الأنباط -
خافقا بالمعالي والمنى عربي الظلال والسنا، في الذرى والاعالي، فوق هام الرجال، زاهيا أهيبا، درر مكنونة. بدء الاستخدام الرسمي لليوم الوطني للعلم الأردني في 16 نيسان/ أبريل 1928، وهو مشتق من علم الثورة العربية الكبرى، التي أعلنها شريف مكة الحسين بن علي على الدولة العثمانية عام 1916. والعلم الأردني محمول على أعلى سارية في العالم وقت افتتاحها سنة 2003، وهي سارية رغدان في العاصمة عمان والذي تبلغ قياسه 60 متر طول،30 متر عرض، وبمساحة إجمالية مقدارها 1800 متر مربع. كما تم في عام 2011 وخلال مباريات كأس آسيا بالدوحة، ترشيح دخول علم الأردن لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، كأكبر علم رفع خلال مباراة كرة قدم بالعالم.
حدد الدستور الأردني لعام 1952 في المادة الرابعة منه مواصفات العلم الأردني على ما يلي: "تكون الرايةُ على الشكل والمقاييس التالية: طولُها ضعفُ عرضها، وتقسَم أفقياً إلى ثلاث قطع متساوية متوازية: العليا منها سوداء، والوسطى بيضاء، والسفلى خضراء، ويوضَع عليها من ناحية السارية مثلّث قائم أحمر قاعدتُه مساوية لعرض الراية، وارتفاعه مساوٍ لنصف طولها، وفي هذا المثلث كوكب أبيض سباعيّ الأشعة مساحته مما يمكن أن تستوعبه دائرة قطْرُها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوعٌ من حيث يكون وسطُه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلث، وبحيث يكون المحور المارّ من أحد الرؤوس موازياً لقاعدة هذا المثلث". وفي 20 آب 2002 صدرت الارادة الملكية السامية لجلالة الملك عبد الله الثاني بالموافقة على قانون الاعلام الاردنية وتضمنت المادة الثانية منه ما يلي "تعني عبارة "العلم الاردني" حيثما وردت في هذا القانون "الراية الاردنية" وفقا للشكل والمقاييس المحددة في المادة 4 من الدستور".
وتزامنا مع الاحتفالات بمئوية الاردن الثانية، تتجدد حكايات الوطن ومنجزاته وتتجدد معها معاني النشيد الذي تعلق به الاردنيون كبارا وصغارا شيبا وشبانا رجالا ونساءً، ليواصل العَلَم شموخه سامقا بأمجاد الاجداد والاباء المؤسسين التي تعانق الفَخار بتاريخ ناصع أبلج، وتنسج من مآقي الاعين الشاخصة لسمو العَلَم، حاضر ومستقبل وطن وشعب، عصياً على النائبات مهما بلغت المدى.
العَلم الاردني الذي يحتفل الاردنيون اليوم بـ"يومه" الاغر، وترتقي ارواحهم عناقاً لفداه، يُعتبر رمزا مبجلا لشرف الوطن وسؤدده وجلاله وكرامته واستقلاله وعزة أبنائه، ويتشح بسناء الوان استمدت دلالاتها وحضورها وتواصلها من أصالة التاريخ المضمخ بالعراقة والرفعة؛ فجاء بأشرطة متوازية افقيا حملت الوان؛ الأسود راية الدولة العباسية، والأبيض راية الدولة الأموية، والأخضر راية آل البيت وعباءة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، والأحمر راية الهاشميين الذي تمثل بالمثلث الذي يجمع الأشرطة الثلاثة السابقة يتوسطه كوكب سباعي الأشعة (النجمة السباعية) يدل على فاتحة القرآن الكريم السبع المثاني (سورة الفاتحة من سبع آيات)، واستقى دلالاته هذه منسلاً من علم الثورة العربية الكبرى التي أعلنها المغفور له بإذن الله الحسين بن علي شريف مكة عام 1916 ليطلق العنان لتحرر العرب من سطوة الاحتلال والهيمنة والاضطهاد إلى آفاق النهوض واستعادة تاريخ الامة المجلل بالعزة والكبرياء.
العلم الاردني يستقر في أفئدة الاردنيين جميعا قيادة وشعبا وحكومة وأجهزة عسكرية ومدنية، فهو رمز البلاد والصورة الوطنية التي تشكل محطة اعتزاز وطني يشار لها بالبنان على سبيل رفعة الوطن وإنجازاته. يوم العلم الأردني معان تجسد التضحية والفداء، وهو ذاكرة وطن وسيرة أبطاله العطرة، وهو رمز من الرموز الوطنية الحاضرة في كل المناسبات والاحتفالات الرسمية والوطنية والشعبية، وخفاقا في المعارك والحروب وفي قوات حفظ السلام، وهو الكفن الذي يتغطى به شهداء الوطن على مر الزمان، وهو الفرح الذي يرفرف في سماء الاردن، والذي تداعبه رياح الاخلاص والفداء والوطنية والانتماء لقائد هذا الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وحفظ علمنا الاردني من السقوط.