الأنباط -
ما زلتُم على العَهد، بررةً بالوطن والقَسم، تشهدُ لكم الميادينُ وصولاتُ الأسودِ الميامين، تصلون الليلَ بالنهار ذودًا عن حياضٍ بلدٍ أنتم سياجُهُ، وصونا لشعبٍ أنتم حماتُه، تُطبقِون عيونكم على أحلام أبنائه، وتقطعون الأيدي التي تقبض على الشر وتضمر الأذى للأبرياء الآمنين.
قلوبنا قبلَ ألسنتنا تَلهجُ بالدعاء لكم أن تظلوا محفوظين من كل سوء، وأن تكون يدكم هي العليا تضربون بها الفئةَ الضالةَ المــُـضلة من تجار السم النقيع مروجي المخدرات والمتاجرين بها، الذين أبوا إلا أن يصير وطننا النقي دار مستقر لهذه الآفة بعد أن حرصنا سنين طوالا أن يظل نظيفا معافى، واحة للأمن والأمان، وقبلةً للإخوان والأصدقاء والمستضعفين من كل الأرض.
واجبكم المقدس ووعيكم الوطني العالي هما الحافزان على رفع المتاريس بوجه هذا المد الأسود القذر، وإيمانكم الأكيد بشرف العسكرية ونبل مهماتها جعلكم موضع ثقة القائد الأعلى المفدى، وموضع اطمئنان المواطنين وكل المقيمين على هذا الثرى الطهور.
طوبى لكم وأنتم تسطرون الملحمة تلو الأخرى، تسخرون العلم والتقنية والدأب الحثيث لمتابعة المجرمين عديمي الضمائر والإنسانية، تخططون فتحسنون التخطيط، تنفذون فتصنعون البطولة، تنتصرون فيبتسم في أعينكم العنفوان وتأتلقُ الكبرياء.
كلما مررتُ ببيض صنائعكم أحن إلى زمنٍ كنت فيه رفيقكم في السلاح لأكثر من ثلاثة عقود، وأشعر بالزهو والافتخار عندما أرى حرفيتكم التي تطاول عنان السماء، واستيعابكم اللافت لمفردات الزمن التكنولوجي الجديد في عملكم ومهماتكم وتطوركم وخدمتكم لبلدكم ومواطنيه على الصعد كافة.
حملتكم الآن على تجارة المخدرات تثلج صدور أبناء شعبكم، وتشفي الغليل، وتعيد التوازن لجسد هذه الأرض التي يسعى الأشرار لأن تكون هزيلةً ومترنحة، خاب مسعاهم، فزنودكم السمر متكأ لنا، وأكتافكم سلماً للطمأنينة والسكينة، ورصاصكم كما عهدناه دوما لم يمكن ولن يكون رصاصا طائشا.
أنتم فخر الوطن وقائده ….نشد على أياديكم ….ونرفع لكم القبعات أيها النشامى الأشاوس، بوركت الجهود وسلمت السواعد والأفئدة؟
حمى الله أردننا العزيز قيادة وأرضا وشعبا
اللواء المتقاعد محمد بني فارس