الأنباط -
د. دانييلا القرعان
يحتفل الأردن بعيد العلم في السادس عشر من شهر نيسان من كل عام وذلك أسوة بالدول الأخرى، إذ في مثل هذا اليوم يستذكر أبناء الوطن تضحيات ودماء الأجداد والأبنا، الشهداء الذين صانوا البلاد وكيانها واستقلاليتها لأكثر من مئة عام من الزمن، حفظ بها الشعب الأردني كرامته وعروبته، ولعل أجمل ما يمكن أن يقال من شعر في هذا اليوم بعض كلمات نشيدنا الوطني التي تقول:
خافق في المعالي والمنى
عربي الظّلال والسّنا
في الذّرى والأعالي
فوق هام الرّجال
زاهياً أهيبا
وقبل أن نستطرد ونستلهم معاني هذه المناسبة يجب أن نقول أن العلم الأردني يتألف من أربعة ألوان وهي: الأسود والأبيض والأخضر والأحمر حيث تظهر ألوان الأسود والأبيض والأخضر بصورة أشرطة متوازية ويظهر الأحمر على شكل مثلث يجمع هذه الألوان، إذ يرمز اللون الأسود إلى راية الدولة العباسية والأبيض إلى راية الدولة الأموية، والأخضر إلى راية آل بيت النبي وعباءة الرسول الكريم، واللون الأحمر إلى راية الهاشميين، ويتوسطه نجمة سباعية دلالة على فاتحة القرآن (السبع المثاني) وقد استوحى ذلك كله من علم الثورة العربية الكبرى.
وعليه، فإنه يستحق منا علمنا الأردني في يومه وفي كل يوم أن نحييه فخراً واعتزازاً وشموخاً، فهو راية الوحدة والحرية والكرامة التي ناضل لأجلها كل أحرار الأمة ضد الظلم والقهر والاستبداد، إن هذا العلم وسباعيته لتشهد على حجم التضحية التي كانت وما زالت تقدم دفاعاً عن الحق ولا شيء غير الحق، ولا يوجد أبداً كلمات تصف حبنا لتاريخ رايتنا وحضارتنا سوى أنه يوم يعد عيد لكل أبناء الشعب الاردني، فأهلاً بأجمل الأيام الوطنية، ويكفينا أنه يومٌ ومناسبة عظيمة التأثير، فهو يوم الأرض والوطن وارتفاع الرايات خفّاقة تُعانق عنان السماء، فالعَلَم هو رمز الوطن وهو الراية والشعار اللذان يُعبّران عن الوطنية والإنتماء، وهو الخيمة التي يستظل بظلها كل أطياف الشعب بمختلف أصوله ومنابته، وليس أجمل من مظاهر الإحتفال بهذا اليوم الا أن نرى العَلَم الأردني يخفق في السماء عالياً تحميه سواعد الرجال الأبطال الأشاوس، فالإحتفال اليوم ليس بذخاً ولا ترفاً بل هو تعبيري وله من الدلالات العظيمة التي تشعرنا بالفخر والعزة، فمجرد أن يرى المرء منا علم بلاده يُرفرف عالياً الا ويشعر بأنّ وطنه بخير ، وسيبقى بإذن الله بخير بهمة المخلصين وحكمة القيادة الهاشمية وسواعد الرجال الرجال، وكل عام وأنتم والعلم والقائد بخير.