اختتام أعمال مؤتمر "الفهم المشترك بين ضفّتيّ المتوسّط: مفاهيم، أفكار، ومدركات"، في "الأردنيّة" لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات ترمب يرشح الأردنية نشيوات لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة 120 شابًا يشاركون في تدريب متخصص للوقاية من العنف ضد النساء والفتيات إبراهيم ابو حويله يكتب :طريق السعادة... العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشيرة السلايطة الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط الدكتورة رنا الإمام من "هندسة الأردنيّة" تفوزُ بجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار في مجال الاقتصاد الأخضر على المستوى العربيّ أحمد الضرابعة يكتب :المجلس النيابي العشرون: من العمل الفردي المبعثر إلى العمل الجماعي المنظّم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تثمن جهود هيئة تنشيط السياحة في ملف استقطاب الطلبة الوافدين وزيرة التنمية الاجتماعية تلتقي مجموعة من القيادات الشبابية في الاردن وتونس 120 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ48 الماضية زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى افتتاح حملة الـ 16 يوم لجمعية النساء العربيات أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 1515 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم وزير الشباب: تعزيز برامج الريادة والابتكار ومهارات وظائف المستقبل مجلس مفوضي "الطاقة والمعادن" يقر اعتماد خطط الطوارئ المحدّثة

تايوان..!

تايوان
الأنباط -
الأكاديمي مروان سوداح
تكاثرت الأسئلة التي يُرسلها إلي القاصي والداني بما يخص الوضع في جزيرة تايوان، وما حولها تاريخياً وراهناً اتصالاً بالحرب الحالية المندلعة على الأراضي الأوكرانية، ورغبة أو عدم رغبة الصين، كما في سؤال تم توجيهه إلي، "باحتمال" ضم تايوان بالقوة للبَرِّ الصيني، توظيفاً لقدرات الصين الجبارة، وفي مواجهة حرب التحالف الدولي على روسيا حالياً، واحتمالية تهديد الغرب للحليف الروسي للصين بالنووي والسلاح الكيماوي والبيولوجي.
شخصياً، لا أرى أن تايوان الصغيرة مساحةً والمحدودة الإمكانات – دون الالتفات لتحالفها مع واشنطن ودول أخرى في انعكاس لخصومتها مع جمهورية الصين الشعبية - يمكنها أن تُشكِّل أي تهديد للصين العملاقة والضخمة بمساحتها وعدد سكانها ومكانتها الفلكية في كل الحقول، وتقدمها العلمي ونفاذها العسكري، وثبات عقيدتها الدفاعية التي لا تجرؤ أي دولة على مَسِّها مَسَاسَاً حتى.
لكن، وبالرغم من كل ذلك، يَحق للصين، وهو حق قانوني، اعتبار جزيرة تايوان "الجزء من الكل" الذي هو الأرض الصينية الواسعة، فقد سبق للصين توقيع تفاهمات بهذا الصدد مع واشنطن، وغيرها من العواصم والجهات، لتأكيد حقوقها القانونية والتاريخية والجيوسياسية في تايوان، وأيضاً في جوار تايوان البحري الإقليمي. وعلى أساس تلك التسويات والتوافقات تم إقامة الصِّلات الدبلوماسية ما بين الصين وتلك الدول وتفاعلها، استناداً إلى اعترافها بأحقية الصين في ترابها كاملاً.
برغم انفصال تايوان إدارياً وسياسياً عن الصين الأم، إلا أنها أبقت على طبيعتها وقسماتها وتقاليدها الصينية، وبقَطْع النَّظر عن الاحتلال الأجنبي الذي تعرَّضت إليه من اليابان، وبعدها التأثيرات الغربية والغزو الأمريكي العسكري لها في عام 1954، بتوقيع ما يُسمَّى "معاهدة الدفاع المشترك" بين الأمريكان والكومينتانغ الفارين من البر الصيني إلى الجزيرة، بعد انتهاء حقبة الحرب الكورية (1950-1953)، عمل التايوانيون على تطوير ثقافتهم الصينية العميقة واستحضارها في يومياتهم، بغض النظر عن انفصالها عن البر الصيني، فالشعب الصيني لم يُقر هذا الانفصال ولم يُباركه، وهو يُحافظ إلى يومنا هذا على صينيته، وهذه الوطنية الصينية تُحفظ لجميع الصينيين بنور ونار على كل صعيد، وتَتَمَثَّلُ بِنَموذَجها الأَعْلَى هذا شعوب كوكبنا.
يقع البعض في حُفرة عميقة بتفسيرهم أن الحرب الدائرة حالياً بين روسيا وأوكرانيا، إنما هي "فرصة ذهبية للصين لاستعادة تايوان بالقوة". ويذهب مَن يحملون في جِعابهم نظرة الصراع إلى أن "تخلي واشنطن والعواصم الغربية عن أوكرانيا سيدفع بالصين لاستخدام القوة مع تايوان الصغيرة"! أعتقد أن هذه نظرة قاصرة لا تُدرك حقيقة السياسة الصينية التي تنتظر دمج تايوان بالصين سلماً وبهدوء وبرغبة غالبية مواطنيها، بعيداً عن النزاعات داخل الأمة الصينية التي تُفاخر على امتداد تاريخها الطويل بالوَحدة الجهوية التكوينية والسياسية. ولنا اليوم أن نستعيد المِثال الصيني السلمي في استعادة الصين لأرضها في هونغ كونغ، دون استخدام أي سلاح عدا سلاح المفاوضات مع بريطانيا التي لم تعد عُظمى منذ عهد بعيد، ودون لجوء بكين إلى توظيف أي شكل من أشكال القوة، إذ تم تسوية "مسألة هونغ كونغ" سلماً مع لندن، ليعود كل صيني بروحه وأحاسيسه وكيانه الفيزيائي إلى البر الصيني، متمتعاً بالتواصل اليومي مع عشيرته وأهله وأصدقائه، ومُمَارساً مهنة المتاجرة، والتي غالباً ما تدر هذه على أصحابها والمشتغلين الصينيين بالبيع والشراء مبالغ وفيرة، لا تتأتى سوى من خلال أجواء الاستقرار المحلي، وانفتاح قنوات الترابط المُثمر مع بلدان الدنيا، وتعظيم المنافع والمكاسب المتبادلة. وللحديث بقية تأتي.
*متخصص في الشؤون الصينية.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير