البث المباشر
حسين الجغبير يكتب : الضم من جديد.. ماذا نحن فاعلون؟ أين نحن من "محادثات الكواليس" بين تركيا وإسرائيل حول سوريا؟ حل مجلس النواب ليس حلاً الإنسان المعرّض للفناء قرارات مجلس الوزراء مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي النابلسي والجوارنة والزغول والطراونة لماذا لا تصبح الانتخابات في الأردن إلكترونية؟ بعد حادثة "العبّارة".. مصدر للأنباط: أمانة عمّان تزور الفتاة المتضررة وتقدم الاعتذار لها اللقاء الإقليمي في عمّان لتعزّيز تنفيذ لقاء دورة المنح السابعة لدعم خطة التنفيذ و الانتقال والاستدامة عُطلة رسميَّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديَّة الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية الملك يلتقي نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية الدكتورة رنا عبيدات… عقلٌ علمي يقود البوصلة ويعيد تعريف قوة الدولة من بوابة الدواء والغذاء "الأرصاد الجوية": ارتفاع الأداء المطري إلى 63% من المعدل الموسمي العام مديرية الأمن العام تطلق حملة "السلامة المرورية شراكة ومسؤولية" شركة Joeagle وجمعية البنوك تنظمان ورشة عمل حول تقنيات المصادقة الخالية من كلمات المرور من يغادر البرلمان… ومن يبقى؟ اورنج الاردن تهنيء محمد أبو الغنم بمناسبة حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال التنفيذية EMBA رئيس الوزراء يتفقد أربعة مواقع في جرش وإربد

عن سعود الذي رحل

عن سعود الذي رحل
الأنباط -
بلال حسن التل
لأسباب كثيرة إحداها شديد الخصوصية, شعرت بحزن شديد يوم السبت الماضي وأنا أقرأ نعي المخرج المبدع سعود الفياض الخليفات, ليس فقط لأني عرفت الراحل منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي, عندما أقتحم علينا ذات مساء مكاتب جريدة اللواء محتجاً على مقالة نقدية تناولت مسلسله الذي كان يعرضه التلفزيون الأردني في تلك الأيام, يوم كان المبدع يرى ذاته في عمله فيدافع عنه دفاعه عن نفسه, ويوم كان الناس يقرؤن ويتحاورون حول ما يقرؤنه للوصول إلى الحق, فبعد جلسة حوارية طويلة في تلك الأمسية خرج سعود رحمه الله هادىء النفس, وصار صديقاً لنا على صعيد الصحيفة وعلى الصعيد الشخصي, وهذا سبب من أسباب حزني لرحيله, أما السبب الآخر فيتمثل في فداحة الخسارة التي يجب أن نشعر بها في الأردن كلما رحل مبدع من مبدعينا الكبار أمثال الراحل سعود, خاصة في هذا الزمن الذي صرنا فيه فقراء بالإبداع والمبدعين, بعد أن طفت على السطح الأوزان الخفيفة, عندما تم تجاهل وإقصاء بعض مبدعينا الكبار, بينما أختار بعضهم الآخر العزلة حفاظاً على تاريخهم كما فعل سعود, وهو يقضي آخر أيامه معتكفاً بـ "المغاريب" حيث الأرض التي أحب.
وعند الأرض لابد من وقفة طويلة, نقول فيها أن سعود الفياض تعلق بالأرض كثيراً, ورفض تحويها إلى سلعة تباع وتشترى, ويتنافس السماسرة في "المزاودة" عليها, وقد رصد بمهارة فائقة من خلال كمرته جملة التحولات التي جرت على العلاقة بين الإنسان والأرض في بلدنا, ومن خلال رصده لهذه التحولات كان سعود الفياض يرصد جملة التحولات في العلاقات الاجتماعية معلناً إنحيازه إلى الأرض كقيمة ومعنى ورمزاً, ومن خلال ذلك إنحيازه إلى قيمنا الاجتماعية الأصلية, وقد مارس هذا الإنحياز عندما أمضى سنواته الأخيرة في عزلته الطوعية في أرضه بـ "مغاريب" السلط, مجسداً سيرة الأردني الأصيل, الذي لا يفرط بأرضه لأنها جزءاً لا يتجزء من هويته الوطنية, بكل مكوناتها من تراث وتاريخ وقيم ثقافية واجتماعية, ظل سعود وفياً لها لم تزغ بصره عنها بهارج بريطانيا وأضواء أمريكا, حيث تعلم فنون الإخراج وتلك صفة الإنسان الأصيل المتمسك بقيم مجتمعه وأصالة هويته, لذلك رسم سعود بكمرته تفاصيلنا الأصيلة مبرزاً الخصوصية الأردنية في أجمل تجلياتها.
رحل سعود الفياض الخليفات ليذكرنا رحيله بجيل من الرواد الذين تحدوا قلة الإمكانيات, فاستطاعوا أن يحملوا على أكتافهم الدراما الأردنية للمنافسة على الساحة العربية كلها, في زمن كان للدولة الأردنية رؤيتها التي امتلكت أدواتها, وكانت الدراما أهم هذه الأدوات الناقلة الخطاب الثقافي الأردني, بواسطة بصيرة سعود الفياض الخليفات وزملائه من عمالقة الفن الأردني الذين نفقدهم واحداً تلو الآخر, بعد ان تنكرنا لهم عندما جهلنا خطورة الدور الذي يقومون به وتلك من علامات المجتمع المتخلف التي نعاني منها هذه الأيام.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير