الأنباط -
جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ، ملكٌ قلَّ نظيره ، وغاضَ خصومه ، بفكره النيّر ، وصبره وجلده على الأمور العصيبة ؛ لا يكلُّ ولا يَمِل ، يجوب الأصقاع والأقطار ، ويواصله ليله بالنهار ، تارةً لجلب الإستثمار ، وتارة لتأمين الحياة الكريمة لأصحاب الدار ؛ والدار هنا الشعب الذي يرى في جلالته الأب الحاني ، والأخ الداني ، لا يغفو له جفن وهناك من يئن .
قد رأيناه يمدّ يد العون للمحتاجين والمعوزين كلما طرقت مسامعه نداءاتهم واستغاثاتهم ، يهبُّ كما الأسدُ مُلبيّاً النداء .
لله درّك سيدي ما أجملك ، وما أرحمك !
وما أصبرك على تحمّل أعباء السفر والسهر ، فمن واشنطن إلى موسكو ، وألمانيا والعراق ، تواصل سيرك دون أن تلتفت هنيهة إلى الوراء ؛ فالنكوص لا وجود له في قاموسك يا مولاي ، والمهادنة مرفوضة في أعرافك ، لك نظرة ثاقبة ، وعينٌ رامقة ، ويدٌ للقوس رامية ؛ إذا ما حامت حمى الوطن روحٌ خاطئة ، وتحمل بين ضلوعك نفس راضية ، ومسحةٌ حانية ، وروح حائمة ، وضلوع حاميه ، تذود بها عن الضعيف قبل القوي من أبناءك في مملكتك الخالدة .
أيُّ ملكٍ أنتَ يا سيدي ، أنت ملاك ، شيدت بالخير أردننا مدماك مدماك ، سلمت يُمناك ؛ ولأننا أحببناك مع إشراقة كل يوم نجددُ البيعة والروح تفداك .