الأنباط -
يلينا نيدوغينا
لم أتوقف يومًا على مَدَارِ عشراتِ السنينِ المطويَّةِ، عن الاهتمام بوقائع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية الصَديقة والحَليفة، ومتابعة يومياتها، واستمرار زياراتي إليها بدعوات رسمية سنة بعد أخرى، فعَائلتي مُقرَّبةٌ من الدولة الكورية منذ عشرات السنين، وسَبَقَ ودافعت بالسلاح عن تُراب كوريا الطهور.. لقد أسَّسَ قادة كوريا العِظام وطوّروا وطنهم الجميل، ابتداءً من المُحرِّر والمُؤسس النَّابه كيم إيل سونغ ، ومرورًا بالقائد الأُممي الحَكيم والشهير كيم جونغ إيل، والرائد القوي والقدوة وصاحب العَمَل والعِلم والبَصيرة، ونصير الاختراعات، والاكتشافات، وغزو الفضاء، والتخليق المتواصل لأجيال جديدة من الأسلحة الجبارة، الكبير كيم جونغ وون، ليَنَال الشعب الكوري دولةً جبارة بكل معاني الكلام ونصوص الكلمات، والفِعِل والتفعيلات، والوقائع، ولتمتد أطاييب هذه الدولة منذ تأسيسها دفاعًا عن مِصر وسورية وفلسطين، صَدًّا للعدوان الصهيوني الغاشم، وتحرير الأرض العربية والإنسان العربي، وفي حماية الطائرات الحربية والطيارين العسكريين الكوريين الأرض السورية والعاصمة دمشق التاريخ والعَراقَة، والذود الكوري الحربي عن سَدِّ أسوان العظيم خصوصًا، في حرب 1973، وإسقاطهم عشرات الطائرات الصهيونية وتدميرها، وغيرها الكثير من مأثر المُقَاتلين الكوريين على أرض العرب، مرورًا بغيرها من البطولات الكورية غير العسكرية أيضًا، لشد أزرِ "العَرب العَرب"، وقضاياهم العادلة، وفي مقدمتها قضية فلسطين السليبة، في مساواة كورية تامة لهذه القضية العالمية المحورية مع عدالة القضية الكورية، أرضًا، وإنسانًا، وأمنًا، وسلامًا تاريخيًا.
في التاسع من أيلول الحالي، تحتفل كوريا قيادةً وشعبًا بالذكرى الـ73 لتأسيس الدولة، التي أكّدت وتؤكد حتى اللحظة، على أن الإنسان على مِثال المواطن الكوري، يتَجيّش بالقدرة التي لا يخبو أوارها في روحه ليَجتَرِح بلا توقف لصالح بلاده ما يُسمّيه الآخرون عَجائب ومُعجزات. كذلك توظِّف الدولة الكورية قُدُرَاتِها الخلاّقة في مكانها الصحيح لخدمة كل شعبها.. بالمجانِ، دون فلس واحد، وبلا أيِّ مقابل مادي أو معنوي.
أسس الزعيم الكوري والأُممي، كيم إيل سونغ، في 9 سبتمبر 1948، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، تماشيًا مع الإرادة الجماعية للشعب الكوري، ليغدو هذا الحدث مفصلًا تاريخيًا، يُبشّر بتحريرٍ ناجزٍ للوطن الكوري من الاستعمار، الذي جَثَمَ طويلًا على صدور الكوريين، وعَمل على هدف مَحو لغتهم القومية، واستئصال وجودهم الفيزيائي حتى، لكن كوريا الأصلية والأصيلة وُلِدَت مُجَدَدًّا واستعادة مَجْدَها، ليتواصل تاريخ الأُمة والدولة الذي يفوق 5000 سنة من عمرها المُمتَلئ بالإنجازات الكبيرة، والاختراعات، والاكتشافات والتَمَيُّز.
وتوَاصُلاً مع مَسيرة تفوّقها، اختارت الأمة الكورية برمّتها الطريق الزوتشي والمجتمع الاشتراكي العِلمي، الذي شَرَعَ الزعيم الفذ، الراقد، الرفيق كيم إيل سونغ، بتثبيت قواعده، وإعلاء مداميكه، تَلاَهُ الزعيم كيم جونغ إيل، الذي تشرفتُ بتلقي هداياه وغمرني بأوسمة منه، لتغدو الاشتراكيّة الكورية شعبية وجماهيرية القَسَمَات، ولتَتَّسِم بالتمركزِ حَول الجماهير، حيث يكون الناس هم أنفسهم، وليس غيرهم، أسياد كل شيء، وليُوظِّفُ كل شيء في خدمة الشعب. ولهذا بالذات، نُدرك ونَفهم لِماذا يَتّسِم الشعب الكوري بالإرادة الفولاذية للدفاع عن وطنه وقائِدهِ ومنجزاته الكثيرة التي وصلت إلى الفضاء الخارجي. ولهذا، يُقدِّر الشعب الكوري زعيمه أعمق تقدير، ويتحلق مِن حوله مُحبًا ومُدافعًا عنه، ويَذود عن النظام الاشتراكي وفكرة التمركز حَولهُ ودَعمهُ بالإجماع.
واليوم، وتحت قيادة الرفيق كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العَمل الكوري ورئيس شؤون الدولة في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، تتألق الجمهورية الزوتشية، باعتبارها البلد الحقيقي الوحيد للشعب، ذلك أن كيم جونغ وون قد رفع عاليًا الشِعار العَادل "السياسة للشعب أولاً"، باعتبارها النَمط الرئيسي للمَنهج الاشتراكي الذي لا حِياد عنه، فهو الزعيم النابض والعقل الواعي بمحبة شعبه، والذي يعمل دون كَلل ولا مَلل لتتبوأ الدولة الكورية والمجتمع الكوري مراتب المَجد الأمثل، إذ انتقلت كوريا إلى مرحلة متقدمة جدًا، وعَمَّت العدالة المادية والمعنوية، الفردية والاجتماعية، الثقافية والتعليمية، الاقتصادية والمالية الشعب كله، وصار كل مواطن كوري يُفَاخِرُ بما يتمتع به من الوَفر الأشمل، والتسهيلات الأوسع، بما يَليق بالإنسان ومتطلباته وتوفير الضرورات التي يَحتاجُها، فالدولة تغدق على مواطنها المِنَح المجانية، شاملة الشعب بأجمعه، ولكل فردٍ وكل عائلةٍ، ولمجموع أفراد الأُمة بالتساوي والمساواة الاشتراكية. وهنا أيضًا، تَظهر بجلاءٍ الطبيعة الإنسانية للاشتراكيِّة الكورية، التي يَحميها الأب والأخ والزعيم كيم جونغ وون، الذي جَعَلَ شعبه أكثر سَعادةً وبهجةً، بعيدًا عن جَشَعِ وقُبحِ النظام النّفعِي للرأسماليَّة المُتوحشة، وللنأي بهذا الشعب عن الرأسمالييِّن - مَصَاصِي دماء الشعوب والأُمَم، ومُقيمي الحروب ومُخلِّقِي الأوبئة، ومُزدَري الإنسان وإنسانيته.
عاشت كوريا أبدًا مُزْهِرَة ومُزدَهِرة ومِثالًا يُحتذَى.
*إعلاميَّة وكاتِبة حَائِزة على أرفع الأوسمة والتَّقديرَات الكُوريّة.