هل يشير الصداع دائما إلى ارتفاع مستوى ضغط الدم؟ عيد ميلاد سعيد ليث حبش سيدة العيد..... يوسف ابو النادي ابو محمد في ذمة الله ممرضة تكشف الكلمات الأخيرة للمرضى قبل الموت الارصاد : كتلة باردة ورأس سنة ماطرة باذن الله الطريقة المثلى لبلع أقراص الدواء دون معاناة مصر.. القبض على المغني حمو بيكا الأرصاد: ثاني أسوأ موسم مطري مسجل بتاريخ الأردن ديوانِ المُحاسبةِ للعام 2023 الجامعةُ الأردنيّةُ تحقّقُ أعلى نسبة استجابةٍ في الأردنّ لتصويبِ المخرجاتِ الرّقابيّةِ وإنهائها للعام الثالث على التوالي.. جيدكو بلا مخالفات في تقرير ديوان المحاسبة الضلاعين يزور بلدية بني عبيد لتعزيز التعاون وتنفيذ المشاريع التنموية "الوسطية" .. مشاريع تنموية متميزة وجوائز وطنية تعكس التزامها بخدمة المجتمع المحلي ديوان المحاسبة: سرعة استجابة الحكومة سبب لانخفاض عدد صفحات التقرير العزام عضواً في مجلس بلدية اربد الكبرى نداء عاجل من مجموعة السلام العربي لإنقاذ المتضررين من الأزمة الإنسانية في السودان الشديفات: مسارات التحديث مهدت الطريق أمام مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية. قرأت الأول مالية النواب تناقش موازنات سلطة العقبة وإقليم البترا وشركة تطوير العقبة الأمير الحسن يلتقي رؤساء وممثلي الكنائس الشرقية والغربية في عمان

عن سعود الذي رحل

عن سعود الذي رحل
الأنباط -
بلال حسن التل
لأسباب كثيرة إحداها شديد الخصوصية, شعرت بحزن شديد يوم السبت الماضي وأنا أقرأ نعي المخرج المبدع سعود الفياض الخليفات, ليس فقط لأني عرفت الراحل منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي, عندما أقتحم علينا ذات مساء مكاتب جريدة اللواء محتجاً على مقالة نقدية تناولت مسلسله الذي كان يعرضه التلفزيون الأردني في تلك الأيام, يوم كان المبدع يرى ذاته في عمله فيدافع عنه دفاعه عن نفسه, ويوم كان الناس يقرؤن ويتحاورون حول ما يقرؤنه للوصول إلى الحق, فبعد جلسة حوارية طويلة في تلك الأمسية خرج سعود رحمه الله هادىء النفس, وصار صديقاً لنا على صعيد الصحيفة وعلى الصعيد الشخصي, وهذا سبب من أسباب حزني لرحيله, أما السبب الآخر فيتمثل في فداحة الخسارة التي يجب أن نشعر بها في الأردن كلما رحل مبدع من مبدعينا الكبار أمثال الراحل سعود, خاصة في هذا الزمن الذي صرنا فيه فقراء بالإبداع والمبدعين, بعد أن طفت على السطح الأوزان الخفيفة, عندما تم تجاهل وإقصاء بعض مبدعينا الكبار, بينما أختار بعضهم الآخر العزلة حفاظاً على تاريخهم كما فعل سعود, وهو يقضي آخر أيامه معتكفاً بـ "المغاريب" حيث الأرض التي أحب.
وعند الأرض لابد من وقفة طويلة, نقول فيها أن سعود الفياض تعلق بالأرض كثيراً, ورفض تحويها إلى سلعة تباع وتشترى, ويتنافس السماسرة في "المزاودة" عليها, وقد رصد بمهارة فائقة من خلال كمرته جملة التحولات التي جرت على العلاقة بين الإنسان والأرض في بلدنا, ومن خلال رصده لهذه التحولات كان سعود الفياض يرصد جملة التحولات في العلاقات الاجتماعية معلناً إنحيازه إلى الأرض كقيمة ومعنى ورمزاً, ومن خلال ذلك إنحيازه إلى قيمنا الاجتماعية الأصلية, وقد مارس هذا الإنحياز عندما أمضى سنواته الأخيرة في عزلته الطوعية في أرضه بـ "مغاريب" السلط, مجسداً سيرة الأردني الأصيل, الذي لا يفرط بأرضه لأنها جزءاً لا يتجزء من هويته الوطنية, بكل مكوناتها من تراث وتاريخ وقيم ثقافية واجتماعية, ظل سعود وفياً لها لم تزغ بصره عنها بهارج بريطانيا وأضواء أمريكا, حيث تعلم فنون الإخراج وتلك صفة الإنسان الأصيل المتمسك بقيم مجتمعه وأصالة هويته, لذلك رسم سعود بكمرته تفاصيلنا الأصيلة مبرزاً الخصوصية الأردنية في أجمل تجلياتها.
رحل سعود الفياض الخليفات ليذكرنا رحيله بجيل من الرواد الذين تحدوا قلة الإمكانيات, فاستطاعوا أن يحملوا على أكتافهم الدراما الأردنية للمنافسة على الساحة العربية كلها, في زمن كان للدولة الأردنية رؤيتها التي امتلكت أدواتها, وكانت الدراما أهم هذه الأدوات الناقلة الخطاب الثقافي الأردني, بواسطة بصيرة سعود الفياض الخليفات وزملائه من عمالقة الفن الأردني الذين نفقدهم واحداً تلو الآخر, بعد ان تنكرنا لهم عندما جهلنا خطورة الدور الذي يقومون به وتلك من علامات المجتمع المتخلف التي نعاني منها هذه الأيام.
Bilal.tall@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير