الأنباط -
نشرت وسائل الإعلام الأردنية والأذربيجانية مؤخرًا أخبار أحتِفالات واحتِفاءات جمهورية أذربيجان الشقيقة وسفارة جمهورية أذربيجان لدى المَملكة الأردنية الهاشمية، بمناسبة ذكرى مرور سنة واحدة على حرب التحرير الوطنية العُظمى التي خاض غِمارها الجيش الأذربيجاني، واستطاع من خلال استعداده القتالي المُتكامل وتمكّنه العسكري وتقنياته المتطورة، التي تابَعتْهَا يوميًا وبدقة الأجهزة المَعنيّة للدول الكُبرى، من تحرير الأراضي المُغتصَبة التي سَبَقَ أن احتلتها أرمينيا لمدة تصل إلى ثلاثين عاماً تقريبًا، وقد جرت الاحتفالات وأقيمت المهرجانات بهذه المناسبة في عشرات بلدان العَالَم، ضمنها العربية، وفي فعَاليات هيئات وجمعيات الصداقة والتضامن والأُخوّة مع أذربيجان.
تميّزت كلمة سعادة السفير الأذربيجاني الجديد لدى الأُردن، السيد إيلدار سليموف، بشموليتها لهذا الحدث الأبرز أذربيجانيًا المُحتَفى به أُمميًا ومَعنَاه وأبعاده الواقعيَّة والأُمميَّة، وتحدّثَ عن الاحتفالات الكبيرة التي ما زالت تُقام في العاصمة باكو بهذه المناسبة القومية، برعاية الرئيس إلهام علييف، ونوَّه السفير إلى أن أرمينيا شرعت بتدمير المُدن التي كانت مُحتلة، وغيّرَت الكثير من المَعَالِم التراثيَّة، واعتدت على الكنائس والمساجد والتراث الأذربيجاني العريق، وعملت على تخريبها كلها أثناء الاحتلال الطويل الذي جَثَمَ بوحشية مروِعَة على الأراضي الأذربيجانية المُعذَّبة، وشكر السفير إيلدار سليموف الأُردن حكومةً وقيادةً وشعباً.
كلمة سعادة السفير سليموف كانت مُكتملة المضامين لحدثٍ هو الأهم أذربيجانيًا وقانونيًا، وفي مكانته الجيوسياسية والدولية، وكذلك بمَا يتصل بتصميم القيادة الأذرية وعلى رأسها قائد الدولة والقوى المسلحة الرئيس إلهام علييف، على تحرير كل شِبرٍ ونقطةٍ ومربعٍ من أراضي الدولة الأذرية العضو النشيط في منظمة الأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وتنظيم حركة عدم الانحياز، والهيئات الأُممية الأخرى. في خواتيم النصر الأَذري تم استعادة سيادة جمهورية أذربيجان التاريخية على كامل التراب الأذري، وذلك إتِّساقًا تامًّا مع القانونين الدولي والإنساني، وأشواق الأحرار في كل مكان، وهم الذين يَصطفّون دومًا في صَفِ العدالة والحرية والمساواة. في الحفل بهذه المناسبة، تحدث كذلك النائب الدكتور عبد الرحيم المعايعة، رئيس "لجنة الصداقة البرلمانية الأُردنية الأذربيجانية في مجلس النواب"، ونقل في كلمته باسمه شخصياً وباسم مجلس النواب تبريكاته لشعب أذربيجان بمناسبة النصر والتحرير.
بَرَزَ الجيش الأذربيجاني في مَعركة التحرير الفاصلة واحدًا من أهم وأقوى الجيوش احترافيًا، وتميّز بعزيمته وتصميمه الفولاذي لاستعادة الأرض وحماية العَرض والانتقام المُقدّس المَسنود بالقوانين الدولية والأديان من الإرهابيين الدوليين، الذين قتلوا وشرّدوا وجرحوا ويتَّموا وسلخوا جلود ملايين الأذريين مِمَّن هربوا من جحيم حروب المحتلين الذين استولوا على أراضيهم وأطيانهم واستوطنوها عنوةً، وفي خواتيم النصر وبعد معارك يومية ضارية استمرت نحو أربعة أسابيع بلياليها؛ أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاشر من نوفمبر2020م، توصّل أذربيجان وأرمينيا بوساطته إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يَنصُ على استعادة أذربيجان السيطرة على أراضيها المحتلة، وهي آغدام، وكالبجار، ولاتشين، قبل نهاية العام المَطوي. نُبارك لأذربيجان بالنصر المؤزر واستعادة كرامتها والانتصار لشعبها الذي تتماهي مطالبه الوطنية وتنسجم مع مطالب وتطلعات مناضلي حركة التحرر الوطني العَالمية، ومرامي الإنسانية لغدٍ سلمي أفضل، يَسوده السلام والأمان في عائلة بشرية واحدة، متساوية في الحقوق، وتحترم خصوصيات وسيادة بعضها بعضًا.
*كاتبة وإعلامية روسية / أُردنية.