وزير الصحة يترأس الوفد الأردني باجتماعات الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية في جنيف الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة ومخيم جنين للشهر الخامس على التوالي الرئيس الفلسطيني يدعو دول العالم لكسر الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عيد ميلاد سعيد كوثر الغنميين الاستهلاكية المدنية تعلن عن تخفيضات على أكثر من 350 سلعة ‎الدكتور الجروان الإماراتي يدعو من البرلمان الأوروبي إلى تعزيز التعليم لمكافحة العنف والتطرف السفير الأردني في فلسطين يزور المستشفى الميداني الأردني نابلس/6 تجارة الأردن ترحب بنتائج زيارة الوفد الحكومي إلى سوريا رئيس الوزراء يبدأ جولة ميدانية في وادي عربة الأستاذة كوثر الغنميين)) بمناسبة عيد ميلادها الميمون الدكتور محمد أبو عمارة يقدم رؤية أصحاب العمل في مساق "الاستعداد الوظيفي" في الجامعة الأردنية ارتفاع أسعار الذهب بالسوق المحلية بمقدار 90 قرشا رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان يبدأ جولة ميدانية في قضاء وادي عربة في محافظة العقبة اتفاقية لتعزيز مكانة البترا وسور الصين العظيم على خارطة السياحة العالمية شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي لعدة مناطق في غزة وفد تجاري يشارك بالملتقى الاقتصادي العربي الألماني تشوهات رحم الفطرة...! نادي خريجي الجامعات التركية يستضيف السفير التركي الجديد في عمان صعود أسعار الذهب إلى أعلى مستوياته في أسبوع 3023طنا من الخضار والفواكه ترد للسوق المركزي اليوم

أذربيجان والواقع الجديد بعد حرب التحرير

 أذربيجان والواقع الجديد بعد حرب التحرير
الأنباط -

                         
بقلم: المستشرق والباحث -  وكالة (Eurasia Diary)  هاشم محمدوف

     تَقع جمهورية أذربيجان في منطقة حساسة ومُعَقَّدة من الناحية الجيوسياسية، مِمَّا يُجبر المسئولين في باكو على إتِّباع سياسة دقيقة ومتوازنة وحذرة في مسار وتغير العلاقات الدولية. 
     ولهذا، نضع في اعتبارنا العُقدة الجغرافية المُتفرِّدة لأذربيجان. تَحد أذربيجان من الشمال روسيا الاتحادية، ومن الجنوب إيران وتركيا. الجغرافيا التي تجمع هذه الدول الثلاث في دور إقليمي بارز. ومن ناحية أخرى، تعمل موسكو في هذا الخضم على اقتناص زمام المبادرة. جيران أذربيجان الآخرون هم جورجيا وأرمينيا، وهنا تعمل العلاقات الاقتصادية على تقريب باكو وتبليسي من بعضهما، وبالتالي تزداد أهمية باكو الإستراتيجية في الفضاء المادي والسياسي والاقتصادي، وفي غيره من المجالات في هذه المنطقة المهمة من العام.  
     وعلى الرغم من تضارب المصالح، باستثناء أرمينيا "بسبب سياسة العدوان التي تنتهجها يرفان"، فقد أقامت جمهورية أذربيجان علاقات متكافئة مع جميع جيرانها والدول الأخرى من الناحية الفنية. على  سبيل المِثال، وصلت علاقات باكو مع أنقرة إلى مستوى إستراتيجي وأخوي عالي المستوى. ولهذا، نرى ونلمس الحرص الكبير من جانب الرئيس إلهام علييف في دروب السياسة الخارجية الأذربيجانية، ونلمس بجلاء ذلك النهج الدبلوماسي النبيل والبراجماتي الذي يُميِّز السياسة الأذربيجانية، والذي يُمكِّن كذلك من تأمين البلاد من مختلف أشكال التهديدات، ويكسر شوكتها.   
      من المعروف أن أذربيجان تواجه مشكلات مختلفة مع كلٍ من موسكو وطهران وتبليسي، لكن القضايا ذات الاهتمام المشترك لكل هذه الدول قد ألقت بغطاء سميك على كل هذه المشاكل التي تقهقرت إلى درجة ثانوية. كما أن تحركات الرئيس إلهام علييف لإقامة علاقات دافئة مع الغرب، كان من شأنه حدوث نتائج فعَّالة.  
     وبذلك، تنجح أّذربيجان في سياستها الخارجية بتحييد النفوذ الروسي، وتكتسب يوماً بعد يوم المزيد من الشُركاء الإستراتيجيين الجُدد. ولذلك فليس من قبيل المصادفة أن الوثيقة المعنونة "أولويات الشراكة"، تنتظر التوقيع عليها من جانب أذربيجان والاتحاد الأوروبي. 
     من الطبيعي أن تكون باكو مهتمة بإقامة علاقات مع جميع الدول، ولهذا نراها تتخذ خطوات مدروسة لتعزيزها. واليوم، تعتز أذربيجان بما لديها من سفارات فاعلة وناشطة تشمل مختلف أرجاء العَالَم وكل قاراته، وفي هذا الفضاء الأُممي، يتم أيضاً إبراز التعاون الاقتصادي الأذربيجاني مع الدول النامية.   
     وإلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي، تعمل أذربيجان على تعميق التعاون مع القوى العالمية الأخرى، مثل جمهورية الصين الشعبية، فبعد الانتصار الباهر لباكو على يريفان في الحرب الوطنية العظمى، نلاحظ إزدياداً ملحوظاً في اهتمام بكين بالمنطقة التي تقع فيها أذربيجان، ويعود السبب في ذلك إلى مَمَر زانجازور، الذي تَعتبره الصين المركز اللوجستي الجديد، والجِسر المَأمون الذي يربط ما بين قارتي آسيا وأوروبا.    
     من الطبيعي أن يغدو توسيع التعاون الأذربيجاني مع مختلف الدول والقوى، رافعة تُرسِّخ وتقوّي موقف باكو، وهو حصيلة إيجابية وافرة تتميز بها السياسة الخارجية المدروسة للرئيس إلهام علييف.    
     بعد الانتصار الكبير لأذربيجان في حرب قراباغ 2020، ظهر واقع جديد في المنطقة، يُفضي بالضرورة إلى مضاعفة منسوب التعاون بين الدول التي تقع فيها أذربيجان، حيث ستواصل أذربيجان اتخاذ خطوات مدروسة لتعميق التعاون مع الجميع، باعتباره مطلب يُفضي إليه الواقع الجيوسياسي الجديد.   

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير