محليات

خطاب اتحاد الأطباء الأردنيين في ألمانيا لنواب البرلمان الأردني

{clean_title}
الأنباط -
أنا لا أحدثكم هنا بصفتي أول رئيس قسم قلب أردني في مستشفيات ولاية بايرن الألمانية، ولا كعضو مؤسس في مجلس إدارة اتحاد الأطباء الأردنيين في ألمانيا، فكل هذه الألقاب لا تعني شيء إن لم تكونوا مقتنعين بأنني أردني مثلكم أحب هذا الوطن وأحمل همه وأتمنى لو أشارك بخطوة في مسيرة اعماره التي امتدت ١٠٠ عام برعاية هاشمية حكيمة. 

اليوم أخاطبكم بالنيابة عن زملائي الأطباء الأردنيين في جمهورية ألمانيا الاتحادية، الزملاء الذين آثروا   في الأيام القليلة الماضية الصمت على الانفجار بوجه الهجمات العشوائية والطعن الغير مبرر بمؤهلاتهم العلمية وتجاهل المستوى الطبي العلمي المرموق الذي وصلوا إليه في الخارج. طريقنا لم يكن سهلا ابدا ولكن الاصرار على التمييز مكننا بالنهاية من تجاوز كل العقبات والصعوبات والحصول على البورد الألماني في مختلف التخصصات وشغل أعلى المناصب من رؤساء أقسام واستشاريين في جميع أنحاء ألمانيا. شهادة ال"فاخارزت" هي محصلة مجهود متواصل لسنوات عديدة ونظام متابعة حثيث لجميع مراحل تطور الطبيب المتدرب، لذلك يُشهد برفعتها ودقتها ولها شأنها في شتى أنحاء العالم. هذه الحملة جاءت ردا على مشروع تعديل قانون المجلس الطبي الأردني (ج١٧) والذي سيتيح للأردن الاستفادة من خبرات أبناءه وبناته كأصحاب اختصاصات رئيسية وفرعية نادرة دون تعقيدات.

منذ ما يقارب العامين سعدنا بترابطنا الاردني الطبي في ألمانيا والذي انشأنا من خلاله اتحاد رسمي يحمل بفضل الله عز وجل اسمنا، ليصبح مؤسسة ومنصة تواصل رسمية لنا ككيان له تقديره واعتباره في ألمانيا، وكما عاهدنا أنفسنا منذ البداية بقينا دائما على قلب رجل واحد.

تجمعنا هذا أوقد فينا انتماءنا لهويتنا وحفز فينا عدم الركون لمغريات الحياة الأوروبية ومناصبها، بل منينا أنفسنا برؤية نجاح طبي نسعى لتحقيقه في أردننا بجانب ذوينا وأهلنا. نحن أبناء هذا الوطن في الغربة وما زلنا أردنيين الفكر والدم والطباع ونسعى لحفظ هويتنا كي يبقى ابناؤنا من بعدنا متأصلين ومتجذرين في هذا الوطن.



نعم لقد سلكنا الطريق المعهود لذلك، لكن العقبات الممنهجة التي وضعها بعض أصحاب النفوذ الذين توغلوا في نظام البورد الاردني جعلوا اجتيازه لكبار الأخصائين من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا شبه مستحيل، مما أفقدنا الثقة والعزيمة للمضي قدما بهذا الشأن، حديثي عن ذلك لا يجهله عاقل و يدركه كل ذو فطنه.  

نحن لا ننتظر منكم تمهيد الطريق لنا وفرشه بالورود كما تفعل بعض دول الجوار التي استقطبت أبناءنا وبناتنا في السنوات الأخيرة ونهلت من خبراتهم الطبية الدولية، وأنشأت بسواعدهم أنظمة صحية عالمية في زمن قياسي. كل ما نطلبه منكم هو أن تتركوا الباب مفتوح لمن رغب منا بالعودة لمشاركة زملاء المهنة بالوطن حملهم الثقيل وهَم النهوض بقطاعه الصحي العريق وتجديد هيبته ومكانته المرموقة. إنّ وجودنا بجانب زملائنا في الأردن سيرفد الكادر الطبي الاردني بالتخصصات الطبية النادرة والمطلوبة وسيدعم برامج الاقامة من خلال تعزيز ورفع مستوى التدريب الطبي العام في المملكة.

كما أطلب منكم أن تراعوا في خطابكم تضحية أبناء وبنات وطنكم الأطباء في الغربة وهم الذين على استعداد لترك عقود عملهم السخية ومناصبهم الطبية المستقرة واستبدال رواتب تقاعدهم الثابتة للمخاطرة مع صندوق تقاعد عاجز منذ سنوات ولا أحد يفكر في إنعاشه، ولا حتى برسوم الاشتراكات وغرامات الانقطاع لسنوات طويلة التي سيضطر الزملاء العائدون لتسديدها بأثر رجعي. 

إننا لنرى أن الحوارات التلفزيونية والإذاعية والنقابية تفتقر بجدالاتها لطرف ومحور النقاش الأساسي، ولا يكتمل النصاب دون أن نكون طرفا بها لنتمكن جميعا من الوصول إلى قرار عادل يصب ناتجه في المصلحة العامة.
نحن لسنا من يُنعت ب "ما هب ودب" ولا نقبل الاستخفاف بأذرعنا إن شمرنا عنها، جل ما نتمناه أنا وزملائي في المهجر أينما كنا هو أن يأتي يوم نرى فيه ثمرة ذلك الدعاء والذي طالما سمعناه من ذويينا وأبناء جلدتنا بأن ينفع الله بعلمنا.

سنبقى على التواصل معكم ونثمن جميع اللقاءات القادمة بإذن الله، ولكن نتمنى منكم اتمام الحوار معنا لنقل أصواتنا تحت قبة البرلمان قبل الخوض في قضيتنا، هذ ما أقسمتم بالله عليه كممثلين للشعب أمام الوطن والملك. 

تابعو الأنباط على google news
 
جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الأنباط © 2010 - 2021
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( الأنباط )