الأنباط -
يلينا نيدوغينا
للمّرة الألف، تنتصر الصين لفلسطين وقضيتها العادلة.
في "منظمة الأمم المتحدة"، وفي بكين أيضًا، تتلاحق التصريحات الصينية الرسمية لتصب في صالح فلسطين والقضية الفلسطينية. خَطَبَ قنغ شوانغ، نائب مندوب الصين الدائم لدى "الأمم المتحدة" مؤكدًا أنه آن الأوان منذ زمن بعيد لإيجاد تسوية دائمة للقضية الفلسطينية والتي تَكمن في حل الدولتين، وأعرب عن حقيقة أن عملية السلام في "الشرق الأوسط" قد انحرفت عن المَسار الصحيح، وأن قرارات "الأمم المتحدة" ذات الصِّلة لم تُنفَّذ بشكل فَعَّال، وأن حق فلسطين في إقامة دولة ِانتُهِك مرارًا وتِكرارًا، وخلَص المَبعوث الصيني الذي وجّه خطابه لجميع أعضاء مجلس الأمن بكل صراحة ومباشرة وقوة مُستَمَدة من قوة الصين المعنوية والسياسية والاقتصادية والعسكرية، إلى تأكيد النهج الصيني الذي سَبَقَ وأعرب عنه عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي طرح خلال جولة له في "الشرق الأوسط" ثلاث أفكار حول تنفيذ حل الدولتين، بهدف كَسر الجُمود الحالي، وترجمة الإجماع حول حل الدولتين إلى عملٍ ملموس.
إلى جانب ذلك، تُشير وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية الصينية، إلى أن بكين تدعو إلى تعزيز صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية، ودعم الوحدة والمصالحة الفلسطينية الداخلية، والتشجيع على استئناف محادثات السلام الفلسطينية "الإسرائيلية"، على أساس حَل الدولتي، وتدعو الحكومة الصينية المفاوضين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" إلى بكين لإجراء محادثات مباشرة، ولعقد مؤتمر دولي للسلام بقيادة "الأمم المتحدة"، يَجْمَع جميع أصحاب المصلحة في عملية السلام".
الصين لا تنفك تؤكّد على أنها "الصديق المُخلص للشعب الفلسطيني، ودعمها لقضية فلسطين"، إذ أن هذه الدولة الحليفة كانت هي بالذات الأجنبية الأولى التي قدّمت السلاح المجاني تمامًا لحركة المقاومة الفلسطينية، وسبقت بذلك الاتحاد السوفييتي.
تصريحات السيد قنغ شوانغ تؤكد على أن الصين "ستُواصل العمل مع المجتمع الدولي للحفاظ على السلام والعدالة، ومُسَانَدة الإنصاف والضمير، وممارسة التعدّدية الثقافية الحقيقية، وتعزيز إيجاد تسوية شاملة ومعقولة وعادلة للقضية الفلسطينية، فضلًا عن تحقيق السلام الدائم في فلسطين والمنطقة في وقتٍ مُبَكِّر، وطالب "إسرائيل" أن تلتزم بجدّية بقرارات "الأمم المتحدة" ذات الصِّلة، ووقف الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية، والتوقّف عن هدم المنازل الفلسطينية وطرد الفلسطينيين منها".
وعلى جبهة الصراع لقصَم ظهر وباء كورونا، تكشف الصين عن كفاحها المشترك مع فلسطين "للتقليل من التأثير السلبي لكورونا على الأراضي المحتلة، ولوقف تفاقم الأزمة الإنسانية "في الأرض الفلسطينية المحتلة". ولهذا، ناشدت بكين على لسان مندوبها في المنظمة الأممية، المجتمع الدولي ضرورة التحرك عاجلاً لتزويد فلسطين بالمساعدات الإنسانية ومساهمات الاستجابة لكوفيد/19، ومواصلة دعم عمل "وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)"، وترحّب الصين بتعاون دولة قطر مع "الأمم المتحدة" لتقديم مساعدات الإغاثة لسكان غزة، وتحث الصين "إسرائيل" على فتح نقاط الدخول ذات الصِلة، ورفع الحصار والإغلاق عن غزة "في أسرع وقت مُمْكِن"، وتوفير إمكانية وصول المساعدات الإنسانية ومواد إعادة الإعمار بدلًا من وضع العقبات، إذ "تتابع الصين عن كثب الوضع الإنساني في فلسطين، وقدّمت دعمًا ملموسًا لمكافحة الشعب الفلسطيني للجائحة، ففي آذار من هذا العام، تبرّعت الحكومة الصينية بِـ100 ألف جُرعة من لقاحات كوفيد/19 لفلسطين، وستتبرع بمليون جرعة أخرى قريبًا، وبالإضافة إلى ذلك، ستشترك الصين مع مِصر لتزويد الفلسطينيين في غزة بـ500 ألف جرعة من لقاحات كوفيد/19 المُنتَجَة في مُنشأت للتصنيع المُشترك للقاح ومقرها مِصر، وستقدم بكين أيضًا للأونروا 200 ألف جرعة من لقاحات كوفيد".
شكرًا جزيلًا لفخامة الرئيس شي جين بينغ، المُحِب للسلام والحق والعدالة في فلسطين وعلى كل الكرة الأرضية، ولاجتراحه المواقف المبدئية لصالح أرض كنعان الجريحة، فمن شأن ذلك تعزيز وتجذير أعمق لعلاقات الصداقة والتحالف الصيني – الفلسطيني – العربي، الآن وفي كُلِ آن وأوان.
*كاتبة وإعلامية أردنيّة / روسيّة حائزة على أوسِمة وشهادات ودولية.
...؛؛؛