أدلة سريرية لتشخيص الاشخاص ذوي الإ عاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد

 دلال عمر وشذى حتاملة 

تحت رعاية رئيس المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة الامير مرعد بن رعد بن زيد ، وبحضور وزير الصحة الدكتور فراس الهواري و المدير التنفيذي لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية سلمى الجاعوني ، أطلق المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ووزارة الصحة ، امس الاثنين ، الادلة السريرية ( البروتوكلات ) لتشخيص ذوي الاعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد بالشراكة مع مجلس اعتماد المؤسسات الصحية . 

وفي كلمته في حفل اطلاق الادلة ، قال رئيس المجلس الأعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة سمو الأمير مرعد بن رعد بن زيد  انه من دواعي سروري ان اشارككم هذا الانجاز الوطني المتمثل باطلاق الادلة السريرية  والمعايير لتشخيص ذوي الاعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد ، أن هذا العمل ياتي تتويجا  للجهود الذي بذله المجلس الأعلى لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة مع الشركاء لضبط عملية تشخيص الإعاقات المختلفة  ، ولأننا نومن بان التشخيص يعتبر الأساس الذي تنبني عليه منظومة الخدمات والترتيبات الذي يحتاجها الشخص ذوي الإعاقة حسب نوع إعاقته ودرجتها . 

أكد سموه أن هذه الأدلة الخاصة بالإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد هي خطوة سوف تتلوها خطوات، حيث أن هدفنا في المجلس أن نطور بالتعاون مع وزارة الصحة أدلةً لكل إعاقة لضمان أعلى درجات الدقة والشفافية في عملية التشخيص، خصوصاً أننا مقبلون في المجلس على إصدار البطاقة التعريفية للإعاقة التي سوف يتم منحها بناءً على التقارير التشخيصية الدقيقة التي يقوم بها فريق متعدد التخصصات . 

وأضاف سمو الامير مرعد أن عملية  تشخيص الاعاقة هي من ابرز اولويات عملنا حيث أن غياب المعايير والبروتوكلات الموحدة المبنية على أسس علمية وموضوعية في عملية التشخيص فتحت الباب وبكل اسف نجد أن  هناك  تقارير تشخصية غير دقيقة اضرت بالشخص ذوي الاعاقة ، إذ ادت هذه التقارير تلقيها علاجات تاهيلية وتربوية وربما علاجية غير مناسبة لطبيعة اعاقته أو درجتها . 

وبدوره اكد وزير الصحة الدكتور فراس الهواري على اهتمام الوزارة وتشاركها مع المجلس ، لذلك تم افتتاح لاول مرة لقسم يقدم الخدمات العلاجية والتاهيلية والتكميل الوظيفي للاشخاص ذوي الاعاقة في مركز صحي القويسمة الشامل كخطوة أولى لتنفيذ مذكرة التفاهم التي وقعتها وزارة الصحة مع المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة وحملة "ابني" لتهيئة 12 مركزا صحيا شاملا لتقديم هذه الخدمات في كافة محافظات المملكة . 

واستعرض الدكتور فراس ربيع، مستشار المشروع، المراحل التي مرت بها عملية إنجاز هذه الأدلة، والتي بدأت بتشكيل لجنة توجيهية ولجان فنية من خبراء متخصصين بتشخيص الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد من مختلف القطاعات الصحية استمر عملها لمدة عام كامل توافق خلالها الخبراء على الإجراءات والأدوات المستخدمة في التشخيص وفق الممارسات العالمية الفضلى وبما يتواءم والبيئة الأردنية، كما استعرض اهمية هذه البروتوكولات . 

وقال أمين عام المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة الدكتور مهند العزة ،  جهد تشاركي وعلاقة ثلاثية مابين المجلس و وزارة الصحة ومجلس الاعتماد لتعطي ثمار طيبة بعدة تجارب منذ عام ٢٠١٧ وحتى الآن ، جميعها ناجحة ، مؤكد بطلب منظمة الصحة العالمية واليونيسكو وعدد من الهيئات الحكومية تطلب من المجلس تسجيل وتوثيق ما تم اصداره من معاير مختلفة لقصص نجاح وتجارب .  

وأكد العزة على عمل المجلس وكانه حكومة موازية لان المجلس يهتم بكل الملفات المتعلقة بالاشخاص ذوي الاعاقة من جهة التعليم والصحة والعمل والحماية من العنف ، بتشارك مع الجهات المعنية بكل تخصص .   

وأشاد رئيس اللجنة التوجيهية العليا الدكتور نايل العدوان باسمه وباسم اللجان التوجيهية والفنية التي عملت بمشروع تطوير الهندسة الخاصة بتشخيص الاشخاص ذوي الاعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد بعمل المجلس الاعلى للاشخاص ذوي الاعاقة وعلى رأسهم الامير مرعد بن رعد بن زيد ، حيث تم التطوير بناءاً على مخرجات على أرض الواقع من عدم وجود الية معتمدة من جميع المؤسسات الوطنية والخاصة مما سبب الكثير من المعاناه لأولياء الامور في حالة الحاجة للوصول لتشخيص ابنائهم ، بوضع هذه الادلة السريرية بمشاركة من متخصصين في جميع القطاعات الحكومية والخاصة والتعليمية والمنظمات العاملة مع المجلس .  

وقال العدوان انه يتطلع من وزير الصحة ان تساهم هذه الادلة السريرية المعتمدة بزيادة جودة وتحسينها الخاصة بالاشخاص ذوي الاعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد ، داعياً لجميع الجهات المعنية لرسم هذه الخطوط على ارض الواقع

وقالت المدير التنفيذي لمجلس اعتماد المؤسسات الصحي سلمى الجاعوني بدورها ،  انني  اقف بينكم اليوم وكلي فخر واعتزاز وسعادة بالجهد الوطني والعمل التشاركي الذي اثمر عن اطلاق البروتوكلات الخاصة الاشخاص ذوي الإعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد ، إذ يعتبر هذا انجاز كبير للجميع خاصة وسط الصعوبات التي فرضتها علينا جائحة كورونا خلال العامين الماضيين ، إذ يعتبر هذا العمل الاول من نوعه في قطاع الخدمات الاجتماعية في الاردن ،   وتاتي لتخدم هدف تشخيص نوعين من اكثر الاعاقات والاضطرابات شيوعا في بلدنا بشكل منهجي متكامل . 

واضافت ان المنتج هو احد الاسباب الشراكة الطويلة  ما بين المجلس الاعلى لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ومجلس اعتماد المؤسسات الصحية ، حيث امنا دائما بمجلس الاعتماد بالاثر الايجابي لعمل المؤسسات وفق معايير واضحة للجودة ونحن نحصد ثمار هذا العمل ونرى اثره في القطاع الصحي ، وكان لهذه التجربة ما يستحق نقلها إلى القطاع الاجتماعي ، مبينة انه بدا تعاونا مع المجلس الاعلى في عام 2018 لتطوير معايير اعتماد مراكز تشخيص الاعاقات والتي حرصت على ادراج  معايير لوجود بروتوكلات للتشخيص ضمن المعايير المطلوبة للاعتماد . 

وبينت أن دورنا تركز هذه المرة في عملية  تطوير بروتوكلات تشخيص الاعاقة الذهنية واضطراب طيف التوحد على ادارة عملية التطوير لتستند على اسسس علمية وادلة عالمية حديثة وليتم تطويرها بنهج تشاركي يضمن  الاستفادة من خبرات الجهات ذات الصلة من مختلف التخصصات والقطاعات الصحية والاجتماعية . 

واكدت الجاعوني على الاثر الكبير لتطوير البروتوكلات في تقليل الاخطاء الطبية وتحسين مسار المريض وجودة الخدمة .

وقد تخلل الحفل تكريم سمو الأمير مرعد ووزير الصحة للخبيرات والخبراء الذين عملوا على تطوير الأدلة، كما حضر الحفل مدراء مديريات الصحة، والمراكز الصحية الشاملة، بالإضافة الى مجموعة من المتخصصين في عدة جامعات والقطاعات الصحية واللجان التوجيهية والفنية القائمة على اعداد الأدلة.