نتالي سمعان تطرب جمهور جرش بليلة طربية تراثية توقيع مذكرة تفاهم بين الجمارك الاردنية والضابطة الجمركية الفلسطينية مهند أبو فلاح يكتب:" مخاوف مشتركة " انطلاق مهرجان جرش في دورته الـ 38 غدا الخارجية الفلسطينية تثمن جهود الاردن في وضع القدس على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر الهناندة: التوقيع الرقمي معترف به ونعمل لاستخدام بصمة الوجه زين و"الوطني للأمن السيبراني" يُطلقان حملة توعوية لكِبار السن حول حماية البيانات على الإنترنت 84 شهيدا في 8 مجازر ارتكبها الاحتلال بغزة خلال الساعات الـ24 الماضية بلدية السلط الكبرى تنفذ عطاء خلطة اسفلتية(صور ) حوارية في "شومان" حول " مآلات العرب في ضوء التكتلات العالمية الجديدة " أيلة تخرج المشاركات في البرنامج التدريبي للإرشاد السياحي البيئي دعوات لتطبيق كودة العزل الحراري بدقة على الأبنية الاردنية بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية ومركز تطوير الأعمال ومنظمة سبارك مصطفى محمد عيروط يكنب:الأردن دولة قانون ومؤسسات إبراهيم أبو حويله يكتب:بين القرآن والتحريف في التوراة ... استانا : انعقاد الاجتماع العام التنسيقي للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي طرح عطاء لصيانة وتأهيل مديرية صناعة وتجارة وتموين العقبة مستوطنون متطرفون يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال الزرقاء: حوارية تناقش تمكين المرأة في عملية صنع القرار السياسي ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضان في الصين إلى 14
مقالات مختارة

عيد ميلاد ابن عمي

{clean_title}
الأنباط -
بلال حسن التل
    اليوم هو العيد الخمسين لميلاد ابن عمي الشهيد وصفي التل, فالموت هو الميلاد الحقيقي للشهداء من بني البشر, هكذا قضى خالق البشر, وهذا ما أكده خاتم رسله عندما قال من مات دون أرضه فهو شهيد, وقد استشهد وصفي دون أرض وطنه, ودون أعراض مواطنيه, ودون هوية وطنه, فصار جزءاً من هذه الهوية ورمزاً لها, ورمزاً لشعبه يستحضره كلما حزب به أمراً, وكلما اشتدت من حوله الخطوب, لذلك ظل وصفي حاضراً فينا رغم رحيله منذ نصف قرن, فالعظماء لا يموتون بل يزيدهم الموت حضوراً, فكيف إذا صار هذا العظيم ضميراً لشعبه ونموذجاً يسعى إليه ناسه عندما يحتاجون إلى نموذج في الشجاعة والتضحية والإقدام والعفة والطهارة والحفاظ على المال العام والصراحة والوضوح في كل شيء, حتى لو كانت هذة الصراحة وذلك الوضوح سيغضب سامعه, وهكذا كان وصفي رئيس الوزراء الذي مات مديوناً بعد أن بنى بيته بيده في كل عام غرفة, وبعد ان حرث الأرض وزرعها بيده, وظلت وجباته المفضلة "المجدرة" و"المريس" و"الرشوف", وظل أكثر ما يطربه "الربابة" و"المجوز", فرغم أنه درس في الجامعة الأمريكية في بيروت, وعمل في لندن وطهران وبغداد, وإطلع على ثقافات الشعوب وتردد على دور الأوبرا وأهدى أسرة المسرح الأردني "بيانو" وهضم الكثير من الثقافات لكنه ظل اربدي اللون حوراني يكتب "تخسى ياكوبان", وهذه أهم صفات المثقف الحقيقي.
     لقد ظل وصفي وفياً لمبادئه التي غرسها فيه والده عرار شاعر الأردن بلا منازع, صوت الغلابا والمساكين, وظل اميناً على تقاليد مضافة أهله في اربد, وأولها أن الانتماء للأردن لا يتناقض مع الانتماء للعروبة, فقد قاتل ابن عمه عبدالله في القدس وكان معه كوكبة من أخوانه وابناء عمومته محمود "ابو زياد" واحمد "ابوحازم" وزكي "ابو عماد" وعلى الابراهيم ومحمود الخليف وشاهر الخليف وعز الدين العبدلله, وغيرهم من الذين قاتلوا على ثرى فلسطين في صفوف قواتنا المسلحة فحافظوا على القدس وعلى سائر مدن الضفة الغربية وقراها, فيما كان وصفي يقاتل دفاعاًعن فلسطين في صفوف جيش الإنقاذ, مثلما دافع عنها من خلال عمله في المكتب العربي ثم بقلمه وفكره, وباستمرار تحضيره لمعركة التحرير, بعد أن حولت عشيرته مضافتها الى مخزن لاسلحة الثوار وماؤى لهم, امتداداً لمسيرة القائدين خلف التل واحمد التل ابو "صعب" اللذان تركا مع ابن مدينتهم على خلقي الشرايري صفوف الجيش العثماني لينحازوا إلى صفوف جيش ثورة العرب الكبرى مع عشائر وقبائل الأردن, لذلك لا نستغرب هذا الاقدام وهذه البطولة من وصفي التل فهو ليس نباتاً شيطانياً لكنه ثمرة من شجرة مباركة ضاربة الجذور في تراب هذا الوطن, تعلم منها وصفي أن خدمة الناس والسعي في حاجاتهم والدفاع عن حقوقهم عبادة وولاء للوطن وأهله حتى لو كلفه ذلك الاستشهاد دفاعاً عنهم.
    نحتفل بعيد الميلاد الخمسين لوصفي ليس بالبكاء والندب, بل بوضع وردة وغصن زيتون على ضريحة,  تاكيدا منا على تمسكنا بارض وطننا وهويته و بالإصرار على إحياء القيم والمفاهيم التي آمن بها وصفي واستشهد في سبيلها, وللحديث بقية.
Bilal.tall@yahoo.com