الأنباط -
يلينا نيدوغينا
يُعد التَعليم العَالي الجامِعي وَاحدًا من أشكال التعاون الأهم والاستثمار المُتسدام والآمن والمَأمون بين الدول والشعوب، إذ يُعتبر رفع أعداد الطلبة الجامعيين الدارسين في جامعات الدول الصديقة والحليفة كالصين، رافعة قوية من شأنها تعميق التفاهم السياسي بين الدول، وتقريب الأُمم من بعضها بعضًا، وتفاهمها وتصاهُرها أيضًا.
في رؤيتي للتعاون الجامعي والتبادل الطلابي بين الأردن والصين، ضرورة رفع أعداد الطلبة الدارسين في جامعات البلدين ليصل إلى عدة آلاف، وليس كما هو الأن مئات قد لا تتجاوز الخَمسَمَائة أو السِّتمَائة طالب في كل بلد، وفقًا لِمَا نُشر في وسائل الإعلام الأردنية والصينية، وما تحدّثت عنه شخصيات في الأُردن مؤخرًا، بمناسبة الاحتفالات بالعيد الـ72 على تأسيس جمهورية الصين الشعبية.
وفي سياقات هذا الفضاء العِلمي والتَّعليمي الرَحب الذي يجب توظيفه في عملية مُنظَّمة وجادة لصالح المُصَاهَرة بين شعبينا الأردني والصيني، طالعتُ باهتمام كبير دعوة سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المَملكة الأُردنية الهاشميّة، سعادة السيد تشين تشواندونغ، لطَلبةِ الدكتوراة الأُردنيين إلى المساهمة في رفد التبادل والتعاون الثنائي بين الصين والأُردن، وشَدَّدَ خلال لقاء نظمّته السفارة الصينية في عمّان عبر تقنية الفيديو مع هؤلاء الطلبة المُنتظِمِين في العام الدراسي2021 على نفقة صندوق المَعونة الصيني، إلى تعميق أهمية الدور الذي يمكن أن يَلعبهُ الطلاب الَّذِين يتعلَّمون في الصين، في عملية تأصيل وتوثيق العلاقات بين الشعوب، وللمساهمة الجادَّة في تنمية الأُردن، وللعمل كجسرٍ لتدعيم التبادل والتعاون الثنائي، كمَا كَشَفَ عن مشاركة 2800 أردني في برامج تدريب المساعدات الصينية حتى نهاية عام 2019 ، بينهم خمسون طالبًا من درجة الدكتوراة والماجستير.
وفي الأخبار التي سبق ونشرتها السفارة الصينية قبل سنتين، طالعنا أنباءً عن وجود عددٍ من المَعَاهِد التقنية والتطبيقية مثل معهد هواوي، حيث تم افتتاح أكاديمية هواوي في جامعة البلقاء التطبيقية، وجرى تدريب (17) من أعضاء الهيئة التدريسية ليتمكنوا من نقل التكنولوجيا والمعرفة وتدريب الطلبة على المهارات بأحدث وسائل التطور التكنولوجي، كما دَرَّبت هذه الأكاديمية بضع مئات من الشباب، مِمَّا يُمَهِّدُ إلى تسهيل فُرَص حصول الطلبة على وظائف في أسواق الاستثمارات العَالمية، وأكدت السفارة أن "العمل يجري حالياً على مزيدٍ من الشّرَاكات والتعاون مع عددٍ من الجامعات الأُردنية في هذا المجال".
يَستمر تركيز المهتمين بالفضاء التعليمي على النتائج التي تُفضي إليها اللقاءات والمُناقشات في جُملةٍ من القضايا والمَلفات ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تعظيم مكانة التفاهمات بين البلدين، خاصةً في مجال التعليم العالي، وتبادل المِنح لدراسة اللغتين العربية والصينية، والتدريب المشترك، والتي تحقِّق المصالح الثنائية الجمعية لتَصب في مَصبِ عمّان وبكين، ترسيخًا وتوطيدًا للروح الأخوية بينهما، ولاستحضار روح طريق الحرير الصيني القديم الذي سَلَكَ دروب الأردن ومَسَالِكِه المُختلفة، ومبادرة الحزام والطريق التي يرعاها الرئيس الصيني الحكيم شي جين بينغ، والتي ستنطلق صوب الأردن أيضًا، إسنادًا لكل المُشتركات بين شعبينا، وليتم إشراع كل الآفاق المُمكِنة أمام التبادلات الأكثر إِّتساعًا وامتداداً مِمَّا مضى.
*كاتبة وإعلامية أردنية / روسية.