زيد العواملة يشارك في الملتقى الدولي للفسيفساء بالمغرب ويحصد تكريمات الذكاء الاصطناعي والتفرقة الرقمية: هل تُولد عنصرية جديدة في عصر التقنية؟ وفاة اول حكم اردني في كأس العالم خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع الدولار يرتفع مع توجّه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن انعقاد منتدى تنمية التعاون بين الصين وآسيا الوسطى ومنتدى طريق الحرير للاتصال الدولي في أستانا البنك الإسلامي الأردني يفوز بجائزة أفضل بنك إسلامي في الأردن لعام 2025 الأمن العام: انتهاء فترات الإنذار وندعو إلى الاستمرار في اتباع التعليمات الضربية تدعو الشركات والمنشآت والمكلفين للاستفادة من قرار الإعفاء من الغرامات والرسوم أوقاف الكورة تجهز 100 مركز صيفي لتحفيظ القرآن سلطة وادي الاردن تؤكد التزامها بتحسين خدمات الري إطلاق صافرات الإنذار بعد رصد أجسام طائرة في سماء المملكة محتوى مُضلل ونماذج مزورة تُروّج على أنها تسريبات وزارية تثير البلبلة وتربك المشهد التربوي منتخب الشابات لكرة القدم يبدأ تدريباته للتصفيات الآسيوية الأمن العام: انتهاء فترات الإنذار وندعو إلى الاستمرار في اتباع التعليمات الطاقة: ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالميا "تنظيم الطاقة": مستويات الإشعاع ضمن الحدود الطبيعية ومنظومة الرصد تعمل على مدار الساعة ما بعد أقراص اليود!! ماذا بعد؟! رشقة صاروخية إيرانية جديدة باتجاه إسرائيل الحسين للسرطان يجري عملية نوعية لاستئصال ورم عنقي

تايوان..!

تايوان
الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
تكاثرت الأسئلة التي يُرسلها إلي القاصي والداني بما يخص الوضع في جزيرة تايوان، وما حولها تاريخياً وراهناً اتصالاً بالحرب الحالية المندلعة على الأراضي الأوكرانية، ورغبة أو عدم رغبة الصين، كما في سؤال تم توجيهه إلي، "باحتمال" ضم تايوان بالقوة للبَرِّ الصيني، توظيفاً لقدرات الصين الجبارة، وفي مواجهة حرب التحالف الدولي على روسيا حالياً، واحتمالية تهديد الغرب للحليف الروسي للصين بالنووي والسلاح الكيماوي والبيولوجي.
شخصياً، لا أرى أن تايوان الصغيرة مساحةً والمحدودة الإمكانات – دون الالتفات لتحالفها مع واشنطن ودول أخرى في انعكاس لخصومتها مع جمهورية الصين الشعبية - يمكنها أن تُشكِّل أي تهديد للصين العملاقة والضخمة بمساحتها وعدد سكانها ومكانتها الفلكية في كل الحقول، وتقدمها العلمي ونفاذها العسكري، وثبات عقيدتها الدفاعية التي لا تجرؤ أي دولة على مَسِّها مَسَاسَاً حتى.
لكن، وبالرغم من كل ذلك، يَحق للصين، وهو حق قانوني، اعتبار جزيرة تايوان "الجزء من الكل" الذي هو الأرض الصينية الواسعة، فقد سبق للصين توقيع تفاهمات بهذا الصدد مع واشنطن، وغيرها من العواصم والجهات، لتأكيد حقوقها القانونية والتاريخية والجيوسياسية في تايوان، وأيضاً في جوار تايوان البحري الإقليمي. وعلى أساس تلك التسويات والتوافقات تم إقامة الصِّلات الدبلوماسية ما بين الصين وتلك الدول وتفاعلها، استناداً إلى اعترافها بأحقية الصين في ترابها كاملاً.
برغم انفصال تايوان إدارياً وسياسياً عن الصين الأم، إلا أنها أبقت على طبيعتها وقسماتها وتقاليدها الصينية، وبقَطْع النَّظر عن الاحتلال الأجنبي الذي تعرَّضت إليه من اليابان، وبعدها التأثيرات الغربية والغزو الأمريكي العسكري لها في عام 1954، بتوقيع ما يُسمَّى "معاهدة الدفاع المشترك" بين الأمريكان والكومينتانغ الفارين من البر الصيني إلى الجزيرة، بعد انتهاء حقبة الحرب الكورية (1950-1953)، عمل التايوانيون على تطوير ثقافتهم الصينية العميقة واستحضارها في يومياتهم، بغض النظر عن انفصالها عن البر الصيني، فالشعب الصيني لم يُقر هذا الانفصال ولم يُباركه، وهو يُحافظ إلى يومنا هذا على صينيته، وهذه الوطنية الصينية تُحفظ لجميع الصينيين بنور ونار على كل صعيد، وتَتَمَثَّلُ بِنَموذَجها الأَعْلَى هذا شعوب كوكبنا.
يقع البعض في حُفرة عميقة بتفسيرهم أن الحرب الدائرة حالياً بين روسيا وأوكرانيا، إنما هي "فرصة ذهبية للصين لاستعادة تايوان بالقوة". ويذهب مَن يحملون في جِعابهم نظرة الصراع إلى أن "تخلي واشنطن والعواصم الغربية عن أوكرانيا سيدفع بالصين لاستخدام القوة مع تايوان الصغيرة"! أعتقد أن هذه نظرة قاصرة لا تُدرك حقيقة السياسة الصينية التي تنتظر دمج تايوان بالصين سلماً وبهدوء وبرغبة غالبية مواطنيها، بعيداً عن النزاعات داخل الأمة الصينية التي تُفاخر على امتداد تاريخها الطويل بالوَحدة الجهوية التكوينية والسياسية. ولنا اليوم أن نستعيد المِثال الصيني السلمي في استعادة الصين لأرضها في هونغ كونغ، دون استخدام أي سلاح عدا سلاح المفاوضات مع بريطانيا التي لم تعد عُظمى منذ عهد بعيد، ودون لجوء بكين إلى توظيف أي شكل من أشكال القوة، إذ تم تسوية "مسألة هونغ كونغ" سلماً مع لندن، ليعود كل صيني بروحه وأحاسيسه وكيانه الفيزيائي إلى البر الصيني، متمتعاً بالتواصل اليومي مع عشيرته وأهله وأصدقائه، ومُمَارساً مهنة المتاجرة، والتي غالباً ما تدر هذه على أصحابها والمشتغلين الصينيين بالبيع والشراء مبالغ وفيرة، لا تتأتى سوى من خلال أجواء الاستقرار المحلي، وانفتاح قنوات الترابط المُثمر مع بلدان الدنيا، وتعظيم المنافع والمكاسب المتبادلة. وللحديث بقية تأتي.
*متخصص في الشؤون الصينية.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير