الأنباط -
رانيا حدادين
في مثل هذا اليوم كان يوم الحقيقة التي ارتكزت عليها لابدأ من جديد ، …
تغيرت تفاصيل حياتي اليومية والكثير من العادات وتغير حجر الشطرنج ، هناك من أصبح الاقرب الى قلبي وهناك من غادر الشاشة نهائياً،،،
جمعت قوتي وبدأت من جديد ، لا أنكر المشوار كان متعب والقوة كانت عظيمة ولاحظها معظم المتابعين لحياتي اليومية الكثير من الالم والكثير من الطاقة الايجابية ، رغبة قوية بأستمرار الحياة وإكمال مشوار الابناء ودعمهم ، تخللها بعض التعب واحياناً الدموع والقلق ما القادم وما هو الجديد بحياتي ،،،؟؟
دخلت غرفة العمليات والمستقبل أمامي نور من الرب مليىء بالامل لا خوف بداخلي ولا قلق مجرد الإيمان أن القادم أجمل وسأعود من جديد هذا ما حملته بعقلي الباطني ،، بدء الكادر بتحضيري لعملية كانت الاقسى بحياتي احدهم يمسك يدي ليضع ابرة المخدر وأخر يعقم ، تجهيزات كبيرة خلتها كابوس للحظة رغم صلابةِ وقوةِ بدأت افكر بخطورة الأمر من حجم الكادر الطبي المحيط ، بعدها ظهر الطبيب " د. عصام لطايفه" مسك يدي وقال لا داعي للقلق وكأنه يعلم شعوري واني بدأت بلحظات الضعف ، انا موجود بجانبك وبدأ يشرح لي تفاصيل العملية هنا بدأت الطمأنينة والهدوء النفسي ، توقفت دمعتي مع انها كانت قريبة جداً لدفىء وقوة كلماته عن الطبيب الانسان اتحدث ، شعرت بثقته وصلابة انامله وكأنه يقول اطمأني معي ستكوني بأمان وتعودي لابناءك كما كنت ، لا انكر أصبحت اقوى وقلت دكتور ثقتي بك عمياء اختر لي الأفضل ولا تأبه بالتفاصيل ، رغم مهارته ورغم وجعي وضعفي كأي إنسان يرى دمعة اطفاله وقلقهم المخفي ، ومع جائحة كورونا التي تشكل خطر حقيقي سلمت امري لله اولاً وله وقلت على بركة الله ، بعدها استيقظت على كلماته " الحمدلله على السلامة انت بخير ووضعك ممتاز " لم ادرك ان العملية استغرقت سبع ساعات وان الاطباء يعانون ولا نعلم لم أدرك معنى طبيب ينقذ مريض ويكون له العون النفسي بأبتسامة رغم الارهاق .
ذكريات أصبحت ،كانت مؤلمة وأكتبها بأبتسامة دامعه دافئة ، مليئة بالقوة ، فوضى حواس وحب وأحترام للكادر الطبي بداخلي ، سعادة وقوة من جديد وها انا امامكم من جديد قوية صلبة زادني الآلم املاً لانثره بقلوب كل من أحبني .
في هذا اليوم ذكرى جميلة رغم قساوتها ،،، سيدتي الجميلة رسالتي هي تحلي بالامل والثقة بالله ، اعطي من حولك المحبة وقاومي المرض فأنتِ شمعة البيت التي تنير من حولها وانت الدفىء والسعادة اصبري وثابري بمرضك من اجل عائلتك فكل العلاج
معنويات ومحبة .
#مستشفى الحسين للسرطان