الأنباط -
لفت انتباهي قبل أيام، تأكيد رئيس الجامعة الألمانية الأردنية الأستاذ الدكتور علاء الدين الحلحولي المكرّم، أهمية زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المُعظم إلى المانيا، التي دورها بارز جدًا في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات الثقافية والاقتصادية والأمنية.
استذكر أنا علاقاتي القديمة والطويلة مع المانيا، ومع سفارتها في الأردن، ومع القسم العربي للاذاعة الألمانية "دويتشه فيلله"، وكانت طيبة للغاية، فقد شاركتُ أنا وقتها في تأسيس جمعية الصداقة الأردنية الألمانية، وكنت عضوًا ناشطًا في هيئتها الإدارية. ولهذا، ولغيره الكثير من الأسباب والمنطلقات، أرى بأن لقاء جلالة الملك المستشارة الألمانية الدكتورة والصديقة للأردن انغيلا ميركل، ومنحها وسام النهضة لجهودها في تعزيز علاقات الصداقة بين الأردن والمانيا، هو تأكيد ملكي وبالتالي أردني شعبي واجتماعي وتاريخي، على عُمق العلاقات ومتانتها بين العاصمتين، وبالأخص وفي المكان الأول زعيمنا المعظم جلالة الملك، الذي يَعرض في ذلك لتقدير هو الأرفع مستوى للمستشارة الألمانية، فالدور الشخصي – السياسي للمستشارة ميركل إتجاه المملكة الأردنية الهاشمية كان وما زال مهما للغاية منذ سنوات طويلة جدًا.
الجامعة الألمانية الأردنية هي واحدة من الجامعات الأكثر شهرة في الأردن، وشخصيًا أنا تابعت عن قُرب تأسيسها، وهي من الشواهد الحيّة والمُضيئة على عُمق علاقات التعاون بين دولتينا الصديقتين، فقد تخرّج من هذه الجامعة خلال سنوات طويلة ألوف الأردنيين والأردنيات، وتلعب الجامعة دوراً واضحاً ويوميًا في تعميق العلاقات بين الشعبين من خلال شريحة الشبيبة، وتعريفنا على العلوم الألمانية وحياة الشعب الألماني، وقوانين الدولة الألمانية، وكل ما يمتُ بصلة لألمانيا، ونظامها الدراسي الذي يقوم على قضاء سنة دراسية واحدة في المانيا، ليكتسب الطالب خبرات كبيرة في مختلف المجالات، وفي معايشته المواطنين الألمان والعادات والتقاليد الألمانية.
وليس ختامًا، نتطلع إلى مزيد من علاقات الصداقة في شتى المجالات بين بلدينا الأردن والمانيا، وتكثيف برامج التبادل الثقافي والعلمي وسياحة التعارف الشبابية والحضارية، وبناء شَرَكَات مع الجامعات والمعاهد في بلدينا المُحبَّان لبعضهما البعض، ولتقوية جذور العلاقات القديمة بين الجانبين بالجديد المتجدِّد دومًا.