الأنباط -
بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة.
ويستمر النهج الهاشمي في العفو والتسامح، كل يوم يفاجأنا جلالة الملك بحجم الإنسانية التي يتحلى بها، ومقدار المحبة لشعبه، فالمحبة بين القائد والشعب مترسخة ومتجذرة في الأعماق، هذا هو ديدنهم لأن قلوبهم بيضاء نقية لا تعرف البغضاء، مليئة بالحب والكبرياء، ولا تعرف للظلم طريقا وهذا نهج وإرث تاريخي متواتر، المنهج الهاشمي لا يعرف للعنف وسيلة لكبت الحرپات، ولا للاقصاء اسلوبا للحوار، ولا للسجن هدفا للعقاب، ولا للنفي هدفا للإبعاد، واليوم يسجل الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه هدفا إنسانيا يحرج كل من سولت نفسه بالمعارضة، أو أطال اللسان بحق جلالته، فمنهج جلالة الملك يقوم على اللين المستند على قوله تعالى " فَبِمَا رَحْمَةٍۢ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لَٱنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ "، يأتي هذا العفو لمنح كل من سولت نفسه بالجنوح للخطأ ، بتصويب نفسه والرجوع الى المسار الصحيح، بالرجوع الى حضن الوطن، المعارضة لا تعني الفوضى وشتم هذا وذاك وإنما النقد البناء الموجه للأداء والسياسات، الملك هو رمز لهذا الوطن، ولا يجوز التعرض لشخصه السامي، فهو الأب الحاني علينا، والساعي دوما لتوفير الحياة الحرة والكريمة لنا، قد نختلف، وقد نتفق، فإذا اختلفنا، فيكون اختلافنا لأجل الوطن، وإذا اتفقنا فيكون اتفاقنا لمصلحة الأردن، هذه هي الشورى الديمقراطية التي ينتهجها نظام الحكم في الأردن، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.