الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
في الجزء الأول تحدثتُ عن العديد من النقاط التي تناولها معالي الوزير سونغ تاو، وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ورئيس الدورة الثانية التي نَظَّمَها ورتَّبَها الحزب دولياً على أعلى مستوى تنظيمي؛ عبر تقنية "الزوم"، يوم 24 مايو 2022م. وفي هذه المقالة الثانية والأخيرة، نتناول بقية المفاصل الرئيسية التي تضمنتها كلمته، وذلك تعميماً للفائدة، كونها تخص الشبيبة العربية الناهضة ومستقبلها وأجيالنا المُقبِلة المتعاونة مع الشبيبة الصينية.
تحدث الرفيق سونغ تاو للعالم العربي مؤكداً أن "الدورة الثانية للمنتدى الصيني العربي للسياسيين الشباب"، تثبت التاريخ والحقائق المتمثلة في قدرة قيادة الحزب الشيوعي الصيني في تحقيق المعجزة الصينية في عملية التحديث للبشرية عامةً، وفي تطوّر الحزب الشيوعي الصيني إلى أكبر حزب حاكم في الدنيا، يضم في صفوفه نحو مئة مليون عضو، ويمارس السلطة منذ أكثر من 70 عاماً، في بلد يزيد عدد سكانه عن 4.1 مليار نسمة. ولهذا، ما توقف الحزب يُحافظ على صفته الشبابية بلا انقطاع.
اقترح مُحدِّثنا أن يتقاسم مع الشبيبة العربية خبرات حزبه وملاحظاته، إذ يقول: يكمن سر نجاح الحزب الشيوعي الصيني في أنه يحافظ على عنفوان شبابه دائماً، ويتمسك بالهدف المنشود والرسالة، فقد حدّد الحزب فور تأسيسه مهامه لخدمة الشباب الصيني ونهضة الأمة الصينية، وغايته ورسالته، إذ يبرهن الأمين العام شي جينبينغ، على أن الحزب يُحافِظ على شبابه في سياق الإبقاء على الذاكرة الصينية، وديمومة تفعيل الرسالة، والخوض في كفاح متواصل. ومنذ انعقاد المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، تطبِّق اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، غايتها الصلبة ورسالتها بعزيمة لا تتزعزع، وتتمسك بالفكرة التنموية التي تعتبر الشباب محوراً، وتقود الشباب الصيني لاجتثاث الفقر المدقع، ولانجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل. كما يلتزم الحزب الشيوعي الصيني بالحفاظ على عنفوان شبابه ومشاعره العميقة لصالح الشباب، وإصراره على الريادة والابتكار، كونها مزايا شبابية أيضاً.
يكشف الرفيق سونغ تاو، أنه على مدى المائة عام الماضية، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشاب الصيني لخوض النضال المستمر في عملية تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية، حيث دفع الابتكارات النظرية والمؤسساتية والتطبيقية باستمرار، والتزم بالاشتراكية ذات الخصائص الصينية وطورها، ونجح في إيجاد نموذج جديد للعصرنة بالنمط الصيني، وعمل على تخليق شكل جديد لحضارة الإنسان، التي يتفوق فيها منذ فترة طويلة النمط الغربي، ووَسَّع مسارات العصرنة للبلدان النامية، بما يوفر خيارات جديدة لكل الدول على وجه البسيطة، التي ترغب في تسريع وتيرة التنمية من جهة، والحفاظ على استقلالها من جهة أخرى، ويتمسك الحزب بدعم العدالة وإحقاق الحق، ويَستوعب جميع "المكاسب الحضارية الممتازة للجماعة الإنسانية مثل شاب متحمس في طلب العِلم، ويسعى جاهداً إلى تعزيز الاحترام المتبادل، وتحقيق التقدم المشترك لمختلف البلدان والأعراق والحضارات". فمنذ المؤتمر الوطني لثامن عشر للحزب، قدّم الحزب الشيوعي الصيني الحكمة الصينية والحلول الصينية لمواجهة التحديات المشتركة الماثلة أمام الأعراق الأرضية، وساهم في نشر القِيم الانسانية المشتركة التي يتفق عليها الجنس البشري.
يميط الرفيق سونغ تاو اللثام عن سر تَفَوُّق وظَفَر وغَلَبة الحزب الشيوعي الصيني، إذ يكمن ذلك في الحفاظ المتواصل على عنفوان شبابه، وفي تمثيل الشباب، وكسب دعمهم والاعتماد عليهم. إن المآثر المئوية للحزب الشيوعي الصيني تزخر بحماسة الشباب وعطائهم، ففي عام 1921، التقى 13 شاباً يبلغ متوسط أعمارهم 28 سنة، في حي شيكومين في شنغهاي، وانتقلوا إلى البحيرة الجنوبية في جياشينغ، لعقد المؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي الصيني، حيث تم الإعلان عن تأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وعلى مدى القرن الماضي، يستمر الحزب الشيوعي الصيني بإيلاء اهتمامه البالغ بالشباب، إذ استرشدت أجيال من الشباب الصينيين براية الحزب، وخاضت نضالاً شبابياً من أجل القضية الحزبية والوطنية. وفي الوقت الحالي، يوجد أكثر من 23 مليون عضو شاب في الحزب تقل أعمارهم عن 35 سنة، ويمثل هذا ربع العدد الإجمالي لأعضاء الحزب. وبالإضافة إلى ذلك، يبلغ عدد أعضاء عصبة الشبيبة الشيوعية 73 مليون عضو، والتي تعتبر القوة الاحتياطية الموثوق بها للحزب، فهم يُشاركون في سباق التتابع التاريخي لتحقيق الحُلم الصيني والنهضة العظيمة للأمة، على أبواب انعقاد المؤتمر الوطني ال20 للحزب الشيوعي الصيني في النصف الثاني من هذا العام 2022م، الذي يَعُدُّ مؤتمراً مهماً للغاية يعقد في لحظة جليلة يدخل فيها الحزب الشيوعي الصيني مسيرة جديدة لبناء دولة اشتراكية حديثة، ويتقدم نحو تحقيق الهدف المئوي الثاني، ويقود حدثاً هاماً في الحياة السياسية للحزب والدولة في الصين، ووجه الرفيق سونغ تاو أطيب تحياته للشبيبة العربية والصينية، مشدداً على أنهم الأكثروحيوية في مسيرتهم العظيمة لتحقيق سعادتهم ونهضة الأمتين الصينية والعربية، ولتواصل سير الخلق أجمعين للأمام ولمصلحتهم الأُممية، وختم حديثه بقول الشاعر العربي: "إن الشباب غد، فليهدهم لغد.. وللمسالك فيه، الناصح الورع"، ومُعرباً عن أمله بأن يحمل الشباب رسالتهم بحكمتهم وجهدهم، لفتح آفاق جديدة ومشرقة للعلاقات الصينية العربية، سعياً وراء تحقيق مجد أكبر للشبيبتين الصينية والعربية.
*رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتَّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.