الأنباط -
الدكتور هايل عبيدات
بداية لا تشكيك في حقيقة وجود فايروس كورونا واعراضه المرضية والمضاعفات التي قد تنجم عنه ولكن من المؤسف ان يتم توظيف الارقام بغير الاتجاه العلمي وخارج المسار المهني احيانا لتصب احيانا في مصالح الاستفادة من حقبة كورونا .
وحسب اخر الدراسات فقد بلغ عدد الاصابات كوفيد19 في العالم اكثر من 450 مليون اصابة وبلغ اجمالي الجرعات اكثر من 7 مليار جرعة وبلغت عدد الوفيات ما يقارب 5 مليون وفاة وتتصدر حاليا اوروبا و امريكا اللاتينية وبريطانيا والمانيا وامريكا الطليعة في اعداد الاصابات وتتصدر الصين في عدد اعطاء الجرعات تليها الهند ودول الاتحاد الاوروبي وامريكا واليابان وعربيا تحتل دولة الامارات العربية المتحدة الصدارة وتليها المغرب .
وفي ظل سياق اللقاحات القائم بين الشركات المصنعة والدول الحاضنة لها حيث تم اعتماد ستة لقاحات من قبل منظمة الصحة العالمية وتحت بند التسجيل المؤقت لغاية الاستعمال الطاريء والذي قد ينتهي العمل به العام القادم ليدخل العالم امام حقبة جديدة وتحديات جديدة ترهق اقتصاد كثير من دول العالم
ولم تتمكن الشركات بقدراتها التصنيعية من تلبية الطلب العالمي المتزايد ولجات الى اشكال من التحالفات الجديدة من التصنيع التعاقدي والتعبئه وتصدرت شركة فايزر الانتاج والحصص التسويقيه ومؤخرا كانت الشركة الوحيدة التي تم اعتماد لقاحها تسجيلا دائما من قبل هيئة الغذاء والدواء الامريكية تبع ذلك الانتهاء من مراحل انتاج عقار علاجي لمعالجة كوفيد 19 بانتظار اخذ الموافقة النهائية عليه من هيئة الدواء الامريكية اضافة لامتلاكها عشرات الملايين من الجرعات كما طورت شركة نوفاكس لقاحا جديدا بتقنية الوحدات البروتينية المؤتلفة تم تسجيله في بعض الدول وتسعى شركات اخرى لتطوير التقنية الجديدة و وصلت مراحل متقدمة في المرحلة الثالثة من الدراسات السريرية وبذلك تم فتح باب سباق الجيل الجديد من االلقاحات على مصراعيه و ازدادت كذلك الفجوة النصنيعية بين الشركات اضافة لزيادة ترسانة اللقاحات خاصة في ظل موءشرات عودة خاطفة لانتشار كوفيد ١٩ في اوروبا وامريكا والشرق الاوسط والاردن يقع ضمن هذه المجموعة
بالمقابل صاحب ذلك انخفاضا تدريجيا في اسعار اللقاحات التقليدية وتذبذبا قي زيادة انتشار الفيروس وفي الاسابيع الاخيرة كانت هناك مؤشرات على عودة الفيروس للانتشار ..مع توجه لتوسيع مساحات التطعيم لتشمل الفئات العمرية اوسع وضمن تهييج اعلامي وتوظيف رقمي خلق حالة من الهلع والإرباك وعدم الاستقرار النفسي والمجتمعي و صاحب ذلك في اوروبا مزيدا من التشدد في الاجراءات الوقائية والاحترازية الاخرى وصلت حد الاغلاق والحجز الجزئي اضافة تهافت في تطبيقات الانظمة الذكية وتحديثها والتوسع في استعمال الاجهزة والفحوصات المخبرية في كافة المجالات الحياة وتقييد حركة المواطنين في الحياة العامة واحيانا الاغلاق والعزل الجزئي كما حدث في روسيا .
بالمقابل صاحب ذلك انخفاضا تدريجيا في اسعار اللقاحات التقليدية وتباين للوضع الوبائي عالميا وموءشرات لضغوطات قد تواجه بعض مكونات النظام الصحي لدى بعض الدول و كانت هناك مؤشرات على عودة الفيروس للانتشار وتم توسيع قاعدة التطعيم حيث شملت الفئات العمرية فوق السن الثانية عشرة والتوجه مؤخرا لتشمل الاطفال و طلبة المدارس دون سن الثمانية اعوام حيث بلغ عدد الاطفال المطعمين 20 مليون طفل فقط وبات واضحا ان هذه الفئة اصبحت تشكل هدفا تسويقيا واسترتيجيا للمرحلة القادمة .
و رافق ذلك توجها الى العودة لاجراءات التشدد والتضييق لحركة المواطنين في مناحي الحياة العامة وفي الاجراءات الوقائية ورافق ذلك التوسع في تطبيقات وتقنيات جديدة لتشكل نافذة استثمارية اخرى لتلقي المزيد من الاعباء على المواطن المنهك والدولة معا .
ومؤخرا قامت بعض الشركات بالتوجه نحو نوع جديد من اللقاحات والذي يعتمد على تقنية الوحدات البروتينات المؤتلفة واستطاعت شركة نوفاكس الامريكية ان تتصدر هذا النوع من اللقاحات وبمئات الملايين من الجرعات والقدرات التصنيعية كما اعلنت امريكا و بريطانيا وعدة دول اوروبية الشراء المسبق لتلك الكميات اثناء التصنيع تبعتها محاولات جادة ومتقدمة من شركات اخرى مثل استرا زينيكا وموديرنا و ساينوفارم الصينية وتوجهت في تحالف تصنيعي وبحثي نحو الهند و البرازيل والارجنتين وتركيا وغيرها في ظل غياب وصمت شركات الادوية في العالم العربي باستثناء الصناعة التعاقدية بين دوله الامارات العربية وساينوفارم الصينية .
وفي ظل كل تلك المعطيات وتعبئة الراي العام بمختلف الوسائل .وبات واضحا دخول العالم امام فصل جديد وصفحة حديثة من السباق سواء في انتاج اللقاحات او تخزينها واصبحت هناك اجيالا من اللقاحات لتتجه الشركات والحكومات خاصة في الدول التي لا تمتلك التقنيات الصناعية للانتاج او التي اعتذرت عن التصنيع باتفاق مسبق وتحت ضغوطات الراي العام لاقتناء الجيل الاحدث وبتمويل موجها من البنك الدولي واصبح واقعا قيام تحالف جديدا يجب القبول به خاصة وان هناك سباقا للقاحات وترسانة اللقاحات وبتكلفة مالية تقارب ترسانة الاسلحة كون استعمال اللقاحات مكررا ومستداما وسوف يصاحب ذلك ارتفاعا في اسعار كافة السلع والخدمات وزيادة في الفجوة الغذائية وتوسعا مفرطا في بعض الاجراءات والتطبيقات بحيث تجاوزت العتبات الحرجة والامنة للاستقرار المجتمعي…وهنا تكمن اهمية الوعي والادراك من قبل الجميع والاستعداد لما هو قادم والاستفادة من التجارب والاخفاقات المرحلة السابقه لتشمل تعزيز مخزون استراتيجي وسلة لقاحات وبرامج اوسع في التطعيم والتطبيقات الذكية حتى نتمكن من المرور من المرحلة المقبلة التعايش مع تداعياتها بمزيدا من الامان