الأنباط -
كان حفل الاستقبال بمناسبة العيد الوطني لجمهورية أذربيجان في أحد أفخم فنادق عَمَّان وأكثرها شهرة، بهيجاً للغاية، وانعكاساً جلياً على عُمق علاقات الأُخوَّة، والانسجام المتبادل والثابت بين الدولتين والشعبين، إذ كان التمثيل الأردني في قاعة الاحتفال يشتمل على مختلف ألوان الطيف المحلي من رسمي وشعبي، سياسي ودبلوماسي ومتعدد الجنسيات، إقتصادي وتجاري، ديني وإعلامي.
في كلمته الاحتفالية التي لفتت أنظار الحضور لتميزها وأهميتها، وما نزال نستذكرها، أكد السفير الأذربيجاني لدى الأردن، إيلدار سليموف، أن الأردن يَشغل مكانة طليعية بين الدول التي اعترفت باستقلال جمهورية أذربيجان في 28 أيلول عام 1991، أعقب ذلك تأسيس صِلات دبلوماسية كاملة، أفضت إلى فتح آفاق رحبة وشاسعة للتنسيق والتعاون المتبادل المنفعة بين الدولتين، مؤكداً في الوقت نفسه في تصريحاته الصحفية خلال الحفل، على أن جلالة المغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، والزعيم الوطني الراحل حيدر علييف رحمه الله، وضعا القواعد المتينة لرواط المؤاخاةً والتضامن بين البلدين، وحدَّدَا مسارات تطويرها.
تشهد العلاقات بين قطرينا الشقيقين على رفع سوية المشتركات والتفاهمات، والتي منها القيم الثقافية والتاريخية، إذ تم تدشين مرحلة جديدة من النمو والتطور بوتائرة مرتفعة، في مسيرة تبادل الزيارات بين الوفود الرسمية، وتقاسم وجهات النظر بما يتصل بآليات تنمية التعاون في شتى الفضاءات، ضمنها الشعبية، زد عليها الاستثماري والسياحي والثقافي. وكانت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أذربيجان، في أيلول 2019، قد أفضت إلى إحراز زخم مَتِين، وانجازات مُتَمَاسِكة ومُحَصَّنة بقوى زعيمي بلدينا، للارتقاء بعُرْوَة صلاتهما، حيث بحث الجانبان "سُبل الدفع التعاون السياسي والاقتصادي، وتم على إثره الاتفاق بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين، على عقد الجولة الأولى من المشاورات السياسية"، عِلماً بأن البلدين يستندان في علاقاتهما إلى قاعدة قانونية تتألف "من أكثر من 40 وثيقة رسمية، بالإضافة إلى نشاط اللجنة الحكومية التشاركية التي من المُزمِع تنظيم اجتماعها السادس في العاصمة باكو خلال العام الحالي"، ولا ننسى هنا إشادة السفير سليموف بالسياسة الخارجية الوازنة التي ينتهجها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي تستهدف تعميم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، ونشاط الأردن الملحوظ والمتميز في إطار المنظمات الدولية المرموقة، وعلى رأسها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.
الفرص كبيرة ومُتّسِعة للتعاون السياحي نظراً لقرب بلدينا جغرافياً ولملامحهما الشرقية، وهو ما يؤدي لمضاعفة الجذب السياحي في كلا الاتجاهين، لا سيّما لوجود خط طيران مباشر من باكو إلى عَمَّان، مرة واحدة في الأسبوع، وهو ما يُعزِّز التبادلات بين الشعبين على نطاق أوسع.
في القضية الفلسطينية، تؤكد باكو بلا توقف دعم فلسطين في المحافل الدولية ولأجل تفعيل مبدأ حل الدولتين على أساس إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتؤيد أذربيجان قرارات الأمم المتحدة بخصوص فلسطين، وتقدر عالياً دور جلالة الملك وجهود الحكومة الأردنية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ورعاية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية، بما في ذلك المساعي الملكية والحكومية نحو دعم الأمن والسلام في هذه المدينة.
كاتبة روسية – أردنية.