الأنباط -
بقلم اللواء الركن المتقاعد إسماعيل الشوبكي
مدير عام المؤسسة الأقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء
"هذا يومكم، وكل أيام الوطن أيامكم. إخواني وأخواتي رفاق السلاح المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى لكم كل التقدير على تضحياتكم وإخلاصكم وعطائكم الموصول. دعمكم وتحسين ظروفكم في صميم أولوياتنا وصلب اهتماماتنا. كل عام وأنتم بألف خير "
ففي الخامس عشر من شباط من كل عام تتجدد الذكرى ، وتتجدد معها العزيمة الصادقة والعمل المخلص نحو العطاء لتحقيق المزيد من الانجازات حيــث تنتـشـي الذاكــرة بالبطولات والتضحيــات والامجاد التــي ســجلها هؤلاء الرجـال عـبر أجيال توالـت على حمـل الرايات،وتحمـل المسـؤوليات في طريـق طويـل ظل فيه النشـامى أوفيـاء لرسـالتهم وأهدافهـم الوطنية ، الخامس عشر من شباط من كل عام يعد يوما وطنيا بامتياز يحتفل به الاردنيون جميعا وفاء وعرفانا للمتقاعديين والمحاربين القدامى كمحطة من محطات الوفاء ، وإكراما من جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين القائد الاعلى للقوات المسلحة للمتقاعديين العسكريين الذين سيبقون في عين القائد الاعلى وبرعايته ، ولم يقتصر الوفاء لهم برعاية ذلك اليوم بل ان الرعاية الملكية تمتد لهم صباح مساء والهاجس الدائم له عبر تحسين الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين وذويهم ، ايمانا من جلالته ان التقاعد ليس نهاية العطاء بل هو تجدد في البذل والعطاء والإنتماء والولاء ليبقى الأردن شامخا ويكون للمتقاعدين دورا رياديا في تعزيز الاقتصاد الوطني .
رفاق السلاح والسند الرئيس للجيش العربي رجال عشقوا الوطن وظلت صور مجده تجول في خواطرهم ، هم فكر ووجدان القائد الذي اراد استمرار محطات التكريم لهم ، عاما بعد عام ، وفي كل مناسبة ومع كل لقاء يجالسهم ويستعيد معهم شريط ذكريات الجندية الاردنية التي قامت على العزة والكبرياء ، والتضحية والاباء وما اعظمها من صورة وقد تحلقوا حوله اباء وابناء كما يحيط السوار بالمعصم ،يجددون الوفاء والبيعة لمجد اردنهم وعظمة رسالته العروبية التي عهدوها .
وقال جلالته يوم الإعلان عن هذا اليوم " إننا إذ نكرس هذا اليوم مناسبة وطنية نعبر فيها جميعا عن تقديرنا لمحاربينا القدامى، لنستذكر دائماً عطاءهم المميز، وجهادهم في سبيل الله والوطن، وهم صنّاع التنمية وأصحاب رسالة الإنسانية والسلام "
إن اهتمام جلالته يدلل ويعزز أهمية دور المتقاعدين،وهي مناسبة يستذكر فيها كافة أبناء الوطن ما بذله الجيش العربي من تضحيات وما قام به من بطولات على أسوار القدس و اللطرون وباب الواد وسهول جنين والجولان والكرامة حيث روى بدماء شهدائه الزكية ارض العروبة وان مسيرتهم لا تتوقف من خلال المشاركة في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية تقديرا لما سطروا بتاريخ الوطن من مواقف و وبطولات يشهد لها القاصي والداني . حيث كان للمحاربين القدماء شرف الإسهام والبناء فيها وسيبقون كذلك، لان الوطن ما زال بحاجة إلى فكرهم وخبرتهم في البناء والأعمار وحماية الأمن والاستقرار، انطلاقا من روح العمل والإخلاص التي تربوا عليها، تزرع البذل دون منّة وتغرس الانتماء دون ثمن ولا مزاودة حيث سطّر المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدماء، نماذج خالدة مشرّفة في البذل والعطاء في خدمة وطنهم وأمتهم، وحملوا على أكتافهم أمانة المسؤولية، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن ونهضته، ولا يزالون يقدمون أقصى ما لديهم من جهود تجاه وطنهم، كيف لا وهم رديف القوات المسلحة والسند الحقيقي لها في حماية الوطن ليبقى حرّاً عزيزاً مرفوع الراية، قادراً على حماية مكتسباته والدفاع عن حدوده وسيادته وأمنه .
وإننا اذ نستذكر الملك الحسين الراحل حينما أمر بإنشاء المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، لتساهم في تحسين المستوى المعيشي لهم ولذويهم ضمن الإمكانيات المتاحة، واستغلال واستثمار خبراتهم في المجالات كافة، لتمكينهم من الانخراط في مجال الأعمال والمساهمة بإيجاد فرص عمل مناسبة لهم من خلال المشاريع التي تقيمها أو بالتعاون مع القطاع العام و ترويج الخبرات الموجودة لديهم في المملكة وخارجها نظرا للخبرة والكفاءة العالية التي يتمتعون بها .
تحية حب وفخر وتقدير للرعيل الاول ، ننحني نقبل تراب المجد الذي صيغ بصناعهم ، نقدم التحية والعرفان ، فهم الشموس التي اشرقت مع نداء الواجب في وطن الرؤى والرسالات ، رائعة صفحات مجدهم ، ورائعة اسفار تضحياتهم ... ورائعة مشاعر فرحهم ، في يومهم هذا الذي يجددون فيه ولاءهم وانتماءهم لوطنهم ولقيادتهم الهاشمية.
وأننا ونحن نحتفل بذكرى الوفاء للمتقاعدين لنستذكر على الدوام مسيرة البناء والإنجاز في هذا الوطن الذي يمضي بخطى واثقة نحو المستقبل بقيادة جلالة الملك عبداللة الثاني الذي يواصل مسيرة بناء الدولة الأردنية .
حمى الله الأردن وحفظ أمنة واستقراره وازدهاره وكل عام وأنتم بخير