واتساب يقدم ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد ابتكار أردني رائد – إطلاق منتجات Animax+ و Animax++ قرارات مجلس الوزراء مطالبات جماهيرية بالاستعانة بالمحترفين الأردنيين المجنسين نتائج الدوريين الإنجليزي والإسباني.. تشيلسي وأرسنال يواصلان الانتصارات وأتلتيكو مدريد يتألق الحكومة تقرِّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء في مساجد المملكة عمرو خصاونه يكتب: معاداة السامية بدأت في أوروبا و ليس في العالم العربي. اختتام أعمال مؤتمر "الفهم المشترك بين ضفّتيّ المتوسّط: مفاهيم، أفكار، ومدركات"، في "الأردنيّة" لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سنوات ترمب يرشح الأردنية نشيوات لأعلى منصب طبي في الولايات المتحدة 120 شابًا يشاركون في تدريب متخصص للوقاية من العنف ضد النساء والفتيات إبراهيم ابو حويله يكتب :طريق السعادة... العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشيرة السلايطة الدكتورة رنا الإمام من "هندسة الأردنيّة" تفوزُ بجائزة "الألكسو" للإبداع والابتكار في مجال الاقتصاد الأخضر على المستوى العربيّ أحمد الضرابعة يكتب :المجلس النيابي العشرون: من العمل الفردي المبعثر إلى العمل الجماعي المنظّم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تثمن جهود هيئة تنشيط السياحة في ملف استقطاب الطلبة الوافدين وزيرة التنمية الاجتماعية تلتقي مجموعة من القيادات الشبابية في الاردن وتونس

رمضان الرواشدة يكتب:خطاب الكراهية والإقصاء و " الهويّات القاتلة "

رمضان الرواشدة يكتبخطاب الكراهية والإقصاء و  الهويّات القاتلة
الأنباط -
خطاب الكراهية والإقصاء و " الهويّات القاتلة "
رمضان الرواشدة
ثمة تحولات عميقة ضربت المجتمع العربي ، خلال العقود الماضية، وأسهمت في تراجع القيم والمبادىء العظيمة التي سَادت المجتمعات العربية وذلك لصالح ظهور نزعات وقِيم غريبة جدا عن المجتمع ، وساهمت ثورة المعلوماتية الكبيرة، وخاصة ، مواقع التواصل الاجتماعي ،وانتشارها في بروز وتعظيم و" الكشف " عن هذه النزعات التي تتمثل في خطاب الكراهية وإقصاء الآخر وبروز الهويات الفرعية القاتلة .
ثمة جيل عربي كبير ، نحن ومن سبقنا ، لم يعرف ولم يكن يُميز او يهتم لديانة الآخر او طائفته او اثنيته او مذهبه وكان التقييم على الدوام هو لفكر الآخر وحتى الانتخاب كان يتم على اسس فكرية وسياسية بعيدا عن العصبويات الدينية او المناطقية او المذهبية.
لم يكن العربي يهتم بالبحث عن ديانة شهداء حركات التحرر العربي من الجزائر وحتى العراق او طائفتهم او مذهبهم او انحيازاتهم الضيقة . ولم يكن المجتمع العربي مشغولا - كما هو اليوم- في تحديد الهويات الدينية والاثنية والطائفية والفرعية لكبار الشعراء والمثقفين والأدباء والفنانيين والمطربين بل كان انحيازه دوما للثقافة والفن الراقي بغض النظر عن هوية المبدع.
لقد ساهم الاستعمار الاوروبي ، وخاصة الانجليزي والفرنسي في زرع بذور التفرقة بين اطياف الامة العربية ومكوناتها المتعايشة معا ، سواء عبر الحدود التي تم تقسييمها بهذا الشكل ، او عبر سياسة " فرق تسُد" ، وفي وقت لاحق ، ادى بروز وهيمنة الإمبريالية الكولونيالية الامريكية والحروب التي قادتها او ساهمت بها الى تعزيز الشعور الدائم " بالمظلومية " و" الاضطهاد" لدى الإثنيات والطوائف والمذاهب والهويات الفرعية واخرها الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 .
وثمة سبب اخر هو المد الديني المتطرف الذي اذكته ثورة الخميني في ايران العام 1979 وكذلك ظهور الحركات الدينية المتطرفة والمتشددة في بلدان عربية كبيرة ونشوء ظاهرة " التكفير" بدلا من " التفكير " مع كل الاخرين المخالفين لمبادىء وعقائد هذه التنظيمات الدينية.
في كتابه " الهويات القاتلة " يشرح الكاتب والروائي اللبناني المعروف امين معلوف طبيعة هذه التحولات خاصة مسألة السيرورة الوطنية للهوية الفردية والهويّات المركبة ، وتحولها من " صديق مزيف " ، كما يقول ، الى " اداة حرب" وهويات مدمرة للآخر ولا تقبل به .
قبل ذلك بعقود كتب المفكر العربي الفلسطيني الراحل هشام شرابي، المدرس في جامعة جورج تاون كتابه " مقدمات لدراسة المجتمع العربي " بحث فيه عن السلوك الاجتماعي للفرد في المجتمع العربي ودور التربية العائلية والثقافة الاجتماعية في طبيعة هذا السلوك و" قولبة " الفرد على النحو الذي يريده المجتمع ومنها طريقة " التلقين السلطوية" في المدارس العربية .
لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي ، بشكل حاد ، في بروز هذه الهويات القاتلة " الكامنة " واطلقتها " من عِقالها " ، وتعزيز خطاب الكراهية واقصاء الاخر وعدم التسامح معه لمجرد الاختلاف مع في الدين او الطائفة او المذهب او الهوية الفرعية او حتى الاختلاف السياسي والفكري والثقافي ، فالموالون والمؤيدون لنظام سياسي او ديني او فكر معين لا يقبلون المعارضين لهم ، والمعارضون ، ايضا ، يُكّفرون وينصِبونَ المشانق و " محاكم التفتيش " لمن خالفهم .
ان تغيير القيم الاجتماعية السلبية يحتاج الى ما هو ابعد من مجرد اعتبارها ظاهرة منفردة وممارسة سياسة الإنكار " denial " إزاها والبحث في الجذور الحقيقية والمخفية لهذه الظاهرة ومعالجتها سياسيا واجتماعيا وفكريا وثقافيا ، حتى لا نصل اليوم لا ينفع الندم فيه ، عندما تصبح هذه الهويّات القاتلة ، وما تحمله من خطاب كراهية واقصاء ، هي السائد بدلا من اندماج الناس في التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الايجابية التي تذهب بهم الى قِيم الهويّات الوطنية المركزية والتسامح ونبذ الغُلوّ والتطرف وقبول الآخر مهما كانت طبيعته .
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير