سلطه إقليم العقبة تنظم ورشة نقاشيه لتعريف التجار بمدينة العقبة الفائز يرعى حفل تخريج المشاركين في دورة “التقنيات الحيوية والجزيئية”، د.تامر المعايطة يكتب:ملف العودة الطوعية لللاجئين السوريين خلال مناقشة "المالية النيابية" لموازنتها انتقادات وتساؤلات نيابية حول سياسة الاستثمار الجامعة الأردنيّةُ" تحتفي بفوزِها بجائزةِ الجامعةِ الرّسميّةِ المتميّزة البطيخي تفوز برئاسة نادي المرأة الرياضي قرارات مجلس الوزراء الأمن العام يوضّح تفاصيل فيديو اعتداء سائق على آخر في العاصمة الدفاع المدني يخمد حريقاً ضخماً بعد 45 ساعة عمل متواصلة. رئيس الوزراء: سنكون إلى جانب الشعب السوري الشقيق لتحقيق طموحاته وآماله بحياة آمنة كريمة النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 الفنانة ريم السواس تودع العام 2024 باغنية " يا نونا " الزعيم الخالد: كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستحضر القادة التاريخيين النقابات المهنية تحت رقابة ديوان المحاسبة في 2025 افتتاح محطة وقود جديدة تابعة لشركة المناصير للزيوت والمحروقات باسم محطة اربد الجنوبي توقيع إتفاقية تعاون تدريبي وأكاديمي بين الخدمات الطبية الملكية وجامعة البلقاء التطبيقية... حماية الأقليات في سوريا: بين الماضي والحاضر ومستقبل التعايش المشترك الاجتماع الثالث للجنة الوطنية التنفيذية للاستراتيجية الوطنية للتصدير للأعوام (2023 – 2025) المهندس فايز النَّهار رئيساً لهيئة الخدمة والإدارة العامَّة الاحتلال يرتكب 3 مجازر في قطاع غزة

البتراء ،أهل الكهف أفروديت وكيوبيد رموز تخلد حضارة الأردن ومملكتها

البتراء ،أهل الكهف أفروديت وكيوبيد رموز تخلد حضارة الأردن ومملكتها
الأنباط -
البتراء ،أهل الكهف أفروديت وكيوبيد رموز تخلد حضارة الأردن ومملكتها 

بقلم / سارة السهيل 

بمناسبة عيد استقلال المملكة الاردنية الهاشمية ال ٧٦ اقدم هذا المقال تهنئة مني لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين و لابناء شعبنا الأردني الكريم و الاردن ارض و سماء و تراب و اهل و احباب 
كل عام و اردننا بألف خير وسلام و تقدم و ازدهار 

ان المملكة الاردنية الهاشمية، هي رمز لتجليات  خلود الحضارات العتيقة والمتعاقبة علي الأردن، وهي محضن لطبيعتها الجغرافية الخلابة التي تعكس تنوعا مبهرا لمختلف التضاريس الطبيعية من جبال وسهول وصحارى ووديان وصولا إلى اخفض بقعة في العالم، ناهيك عن الكم الهائل من الآثار التي تعود لأزمنة سحيقة ومنها مدينة البتراء احدى عجائب الدنيا السبع. 

والروافد الاثرية المتنوعة في عطائها التاريخي والحضاري جعلت من الأردن موطنا للسياحة العالمية. والاكتشافات الاثرية العالمية تبرهن كل يوم على حقيقة ان الأردن بلد ضارب جذوره في التاريخ، وان هذه البقعة المباركة من وطننا العربي حفلت بالعديد من الحضارات والممالك، وأنها كانت محفلا للنشاط الانساني في أعلى درجات تجلياته السياسية والفنية والمعمارية والدينية أيضا منذ سطوع شمس المعرفة والانجاز البشري في العصر الحجري إلى يومنا المعاصر حيث الدولة الحديثة بروافد التكنولوجية والمعرفية. 

المثقفون وعاشقوا التراث والفنون والمتدينون والمهوسون بالأساطير يجدون في الأردن  ضالتهم  عبر زيارتهم واستقرائهم ما ينطقه الحجر من ابداع غير مسبوق ، وما حوته الميتافيزيقا من أساطير،  وكنزته هذه الارض الطيبة من أثر الانبياء والصالحين كأهل الكهف . 

وقد لعب المناخ المتنوع للأردن وموقعه الذي يربط قارات العالم القديم، دورا مهم في اجتذاب السكان وتوطنهم بأرضه، وتعاقب  الحضارات الشرقية والغربية عليه المختلفة كتعاقب الشمس والقمر، واستقرت به الهجرات السامية و أسست تجمعات حضارية مشرقة به . 

فالحضارات السامية التي قدمت من الجزيرة العربية، كانت مظاهر تجليات الاشراق الحضاري بالأردن علي أيدي  "الكنعانيين " وهي الشعوب السامية التي هاجرت من جزيرة العرب واستقرت في سواحل بلاد الشام، و شيدوا حضارة بلاد الشام، وما زالت آثارها قائمة حتى الآن شاهدا على عروبة هذه الأرض، قبل3000 قبل الميلاد. 

ثم ظهرت  حضارة"  الادوميين " ، في منطقة الشراه حوالي 2000 ق.م في الجزء الشمالي لمديان وامتد نفوذهم من العقبة حتى وادي الحسا شمالا، وهم قبائل سامية استقرت في جنوب وادي الحسا وشيدت مدينة  بصيرة عاصمة لها (قرب الطفيلة). 

فيما انطلقت  حضارة "  المؤابيين " واصلها من الشعوب السامية  في مؤاب 20000 - 800 ق.م تمتد منطقة مؤاب من وادي الحسا الى وادي الموجب، وأقاموا عاصمتهم ذيبون ( ذيبان ) واتسموا بالرقي والتحضر والبناء، و من أهم ملوكهم ملك ميشع الذي سجل افعاله على حجر ضخم عرف بحجر ذيبان. 

وأقام "  العمونيون " وهم من الشعوب السامية، حضارة لهم في الأراضي الواقعة شمال شرق منطقة مؤاب، وبنوا حضارة متطورة في عاصمتهم عمون. 

أما حضارة " الأنباط " فقد شيدها  الشعب العربي جنوب الأردن، خاصة في منطقة الادوميين 600 ق. م ، وبعد استقرارهم واشتغالهم بالزراعة استغلوا موقعهم الاستراتيجي على ملتقى الطرق التجارية، فنشطوا في الاعمال التجارية مع البلاد المجاورة، واهتم الأنباط بالعلم. وشيدوا عاصمتهم" البترا " وحفروا البيوت والأديرة للعبادة وبنوا المدرج داخل المدينة ومدوا شبكات المياه للري داخل المدينة بقنوات فخارية. 

 بينما اقام " الغساسنة "  الذي يعود أصلهم الى عرب اليمن المهاجرين للأردن اواخر القرن الثالث للميلاد بعد انهيار السد العظيم المعروف بسد مأرب، استوطن الغساسنة بلاد الشام وبنو عاصمتهم في منطقة حوران في الجنوب الشرقي لمدينة دمشق حتى البلقاء ، واعتنقوا الغساسنة الظيانة النصرانية. 

وساهم الموقع الاستراتيجي للمملكة الأردنية الهاشمية وأنها كانت جزء لا يتجزأ من بلاد الشام التي تضم كل من فلسطين والأردن وسوريا ولبنان، في نشأة العديد من الحضارات التي لا تزال اثارها خلدة في الأردن ومنها:   

الحضارة الكنعانية سنة ٢٥٠٠ ق.م  وتأثرت بالحضارة السومرية. 

الحضارة الأمورية سنة ٢٥٠٠ق . م أيضا. والحضارة الأرمية سنة٧٢٠ ق. م 

الحضارة الفينيقية سنة ١٢٠٠ق. م. والحضارة الرومانية والتي بقي منها في الاردن  المدرج الروماني . 

أسماء خالدة 

تحفل الأردن بأسماء خالدة للعديد من الأثار التاريخية، مثل " عمّان " التي الاشوريون ثم البابليون، إلى أن وقعت تحت السيطرة اليونانية، في القرن الرابع ق.م . وبعد أن سيطر الإغريق البطالسة على عمان قام بطليموس الثاني عام 285 ق.م بتغيير اسمها من ربة عمون إلى "فيلادلفيا". 

وفيلادلفيا (Philadelphia) تعني مدينة الحب الأخوي، وقد سماها بهذا الاسم نسبة للقائد "فيلادلفيوس"، ويعد اسم فيلادلفيا من أشهر أسماء عمّان قديما، ثم قام بطليموس بجعل جبل القلعة مكان للمعابد على غرار جبل الأكروبولس في أثينا. 

المدينة الوردية 

 وهي لقب لمدينة البتراء احدى عجائب الدنيا السبع، وهي مهبط للسياح من بقاع الارض، تلك المدينة المحفورة في الصخور واقامها الانباط العرب قبل اكثر من الفي عام، وعرفت بالمدينة الوردية نسبة الى لون الصخور التي شكلت بناءها الفريد وهي اشبه ما تكون بالقلعة الصخرية ممتدة على مسافات شاسعة في منطقة وادي موسى. 

وكانت البتراء عاصمة لدولة الأنباط وأهم مدنهم التي دامت مابين 400 ق .م وحتى 106 ميلادي، موقع المدينة المتوسط بين حضارات بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية ومصر، جعلها  مركزا للقوافل التجارية المحملة بالتوابل والبهارات من جنوب الجزيرة العربية والحرير من غزة ودمشق والحناء من عسقلان والزجاجيات من صور وصيدا واللؤلؤ من الخليج العربي . 

وفي سنة 636 أصبحت البتراء تعيش على من تبقى من سكانها على الزراعة وتعرضت البتراء لزلزال افرغها من سكانها ن لكنها ظلت شاهدة علي عظمة حضارة. 

وتتوفر فيها سلسلة من الفنادق الراقية ومنها ماريوت، كما تشتمل على أماكن عدة مثيرة مثل السيق والخزنة والدير والمدرج أو المسرح وقصر البنت والمحكمة والمعبد الكبير والمذبح . 

من أروع المناظر في البتراء، الخزنة فهي احدى عجائب الكون المحفورة في الصخر ويصل ارتفاعها الى 45 مترا وعرضها الى 35 متراً. 

 كما يشاهد الزائر في المدينة قنوات الماء والأضرحة اضافة الى الاسواق والبيوت والبوابات المقوسة وغيرها، وصعود سطح الدير الذي يعتبر من أضخم الأماكن الأثرية في البتراء إذ يصل ارتفاعه الى 55 مترا، حيث يمكن مشاهدة فلسطين وشبه جزيرة سيناء من هناك. واكتشف علماء الآثار المنقبين في الأردن تماثيل للإلهين أفر وديت وكيوبيد. 

وادي القمر 

ويطلق على وادي رم وادي القمر نظرا لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر، ويطلق عليه ايضا اسم عجيبة الدنيا الثامنة. وكان الوادي مسكنا للعديد من القبائل البدوية التي لاتزال تعيش في خيم في بعض المناطق وفي بيوت متواضعة في مناطق أخرى، كما توجد خيم مجهزة لاستقبال السياح الذين يمضون الليل في تلك المنطقة والبعض يمضي أياماً عدة في تلك الخيم المجهزة بكل الاحتياجات، وينجذب متسلقو الجبال بصورة خاصة إلى الوادي بسبب العديد من الجروف المكونة من الجرانيت والصخر الرملي الى جانب وجود أعلى جبال الأردن فيه، ووادي رم معروف للجميع نتيجة للعلاقة التي تربطه بالضابط البريطاني تي .إي . لورنس الذي استقر به المقام هناك خلال فترة الثورة العربية الكبرى (1917-1918)، وصورت العديد من مشاهد فيلم ديفيد لين الذي حمل لورنس العرب في وادي رم. 

وقد أنشأت إدارة فندق كمبنسكي عشتار البحر الميت اكبر منتجع للعلاج الطبيعي على شاطئ البحر الميت، ويتوفر فيه كل أساليب العلاج بالمياه، لعلاج مختلف الأمراض وخصوصا الجلدية تحت اشراف خبراء ومتخصصين. 

السياحة العلاجية 

ويعتبر البحر الميت من مناطق السياحة العلاجية، فالأملاح الموجودة فيه تشفي الكثير من الأمراض الجلدية مثل الصدفية وغيرها. ويعتبر من المراكز الاقتصادية الهامة حيث توجد على طرفه الشرقي الكثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية. 

كهف أهل الكهف 

يعد أحد المواقع الأثرية الدينية القديمة؛ إذ ارتبط اسمه مع قصة أهل الكهف التي وردت في القرآن الكريم، وجري اكتشافه على يد عالم الآثار الأردني رفيق وفا الدجاني خلال عام 1963م في الجزء الجنوبي الشرقي من العاصمة الأردنية عمّان. 

تتواصل الاكتشافات الاثرية بالأردن بدعم وتوجيه الملك عبد الله الثاني ايمانا منه بعظمة وطنه وحرصه علي تمجيد تراثه ورعايته وكشف امجاده للعالم، وحتي اليوم فان الاكتشافات الاثرية بالأردن تثبت  ان الأردن يحمل في باطنه كنوزا اثرية لا حصر لها، وان هذه الامجاد التاريخية التي صنها انسان هذه الارض الطيبة ممتدة في الاجيال اللاحقة كالتي يتولى رعايتها الملك عبد الله  ومن قبله المغفور له الوالد المؤسس لنهضة الاردن الحديثة، الملك حسين منذ الاستقلال قبل ربع قرن مضي. 

 
سارة طالب السهيل
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير