الأنباط -
بقلم: د. ريتا عيسى الأيوب/هامبورغ
يَحِقُّ لِيَ أَنْ أَصْحُوَ يَوْمًا... لِأَقولَ عِنْدَما أُسْأَل: إِنَّني اليَوْمَ لَسْتُ بِخَيْر...
وَيَحِقُّ لِيَ أَنْ أَضْعُفَ أَيْضًا... إِذا ما طَرَقَتْ الذِّكْرَياتُ بابيَ... مُحَمَّلَةً بالحَنين...
كَما وَيَحِقُّ لِيَ أَنْ أَبْكِيَ... كَيْ أُفَرِّجَ عَنْ نَفْسي تَعَبَ... وَعَناءَ السِّنين...
والحَقُّ كُلُّهُ مَعي... إِذا ما احْتَجْتُ وَقْتًا... كَيْ أُسافِرَ في أَعْماقِ ذاتِيَ... كَما الملايين...
فالحَياةُ مَليئَةٌ بِالعَثَراتِ... والفَشَلِ... وَكُلِّ ما هُوَ يُفَيِّضُ القَلْبَ بالأَنين...
فَحَذارِ يا قَلْبِيَ أَنْ تَخْجَلَ... إِذا ما سُئِلْتَ عَمَّا يَجولُ في خاطِرِكَ... يا أَيُّها المِسْكين...
وَحَذارِ أَنْ تُكابِرَ... إِذا ما أَرادَت الدَّمْعَةُ... أَنْ تَهْجُرَ مُقْلَةَ العَيْنِ... مَعَ نَزْفِ الشرايين...
فَشَرايينُ القَلْبِ إِذا ما طَفَحَتْ... عَلَيْكَ أَنْ تَتْرُكَها... كَيْ تُفَرِّغَ مِنْ ذاتِها كُلَّ حَنين...
حَنينٌ لِكُلِّ شَيْءٍ... كُنْتَ قَدْ مَرَرْتَ بِهِ... دونَ أَنْ تَهَبَهُ الوَقْتَ اللاّزِمَ... كَما شاءَت مِنْكَ السِّنين...
فالوَقْتُ عِلاجٌ لَكُلِّ مُعْضِلَةٍ... وَلِكُلِّ ما رافَقَها مِنْ مَشاكِلٍ... قَدْ تُخْسِرُكَ المَلايين...
والخَسارَةُ لا تُقاسُ بالمادِيّاتِ فَقَطْ... وَإِنَّما بِكُلِّ ما تَفْقِدَهُ مِنْ بَشَرٍ... قَدْ سَبَّبوا لَكَ الضَّرَرَ... يا أَيُّها المِسكين...
فالبَشَرُ أَجناسٌ... إِذا ما تَمَعَّنْتَهُم أَنْتَ... بِكُلِّ جَوارِحِكَ... غَيْرُ آبِهٍ بالمُزَوِّرين...
فالمُزَوِّرينَ هُمْ كُثُرٌ... إِذا ما تَفَحَّصْتَهُم... مُغالِطينَ المَشاعِرَ... فَمِنْهُم أَيْضاً المُرائين...
وَمِنْهُم مَنْ أَحَبَّكَ بِصِدْقٍ... وَأَرادَ لَكَ كُلَّ الخَيْرِ... حَتّى لَوْ ما عَلِمْتَ بِهِ... فَأَصْدَقُ الحُبِّ... ما كانَ لِوَجْهِ اللهِ... مِنْ دونِ الإِخْتِباءِ بأَثْوابِ الثّعابين...
فيسبوك: ريتا عيسى الأيوب
Instagram @alayoubrita
#ريتاالأيوب
هامبورغ