحة النفسية للمرضى وعائلاتهم، إذ تكون الشدة النفسية شائعة جدا لدى مرضى السرطان حتى بعد النجاة منه والانتهاء من العلاج.

مصابات لـ السرطان "الدعم النفسي والمعنوي لنا اهم من العلاجي"
المريضة   "ا . ه "  المصابة بـ سرطان الثدي متزوجة وتبلغ من العمر 55 عاما، قالت في حديث لها مع "الأنباط" ان المصابات بالسرطان يخضعن لخطة علاج متكاملة تشمل المستشفى والمنزل اي لا تقتصر على العلاج الكيماوي والاشعاعي فقط إذ يقدم مركز الحسين علاجا نفسيا واجتماعيا للمصابات ، إذ قامت مسؤولة التنشئة الاجتماعية بانشاء قروب " بسمة  " الذي افاد المصابات من الناحية النفسية بشكل كبير من خلال تنظيم رحلات وحفلات  ودورات ليتقبل المصابات بالسرطان  المرض. 
وتابعت، ان الدعم النفسي والمعنوي اهم من العلاجي لان السرطان يعتمد على الحالة النفسية للمريض فإذ كانت حالتها النفسية متدهورة ولا يوجد دعم نفسي للمريضة من اسرتها سوف تتدهور حالتها الصحية ويفشل العلاج بنسبة  50 % .
وبينت ان العلاج النفسي يشكل 50 % والعلاج داخل المستشفى يشكل 50 %  اذا لابد من خطة متكاملة لنجاح علاج المريضة ، لافتة إلى انها لاقت دعما نفسيا من زوجها وعائلتها  وابنائها وذلك اعطاها القوة لان تستمر في العلاج وتحب الحياة . 
واشارت إلى أنها في بداية اكتشافها للمرض سنة 2003 كانت اسرتها في حالة توتر  شديد ولا تعلم انه يوجد علاج نفسي في المركز  ، مشيرة إلى أنها عند اول جرعة كيماوية لم تكن تعلم التاثيرات التي يسببها الكيماوي بسبب عدم وجود اي توجهات عنه . 
واكدت أن بسبب قروب بسمة اصبحت المصابات يقدمن دروسا ودعما معنويا للمصابات واهاليهن ، لافتة إلى ان المصابات المتزوجات اللاتي لديهن ابناء يحتاجن  إلى دعم نفسي اكثر من غير المتزوجات . 
وتروي المريضة  "ف  . غ " تجربتها مع مرض السرطان، ان المحيط الذي تعيش فيه قدم لها دعما نفسيا كبيرا سواء من زملائها في العمل أو صديقاتها أو اسرتها  حيث زاد المرض من الترابط الاسري، موضحة أن مديرها في العمل  خفف من ساعات العمل  ومن الواجبات الملقاة على عاتقها . 
وقصت المريضة أن زوجها ساعدها وساندها خلال مدة مرضها ، اضافة إلى دور صديقاتها في تخطى المرض من خلال اقامت احتفالات لها للترفيه عن نفسها والخروج من جو المرض .
وذكرت أنها تلقت في مركز الحسين للسرطان في قسم الارشاد النفسي مجموعة من الخدمات التي ساعدتها على  تخطي المرض من خلال عمل جلسات للتخفيف من الضغوطات كاليوغا وتنظيم مجموعة من الرحلات الترفيهية وعمل دورات على كيفية التعامل مع المريضات القادمات للمركز ، وتثقيف المريضات بمعلومات كاملة  عن مرض السرطان والمركز الحسين  ، اضافة إلى أن هناك متخصصا قدم  الارشادات والنصائح لزوجها  عن  كيفية الاعتناء بالمريضة  . 
وبينت انها اختارت مجموعة  معينة  لاخبارهم بمرضها والتي من الممكن ان يقدموا لها الدعم النفسي ولا يشعروها بالاحباط ، موكدة انها لا تحب مشاعر الحزن والشفقة من قبل الاخرين  تجاها لأن اي مريض يرفض شعور  الشفقة تجاه ،  مشيرة إلى أن والديها لم تخبرهم  بمرضها  حتى لا تتعبهم نفسيا .
فيما قالت المريضة " ر . ب " أن زوجها واهلها لهم دور كبير في مساندتها  ودعمها في  وقت مرضها  بالسرطان إضافة إلى ان ابنائها قاموا بمساندتها  ودعمها رغم صغر سنهم ، وعن الدعم النفسي الذي قدمه مركز الحسين للسرطان تحدثت قائلة أن المركز قام بانشاء قروب باسم " بسمة " كان السند والدعم النفسي للمريضات عن طريق عمل جلسات اليوغا التي ساعدت بالتخفيف النفسي على المريضات والتحدث مع اخصائي نفسي  لتقديم النصح  والارشادات. 
وذكرت أن  وجود المريض مع اشخاص لهم حالتهم المرضية نفسها داعم نفسي بحد ذاته ويساعد على الشفاء مضيفة انه يجب على  المريض ان يتقبل المرض ويدعم نفسه   . 
واشارت إلى انه في الوقت الحالي ندعم المصابات بالسرطان عن طريق عمل حملات توعية عن اهمية الكشف المبكر للتخفيف من  المراحل العلاجية إضافة إلى التحدث عن تجارب المريضات الناجيات من مرض السرطان  . 
وتحدثت المريضة " أ . ن "  ان في بداية مرضها بالسرطان قدم لها زوجها الدعم النفسي الا انه بعد ذلك لم يقدم لها الدعم ودمر نفسيتها فتدهورت حالتها الصحية والنفسية مبينة ان ذلك زاد من قوتها وقدرتها على مواجهة المرض .
وبينت المريضة أن  في المقابل قام مركز الحسين للسرطان بالرعاية النفسية  ابتداء من الممرضات اللواتي يقمن بتقديم العلاج من خلال مراعاة مشاعر المريضة واللطف في التعامل معهن إضافة إلى الدعم والمساندة النفسية من خلال التخفيف عن المريضات وتشجيعهن على مواجهة المرض . 
وذكرت المريضة ان المرض  يساعد في غربلة الناس السلبية من حياة المريض  والاحتفاظ بقلة من الناس، لافتة إلى أنها أنشأت جمعية  شخصية لمساندة ودعم مريضات السرطان نفسيا وتقديم النصح والارشاد لهن من خلال تجربتها مع مرض السرطان. 
قطامش : من الثغرات في خدمات الصحة النفسية والعقلية في الاردن
بدورها قالت مديرة مركز الحسين للسرطان نسرين قطامش حول دور العلاج النفسي في المركز ان فريقا كاملا لـ الدعم النفسي في قسم الرعاية التلطيفية ، يعمل لتطبيق مجموعة من البرامج والتدخلات للمريضات ، مضيفة ان القسم يطمح لتقديم الافضل،  إذ يوجد العديد من القصص المؤسفة  لمريضات  السرطان سببها نفسي واجتماعي اذ تنقسم المعاناة لمريضات السرطان إلى قسمين الاول معاناتها مع مرض السرطان والاخر مع العائلة والمجتمع . 
وتابعت ان المركز بصدد تصميم برنامج متكامل للدعم النفسي والاجتماعي لمريضات السرطان وعائلاتهن وسد الثغرات المتوفرة بهذا الموضوع ، مؤكدة ان المشاكل النفسية لا تقتصر على مريضات السرطان فقط انما تمتد إلى عائلتهن من قلق وخوف لذلك يقدم المركز خدمة متكاملة للمريضات من خلال الطبيب النفسي وتقديم العلاجات والادوية  المناسبة لحالة كل مريضة بما يتعلق الدعم النفسي .
وبينت أن هناك العديد من الثغرات في خدمات الصحة النفسية والعقلية في الاردن التي تنعكس على جودة حياة المواطنين ، مضيفة ان هناك بعض الحالات التي من الممكن علاجها  في جلسة واحدة من العلاج النفسي الا ان اهمال هذا الجانب من الممكن ان يسبب اكتئابا حادا للمريضات مما يتطلب تدخل طبي بطريقة مختلفة . 
واشارت قطامش إلى أن في كل خطط وبروتوكولات العلاج في مركز الحسين للسرطان لاي مريض يعالج في المركز يعد الدعم النفسي والاجتماعي جزءا لا يتجزا من بروتوكول العلاج كالعلاج الكيماوي والاشعاعي وجراحي ، موضحة ان المركز الحسين للسرطان بصدد التوسع  لشمول اهالي المرضى في خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان " الناس الذين يقدمون الدعم النفسي للمرضى "  
 وحول البرامج التي نفذها مركز الحسين للسرطان  حديقة الشفاء التي اقيمت في حرم مركز الحسين للسرطان خلال الفترة الاخيرة لخلق مساحة ترفيهية للمرضى واهاليهم والمرافقين خلال العلاج وان يخرج المريض من اسوار غرفة العلاج  إلى اماكن يوجد فيها انشطة ترفيهية وسيكون هناك على مدار العام  انشطة ذكية تتناسب مع جميع الاعمار في حديقة الشفاء . 
ومن الناحية النفسية قال المرشد النفسي الدكتور محمد عيد دهون  ان الاصابة بمرض السرطان من اكثر  المواقف الصعبة التي قد يمر بها الإنسان في حياته ، لافتا إلى انه من الممكن ان  يؤدي بالشخص الى الابتعاد عن الاصدقاء والعائلة وصعوبة الاستمتاع بالحياة والمزاجية وقلة او عدم في الانتاجية وبالتالي تقود المريض  الى الاكتئاب والخوف و تدهور نظرته لذاته ولربما يؤدي به الى التفكير بالاستسلام والموت ، وبالتالي يتوجب على المختصين النفسيين التدخل في الدعم النفسي والدعم العائلي لغرس روح الامل لدى الشخص المصاب وتعزيز ثقته بنفسه وسرد قصص اشخاص نجحوا في التأقلم مع العلاج والمرض واشخاص انتصروا عليه مما يبعث في نفسه الطمأنينة والتفاؤل .
وفي السايق ذاته قالت الدكتورة كارولين لي الباحثة في الدراسة ان التوتر المزمن يعمل على تنشيط الجهاز العصبي الودي المعروف بنظام المقاتلة او الهروب مؤثرا بشكل كبير على عمل وظائف الغدد اللمفاوية وانتشار الخلايا السرطانية واظهرت هذه النتائج الدور الرئيسي والمهم للتوتر واشارت الى ان كبح اثر التوتر لدى مرض السرطان قد يكون وسيلة ناجعة لابطاء انتشار المرض في الجسم . 
الجدير ذكره أن العديد من الدراسات ومنها دراسة جديدة في المجلة العلمية Nature communications أكدت ان الادرينالين الناقل العصبي الرئيسي الذي ينتج بسبب التوتر يزيد عدد الاوعية اللمفاوية داخل الاورام وفي محيطها ويرفع من نسبة السوائل المتدفقة في هذه الاوعية وبالتالي يهيىء الاورام للانتشار في الجسم بشكل اسرع .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير