الأنباط -
رحبت حماية المستهلك بالمبادرة التي دعا اليها عددا من المواطنين والمتعلقة بالغاء بيوت العزاء والاكتفاء بتقديم واجب العزاء عن روح المتوفى على المقبرة ومن لم يتمكن من الحضور بامكانه تقديم واجب العزاء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال الهاتف.
وقال الدكتور محمد عبيدات رئيس حماية المستهلك اننا في حماية المستهلك كنا في السابق قد ناشدنا المواطنين الى اقتصار واجب العزاء ليوم واحد فقط بدلا ثلاثة ايام تخفيفا على اهل المتوفى وعلى المعزين الذين يأتون من اماكن بعيدة وأن يتم تحديد ساعات معينة لاستقبال المعزين من الاهل والاقارب والاصدقاء القريبين من بيت العزاء . ذلك ان العزاء بات الأن يشكل عبئا ثقيلا على اهل المتوفى من جهة وعلى المعزين من جهة اخرى خاصة اذا كان مكان العزاء بعيدا في المناطق البعيدة والنائية، فالاولى هو أن يتم تقديم واجب العزاء من خلال الهواتف أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كما أن مدة ثلاثة ايام متتالية لاستقلال المعزين باتت تشكل ارهاقا كبيرا على اهل المتوفى فمن غير المعقول ان يبقوا ثلاثة ايام متواصلة وهم يستقبلون المعزين من الساعة العاشرة صباحا ولغاية منتصف الليل تاركين اعمالهم ومصالحهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
واضاف الدكتور عبيدات ان احياء سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباعها بالشكل الصحيح يكون من خلال التخفيف عن اهل المتوفى (الميت ) عناء المصاريف الاضافية التي أصبحت تشكل هاجسا مرعبا لهم حيث وصلت في بعض الاحيان الى آلاف الدنانير، ما بين ثمن للطعام الذي يقدم للمعزين أو أجرة البيوت و القهوة والماء والتمر وغيرها من التكاليف الاخرى.فالافضل ان يتم التصدق بهذه الاموال المهدورة على الفقراء والمحتاجين واهل العلم كصدقة لعل هذه الصدقات تكون شفيعا له يوم الحساب .
كما ناشد الدكتور عبيدات المواطنين الى احترام حرمة الميت واهله حيث يلاحظ في بعض الاحيان أن بيوت العزاء أصبحت مكانا للّقاءات الاجتماعية بين الناس وللاحاديث الجانبية والتسليه والتنمر على اهل الميت الذين تكون حالتهم المادية ضعيفة ولا يستطيعون توفير الطعام للمعزين.
كما حذر الدكتور عبيدات من أن تتحول بيوت العزاء الى وسيلة للمباهاة والتفاخر من قبل بعض الاغنياء ميسوري الحال القادرين توفير كافة اشكال وانواع الطعام والخدمة مما يشكل هذا المشهد سببا للتفاوت الطبقي ما بين افراد المجتمع الواحد ويترك اثرا سلبيا في نفوس بعض الفقراء ممن لا يستطيعون توفير مثل هذه الامور، وربما تكون سببا في قطع أواصر المحبة والالفة بين أفراد المجتمع الواحد.