الأنباط -
برعاية رئيس جامعة جدارا معالي الأستاذ الدكتور محمد طالب عبيدات احتفل قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب واللغات في الجامعة باليوم العالمي للغة العربية بندوة بعنوان " اللغة العربية هوية وطن" بمشاركة عدد من أساتذة اللغة العربية في الجامعات الأردنية، وبحضور نواب الرئيس، ومدير ثقافة إربد عاقل الخوالدة وعدد من الأدباء والمثقفين من المجتمع المحلي، وعمداء الكليات وجمع غفير من طلبة الجامعة.
وأكد عبيدات على الدور الذي تضطلع فيه جامعة جدارا والتي ما فتئت يوماً أن تكون حاضنة اللغة العربية وناطقه بها، وقدم لمحة موجزة عن قسم اللغة العربية في الجامعة والذي يعد ثاني أكبر تخصص والذي يدعم اللغة العربية بكافة الأشكال والأفعال، واعداً إلى اطلاق برنامج في الدبلوم العالي في اللغة العربية، وكذلك برنامج للماجستير في القريب العاجل.
وقال عبيدات نحن اليوم أمام حجم من التحديات التي تواجهها اللغة العربية فنحن احوج للمحافظة عليها ضد العولمة وأدوات التكنولوجيا العصرية التي باتت بين أيدي الشباب والاطفال مما انعكس على المخرجات وأصبح هناك تشتت باللغة العربية الفصيحة، وظهرت عادات دخيلة على لغتنا يجب الانتباه اليها كالعربيزي وغيرها.
ولفت عبيدات إلى أنه تنفيذًا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بضرورة توحيد الجهود المبذولة تجاه اللغة العربيّة، وتمكين الشباب بالمزيد من المهارات ليكونوا سفراء عالميين للغتنا الأم، مستخدمين أحدث التكنولوجيات لإبراز مكانتها وجماليتها؛ أطلق سمو الأمير مبادرة "ض"، والتي يتم تنفيذها حاليّاً بالشراكة مع مجمع اللغة العربيّة، والتي تهدف إلى خلق نموذج فريد للشباب المؤمن بلغته، والساعي لإبراز هويته، كما تهدف إلى إدراج اللغة العربية ضمن الثورة الصناعية الرابعة، التي تستند إلى الثورة الرقمية وما يندرج تحتها من مجالات، مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، وغيرها.
من جانبه رحب عميد كلية الآداب واللغات الأستاذ الدكتور عبد القادر مرعي بني بكر بالأساتذة العلماء المشاركين في هذه الندوة، وقال نحتفل بلغتنا العربية باعتبارها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، مؤكدًا أن الغرض من الاحتفال باللغة العربية هو تعزيز لروح الاعتزاز بهذه اللغة وإذكاء روح الانتماء إليها باعتبارها هوية وطن وعامل وحدة للأمة ولغة القرآن الكريم ووعاء الثقافة العربية الإسلامية التي انتشرت من الصين شرقًا إلى فرنسا غربًا، وبين الدور التاريخي لها والتي نقلت المعارف وحفظت التراث، وتناول جماليات اللغة العربية وبيان التحديات التي واجهتها، وكيفية استثمار هذه اللغة والعمل على اعلاء شأنها وتعزيز مكانتها بين أبناء عروبتنا في عالم يسوده التطور التكنولوجي السريع لكي تأخذ موقعها المتطور بين اللغات العالمية في هذا المجال، ويكون استثمار لغتنا باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة في تطويرها وتطوير أساليب تدريسها.
رئيس قسم اللغة العربية الدكتورة رائدة مراشدة قالت لا شك أنه لا توجد حضارة من غير لغة ، بل لا توجد أمة أصلًا من غير تلك اللغة، التي هي وعاء الفكر ، ومستودع ما تتفتق عنه قرائح وأذهان مفكري تلك الأمة ومبدعيها، مضيفةً إذا كانت كل الشعوب تحافظ على لغاتها، وتعد ذلك فرض عين على أبنائها، فإن اللغة العربية أولى بهذا الحق لما تمتاز به عن سائر اللغات من حيث كثرة المفردات والمعاني، وحسن النظم والمباني، إضافة إلى أعظم وأهم شرف حظيت به، وهو نزول القرآن بها، ولفتت المراشدة إلى أنه لزاما علينا أن نحرص على اللغة العربية نطقًا واستعمالًا، فليس هذا من منطلق التشبه بالأمم الأخرى، التي تحرص علي لغاتها مثل : الإنجليزية أو الفرنسية ؛ لأن في ذلك غبنا للغة العربية أن نقارنها بما هو دونها ، بل يأتي حرصنا من منطلق جدارة تلك اللغة بالاستعمال ، وقدرتها علي التعبير عن المصطلحات والأفكار.
بعد ذلك بدأت فعاليات الندوة والتي أدارها عميد كلية الآداب بعدة محاور أولها التحديات التي تواجه اللغة العربية، وثانيها دور الجامعة في مواجهة التحديات، وثالثها عن دور الإعلام الأردني في حماية اللغة العربية، وأخر محور يتناول مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية.
وقال الأستاذ الدكتور بسام قطوس من جامعة اليرموك كيف تحيا اللغة؟ كيف تموت اللغة، من وجهة نظره أن كينونة اللغة مرتبطة باستعمالها واذا اتفقنا على هذا التصوب بالكينونة الحيوية للغة فيمكننا القول أن من المدخل الحقيقي والفعال لرفع مكانة اللغة العربية هو في كثرة استخدامها فاللغة والهوية توأمان، ولفت إلى بعض وسائل احياء اللغة إبداع ابنائها بها علماء وشعراء وروائيين و قاصين وسواهم.
من جانبه قال الأستاذ الدكتور عمر الفجَاوي من الجامعة الهاشمية كانت لغة الدواوين في المملكة الأردنية الهاشمية تزهو بأبهى البيان وحسن تخيير الألفاظ الشريفة، وآية ذلك نص بيعة الشريف الحسين بن علي الذي يبدو رقعة قادمة من القرن الرابع الهجري، ثم أصبحنا في زمن أخذ الناس فيه بالتيسير والتواصل فقط، وقد أديا إلى انحدار الاستعمالات وغياب التراكيب العذبة حتى بلغنا هذا التساهل الكبير، والانقطاع عن لغة القران الكريم والنسق التراثي الراقي.
الدكتور يحيى عبابنة من جامعة اليرموك تحدث عن تأثير الترجمة عن اللغات الأخرى في نظام الجملة العربية ونشوء الأفعال المساعدة في الجملة، فخلخلة نظام الاسناد وضيع كثير من التراكيب كالفاعل والمفعول به وانقراض الفعل المبني للمجهول.
الأستاذ الدكتور علي الحمد من جامعة اليرموك أكد بأن اللغة العربية هي وسيلة تواصل وتعبير عما في فكرك وقلبك تجاه غيرك وأن اللغة العربية فيها مستويات في التعبير، وفي الاستعمال اللغوي تعلي من شأنها بين اللغات الأخرى، ودعا الله أن يبعدنا عنا المظاهر السلبية، وأكد أن الاستعمال اللغوي للغة العربية بخير ما دمنا نرى ان هناك فئه حريصة كل الحرص على العناية باللغة العربية.
الدكتور محمد العمري رئيس قسم الإعلام وتكنولوجيا الاتصال في جامعه جدارا أكد أن وسائل الاعلام والاتصال تنبهت منذ فترات سابقة إلى خطورة ما يجري من تغيير وتأثير على اللغة، مما دفع بهذه الوسائل إلى تعيين مختصين في اللغة والنحو وعملت إلى جانب مجمع اللغة العربية لاستصدار قانون حمايه اللغة العربية للدفاع عن اللغة والحفاظ عليها كهوية أمة.
الدكتور حسين العمري من قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة جدارا لفت إلى كيفية تكوين اللغة العربية في بداياتها وارتباطها بالقران الكريم، مع بيان بعض ميزاتها التي ساعدت على وجودها واستمرارها بقوة إلى يومنا هذا .
وفي نهاية الندوة التي تولى عرافة حفل الافتتاح فيها الدكتور خالد مياس من قسم اللغة العربية وآدابها سلم رئيس الجامعة درع جامعة جدارا للمشاركين في الندوة والقائمين عليها.