سيف تركي: كاظم الساهر يستعد لإعادة إحياء الأغاني الشعبية بتعاون مرتقب مع عزيز الرسام الأزرق تؤكد تأييدها للملك والقضية المركزية للأردن باليوم العالمي للسياحة.. ولي العهد ينشر فيديو عن المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي وزير الخارجية يجري مباحثات موسعة مع نظيره الروسي الصفدي يجري مباحثات موسعة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني الهيئة العامة للجنة التأمين البحري تنتخب اللجنة التنفيذية للدورة 2024-2026 الاحتلال يمنع أذان الفجر في الحرم الإبراهيمي الشريف بالخليل لليوم الـ16 35 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى مجلس صحم الشعري مناره للإبداع في فن الشعر وعالم الثقافة والفكر والادب الطقس المتوقع للأيام الأربعة القادمة من ادارة الارصاد الجوية الاردنية : أهالي معان يؤكدون تأييدهم وولاءهم للملك والقضية المركزية للأردن فايز شبيكات الدعجه يكتب:تفاؤل بالمرحلة الجعفرية ولي العهد: إيمان الهادئة الرقيقة .. الجمعية الاردنية للبحث العلمي والريادة والابداع تؤكد أهمية وقوة خطاب الملك في الجمعية العامة للأمم المتحدة إضراب عام في إسبانيا ضد حرب الإبادة في فلسطين المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة اجتياز طائرة مسيرة إلى الأراضي الأردنية د. حازم قشوع يكتب:فلسطين، الاحتلال الى زوال ! السياحة تحتفل بيوم السياحة العالمي د. النسور : التخطيط الصناعي ركيزة أساسية لتحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي ودعم النمو وفيات الجمعة 27-9-2024

د. فاروسي : التأخر بعلاج المرض النفسي سيؤدي الى امراض عضوية

د فاروسي  التأخر بعلاج المرض النفسي سيؤدي الى امراض عضوية
الأنباط -
الانباط - فرح موسى

اضطراب الصحة العقلية .. مرض يتسبب بمجموعة من امراض الصحة النفسية تسبب لاحقا امراضا عضوية حسب مختصين اذا لم يتم علاجه .
"هو كابوس أعيش تفاصيله وأنا مستيقظة، يجعلني أكره نفسي ويرتادني شعور بأن أعاقب نفسي على هذا المرض الذي لا أعرف كيف أتخلص منه" ، هكذا وصفت س.ع التي فضلت عدم ذكر اسمها معاناتها مع هذا المرض النفسي الذي يعتبر من النوادر على مستوى العالم.

تروي س.ع  قصتها مع هذا المرض لـ"الأنباط" موضحة أن المرض رافقها منذ مرحلة المراهقة المبكرة حتى شبابها الى هذا اليوم، إلا أنها علمت بانه مرض نفسي منذ أقل من شهر، وهو مرض أو وسواس قهري يدعي ( هوس نتف الشعر Trichotilomania)  فالمعلومات عنه شحيحه والمصابون به قليلون.
تعيش س.ع  في محافظة إربد، أنهت تعليمها الجامعي وتسعى للوصول لحلمها، إلا أن صعوبه الأوضاع الراهنة في الآونة الأخيرة زادت من شدة هذا المرض لديها، والرابط بينهم أن الهوس يبدأ عندما تزيد مشاعر القلق والتوتر أو حتى الفراغ والتفكير العميق أو السطحي، فعدم الانشغال لساعات طويلة كان حافز لها في الانغماس بهذا الوسواس.


وتشير أن عمليه النتف تحدث دون وعي منها، فالجميع يجلس ويحمل هاتفه أو يقرأ كتاب أو يشاهد التلفاز ويعمل ما يحلو له دون أن يقع في دوامه النتف التي تقع بها هي دون غيرها وتعود لرشدها عندما تفرغ بقعه من رأسها من الشعر!
وبكل حزن تقول أنها بدأت تكره نفسها وشعرها بسبب المرض؛ حيث أنها في السابق كانت تداري شعرها عن أسرتها بإتباع تسريحة شعر معينه تخفي الفراغات حتى لا يلاحظها أحد منهم، وعند خروجها من المنزل بحجابها لا تستطيع أن تتصرف كصديقاتها أو قريباتها وتخلع الحجاب في الجلسات الخاصة بينهن فتقول الكثير من الحجج وتنهي الأمر. 

وتصف لحظات النتف بشفاء الغليل لديها، هي لا تستطيع التحكم بذاتها ولا التوقف بل تستلذ كما يفعل المدمن بل ولا ترمي الشعرة حتى تراها أولا ثم ترميها أرضا، وبعد أن تعود لرشدها تنظر الى جانبها فتجد كومه شعر سرعان ما تجمعها وتخفيها داخل القمامة وتركض مسرعه نحو المرآة لتشاهد ما فعلته وتهرع مغشيه بالبكاء.

س.ع  بارعة في إخفاء ما تسميه "سرها الخطير" عن الجميع، فعشرة سنين من الوسواس القهري كافيه لتكون ماهره بذلك، بل إن والدتها عرفت بالصدفة بعد ما كشفتها تداري إحدى الفراغات برأسها وما كان الفزع والصراخ إلا لظنها أن ابنتها تعاني من المرض الجلدي "الثعلبة" فهو شائع بين أمراض جلدة الرأس ولا تعرف غيره يمكن أن يتسبب بهذا المنظر وأن ابنتها تخفي عنها هذه الإصابة!
وتبرر موقفها بالاخفاء المستمر أن المرض غير معروف ولا يمكن أن يتقبله أحد أو يتعامل معها أحد بطريقة محترمه، فالخوف من السخرية أو الشفقة أو الإساءة والتهديد كانت أصعب من المرض نفسه، وهو ما ولد لديها الإكتئاب الحاد والإستسلام وتقبل المرض، ثم دفعها الفضول أو يمكن الخوف من تزايد الفراغات بأن تقوم بنشر بوست على إحدى المجمعات النسائية المغلقة على الفيسبوك تسأل عن الذي يحدث معها لتعلق معالجة نفسيه بشرح هذا المرض ودعوتها لتسرع للمعالجة قبل أن يحدث خلل لطبقة الجلد والبصيلات وذلك الخوف أيضا جعلها تبحث أكثر عن المرض وتشاهد برامج تلفزيونيه عربية وغربية تحدثت عنه وعرفت التفاصيل التي سببت لها الصدمة الكبيرة في حياتها.

وعند السؤال عن السبب برأيها الذي جعلها تصاب به أو تبدأ رحلة معاناتها به، بينت " المرض بدأ وأنا في مرحلة المراهقة المبكرة حوالي العمر 14_15 عام وبهذا العمر لا أذكر أنني تعرضت لصدمة نفسية أو ربما لسبب مباشر، والحقيقة أني لا أذكر شعور في ذلك الزمان إلا شعور قله الثقة بالنفس في المدرسة والتنمر الذي كنت أتعرض له كالعديد من الطلبة، إلا أن ما يميزني أنني كتومه الطباع فلا أتحدث مع والدتي ولا صديقتي ولا أختي بما يدور برأسي أو بما أشعر، وهو الطبع الوحيد الذي ما زال مستمرا معي ولا أعرف ان كان هذا يعتبر السبب الحقيقي.

وتذكر س.ع  أنها رفضت جميع عروض الزواج، وتعزو ذلك لعدم ظلمها للعريس الذي يتخليها كغيرها من النساء متوجه بشعرها الحريري وهو أمر بديهي بظنها، وبذات الوقت لا تستطيع مصارحة العريس المتقدم بهذا المرض ولا حتى أسرته حتى لا تقع في دائرة السخرية أو نظرات الشفقة أو أن يشاع مرضها ويكشف سرها.

لم ترغب في التحدث مع أسرتها بعد ما عرفت الحقيقة، بل جعلت والدتها تخفيها أيضا وطلبت منها إن أرادت المساعدة أن تذهب للصيدلية علها تجد الحل دون أن تخل بالوعد، والسبب الآخر أن الوضع المادي لأسرتها بعد تداعيات جائحة كورونا  أصبح صعب ولا يمكنها أن تطلب منهم معالجتها لدى طبيب نفسي خاصة وأنها ترفض أي مساعدة مادية منهم لاعتبارها أنها وصلت لمرحلة من العمر ملزمه عن أن تكون مستقلة ماديا عندها ستتمكن من إيجاد الحل المناسب.
الدكتورة الصيدلانية طيب فاروسي مستشارة صيدلانية قالت، المرض النفسي هو عبارة عن خلل أو اضطراب عقلي عرضي أو مزمن يؤثر على مزاج وسلوك وتفكير الانسان وحتى يؤثر على علاقته وطريقة تعامله مع الآخرين والمريض النفسي هو  الذي يعاني من اضطرابات نفسية عقلية تترجم بشكل أعراض تظهر عليه بشكل متكرر أو دائم.
وتابعت فاروسي حديثها لـ"الانباط" ان أعراض المرض النفسي عديدة وكثيرة منها  الاكتئاب والعزلة والبعد عن الآخرين  والقلق، اضطرابات الشهية، الادمان على دواء معين أو على الكحول او المخدرات  والتفكير بالانتحار أو أذى النفس، الانفصال عن الواقع والهلوسة والوسواس القهري بأن الشخص مستهدف من غيره من الذين يريدون أذيّته ، ويعتبر المريض نفسه محور الكون والعالم مهتم بما يقول ويفعل، وسواس النظافة الشديدة ، والادمان على سلوك جسدي معين مثل نتف الشعر مثلا، ومن الاعراض أيضاً الحزن الشديد في فترة ما يعقبها فرح كبير لاحقا ( التناوب في المشاعر ما بين السعادة والحزن ) قلة التركيز ، مخاوف شديدة من أمور بسيطة ، والوحدة ، الشعور بآلام في المعدة والرأس والظهر دون سبب   والغضب الشديد لأقل الأسباب ، وعدم القدرة على مواجهة المشاكل اليومية أو الصدمات الحياتية الصغير منها والكبير والافراط في الشعور بالذنب لموقف من حصل مع المريض النفسي.
 واوضحت انه غير صحيح ان ما كان يشاع ومازال عند البعض نتيجة الجهل وعدم المعرفة الكاملة والصحيحة بموضوع المرض النفسي بأن كل مريض مجنون. فجميعنا لدينا أو عانينا وسنعاني من أمراض نفسية نتيجة احداث نتعرّض لها في مرحلة ما من حياتنا والكثير الكثير يتغلب عليها بمساعدة أو بدون حسب تركيبة جسده وجهازه المناعي ومدى تقبّله للواقع ومعرفة سبب مرضه ومعالجته وبالتالي يستمر في حياته بشكل طبيعي، ومن يتأثر بها لسبب أو آخر  وبشكل متكرر أو دائم عندها يتحول الى مريض نفسي فعلي يحتاج لعلاج ولكنه لا يكون أبدا مجنون الا في حالات قليلة يشخّصها الطبيب.
 واضافت ان للمرض النفسي انواع كثيرة منها أمراض تبدأ عند الاطفال وتستمر حتى الكبر (التوحد ، فرط النشاط ، اضطرابات التعلم ) ومنها الأوهام  والهلوسة ، الاكتئاب ، نوبات متتالية من الهوس واختلاف المشاعر الفجائي بين الحزن والفرح الشديد ، اضطرابات القلق ، الوسواس القهري ، فقدان الذاكرة الفصامي واضطراب الذاكرة ، السلس البولي ، اضطرابات النوم، اضطرابات التغذية والشهية، اعاقة جسدية تسبب عائق نفسي بالتعامل مع الوسط المحيط .

 وبينت فاروسي ان المريض النفسي قابل للعلاج لان المرض النفسي مثله مثل باقي الامراض العضوية والعلاج يعتمد على تشخيص الطبيب المختص بالفحص البدني المخبري والتقييم النفسي وعدم العلاج يؤدي الى مشاكل صحية وسلوكية وجسدية ومشاكل عائلية وعزلة اجتماعية وادمان على مواد أو أشياء ضارة بالصحة ، ومشاكل قانونية ومالية ، وتشرد وفقر ، وأمراض قلبية ، وضعف الحهاز المناعي وبالتالي التعرض للالتهابات والامراض العضوية
واوضحت ان للعلاج من المرض النفسي شقين :العلاج الدوائي والذي لايشفي من المرض النفسي تماماً ولكنه يحسّن من الاعراض ويجعل العلاج اكثر فعّالية يتضمن العديد من الادوية والتي يصفها الطبيب حصرا بناء على الحالة الخاصة والصحية للمريض واستجابة جسمه الدواء الموصوف ويحب التقيد وبدقة شديدة بتعليمات الطبيب لان الادوية النفسية تسبب الادمان بعد فترات طويلة على أخذها وقد تسبب مفعول عكسي.
بينما الادوية النفسية هي بحد ذاتها خطرة على صحة الانسان اذا تم تناولها بشكل عشوائي لانها تتضارب مع كثير من الادوية الاخرى وتتضارب مع المشروبات الكحولية ( التي قد يدمن عليها المريض) وتسبب النعاس وفقدان التركيز والتأتأة بالكلام واضطرابات النوم في حال استمر الانسان في تناولها بدون استشارة الطبيب فالادوية النفسية لا يجب ان يتوقف الشخص عن تناولها فجأة بل بالتدريج.
 واوضحت ان من انواع ادوية العلاج النفسي مضادات الاكتئاب ، مضادات القلب ، الأدوية المثبتة للمزاج ، المهدئات العظمى والصغرى ، الادوية المستخدمة لعلاج الفصام وانفصام الشخصية واضطرابات ثنائي القطب وهذه الادوية قد تستخدم بالتزامن مع مضادات الاكتئاب وهناك العلاج بالصدمات الكهربائية والتحفيز المغناطيسي وعلاج الادمان.


 وشددت على ان المريض يحتاج للرعاية من قبل أهله والمحيطين به وعلى الحكومة أيضاً أن تدعمهم بنشرات دورية ومحاضرات توعوية وتوفير مرشدين نفسيين في المدارس والجامعات والتأكيد على اهمية العلاج النفسي وأنه شبيه بباقي الأمراض وليس له أي شيء مخجل ليخاف الناس من التصريح به ويحب معالجته وإلا تحوّل الى مرض خطير يهدد حياة المريض بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.،
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير