الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء في مساجد المملكة عمرو خصاونه يكتب: معاداة السامية بدأت في أوروبا و ليس في العالم العربي. اختتام أعمال مؤتمر "الفهم المشترك بين ضفّتيّ المتوسّط: مفاهيم، أفكار، ومدركات"، في "الأردنيّة" لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات ترمب يرشح الأردنية نشيوات لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة 120 شابًا يشاركون في تدريب متخصص للوقاية من العنف ضد النساء والفتيات إبراهيم ابو حويله يكتب :طريق السعادة... العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشيرة السلايطة الدكتورة رنا الإمام من "هندسة الأردنيّة" تفوزُ بجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار في مجال الاقتصاد الأخضر على المستوى العربيّ أحمد الضرابعة يكتب :المجلس النيابي العشرون: من العمل الفردي المبعثر إلى العمل الجماعي المنظّم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تثمن جهود هيئة تنشيط السياحة في ملف استقطاب الطلبة الوافدين وزيرة التنمية الاجتماعية تلتقي مجموعة من القيادات الشبابية في الاردن وتونس 120 شهيدا في غزة خلال الساعات الـ48 الماضية زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى افتتاح حملة الـ 16 يوم لجمعية النساء العربيات أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وزير الزراعة يطلع على تجهيزات مهرجان الزيتون الوطني الـ24 ضمان القروض تقدم ضمانات بقيمة 266 مليون دينار خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي

هل السودان ضحية نخبه؟

هل السودان ضحية نخبه
الأنباط - د. منذر الحوارات
يمتلك السودان كل ما يمكن تخيله من الخيرات لكنها تنعكس رفاهاً ورخاء على شعبه، بل ان العكس من ذلك هو الذي حصل فقد فارقه الاستقرار على مدى فترات غير قليلة منذ الاستقلال ومر بفترات عصيبة وانقلابات عديدة وحرب أهلية طالت لعقود أدت في النهاية الى انقسام البلد إلى سودانين أحدهما في الجنوب والآخر في الشمال ورغم ذلك بقي الشطران فقيرين ومضطربين ولم تهدأ الامور في أي منهما فأين يا ترى يكمن الخلل؟
 
كغيره من دول العالم الثالث خرج السودان من نير الاستعمار بنمط حكم مدني على النمط الذي رسمته القوة المستعمرة والجيش فيه اميل الى الاحتراف بعيداً عن السياسة، كانت السياسة تقتصر على مجموعة ضيقة تقود على أسس أيديولوجية دينية او حزبية والسائد في ذلك الوقت وربما الى الآن هي الإسلاميون والشيوعيون والقوميون، وكانت أول نقطة استخدام للجيش في السياسة عندما قرر رئيس الوزراء عبدالله خليل الاستعانة بالجيش عندما استشعر بالخطر من ان اجتماع السيدين عبدالرحمن المهدي و الميرغني قد يؤدي للإطاحة بحكومته، فكانت تلك اللحظة الفارقة في تاريخ السودان حيث تولى الجيش زمام القيادة في العام ١٩٥٩م وأعلن ابراهيم عبود رئيساً للبلاد توالت بعد ذلك الانقلابات والثورات تجاوزت فيها مدة حكم المكون العسكري ٥٣ عاماً تخللتها فترات من الحكم المدني الذي اختتم في كل مرة بانقلاب عسكري وهكذا دواليك، فخلال ٦٥ سنة حصلت ٣٥ محاولة انقلاب نجح منها خمس محاولات.
 
يبدو أن ما حرك كل تلك المحاولات هو السلطة والمال إذ أن الفائز سيقوم بمساومة تلك الغنائم مع الاطراف الدولية وفقاً لمصلحة كل طرف لكن كلا الطرفين المدني والعسكري لم يأخذا في الحسبان ما ستؤدي إليه تلك السياسة من نتائج على المجتمع السوداني الذي بقي يعاني من نفس الضائقة الاقتصادية حتى الآن، ومكونات السودان تشترك مجتمعة في هذه النتيجة فالاحزاب فشلت في تبني نهج سياسي يثمر عن نتائج اقتصادية واجتماعية ذات جدوى مما أدى الى إخفاقها في التنافس على المنفعة العامة لذلك طوعت الجيش واستخدمته لتجاوز ذلك الفشل واستخدمته كوسيلة للنصر على الخصوم والجيش ايضاً استمرأ السلطة وتكونت لدى نخبه بمستوياتها كافة قناعة بأن الحكم هو صفة ملازمة لهم وأنه حكر عليهم لذلك وجدنا أن مدة الحكم المدني كانت هي الأقل منذ استقلال السودان، والسؤال الذي يطرح نفسه هل الثورة السودانية الاخيرة والتي اسقطت ٣٠ عاماً من حكم البشير ستكون مجرد حلقة في المسلسل السوداني أم أنها ستحمل في طياتها الجديد، من تتابع الأحداث وطبيعة التدخل الدولي يبدو أن ثمة ما هو جديد فالشارع السوداني متمسك بحراكه ولا يغادر الشارع وهذا يدلل على انه سئم مناورات الاحزاب والجيش معاً ولا يريد ان يخلد الى لعبتهما التقليدية بتبادل الأدوار لفرض اجندتهم على الخارطة السياسية الداخلية لكن المشكلة ان الشارع لا يمتلك قيادة توحد قواه وتترجم ذلك الى هدف سياسي واضح، والاخطر من ذلك ان الجيش نفسه لا يبدو موحداً فقد ظهرت قوى خشنة اخرى موازية له وربما شكلت ايضاً دولة موازية قد يكون لها شأن في حسم الامور.
 
كل ذلك يقودنا الى الخوف على مستقبل السودان بسبب فشل نخبه في توحيد البلد وإيجاد هوية موحدة لمكوناته وفشلها ايضاً في ايجاد معادلة للتنافس السياسي بشكل سلمي ما ادى للنتائج الكارثية الحالية

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير