الأنباط -
بينما كنت استمع وكعادتي الى اثير الاذاعة الاردنية هذا الصباح للإعلامية المتألقة وفاء حسن وضيوفها المُختارين دوما بعناية.. جلب انتباهي لقاء مع الدكتورة سهيلة الشبول المتخصصة في علم الميكروبولوجي.. وكان الحديث عن مطاعيم فايروس كورونا وما بدأ يطفوا على السطح من مزج لنوعين من المطاعيم.. عند اخذ الجرعة الثانية.. او اعطاء جرعة ثالثة مدعمة من نوع اخر..
وللصدفة المحضة نشرت الدكتورة تسجيل اللقاء على احدى مجموعات التواصل الاجتماعية والتي اتواجد فيها.. فعلقت بكلمات على ذلك.. "ان ما اعجبني هو الطرح الواضح والمباشر من غير مواربة ولا دبلوماسية"..
فكان رد الدكتورة.. "حياة البشر.. اهم من الدبلوماسية"..
هذه الجملة حركت عندي الكثير من الافكار.. واخذتني الى كثير من المقاطع التي رايتها واراها يوميا من الاخبار والتصريحات والمقابلات.. فحياة البشر نعم هي اغلى من المراكز والكراسي والامتيازات.. فالعالِم الواثق من نفسه عليه قول الحقيقة وان كانت مرة لا تستساغ.. فمن يبحث عن الحقيقة سيستسغها مهما كانت درحة مرارتها..
والمسؤول الوطني وجب عليه قول حقيقة الاوضاع وبكل شفافية.. مهما كانت صعبة.. فالمتلقي حتى وان يُصَب بالصمدة من عدم توقع الخبر او المعلومة في حينها.. فلسوف يتدارك الامر فيما بعد.. ويعيد ترتيب اموره واوضاعه بناءا على المعلومة الصادقة الشفافة التي حصل عليها من قبل مسؤول يتحدث بكل الموضوعية والشفافية..
للناظر في احوالنا اليومية.. وتحديدا عند سماع اي خبر من جهة رسمية.. يتبادر للذهن ان ثمة اشياء كثيرة مخفية خلف ذلك الخبر.. وذلك لان المواطن اعتاد على سماع الكلام المنمق الدبلوماسي من افواه المسؤولين.. الامر الذي جعل تراكمات عدم الثقة تكبر وتنغرس يوما بعد يوم في اذهان ونفوس الناس..
فهل سنجد امثال الدكتورة سهيلة يتصدرون المواقف بصراحتهم وتصريحاتهم.. وامثال الاعلامية وفاء حسن تستضيف من همهم ايصال المعلومة الصحيحة.. وتحاورهم من غير تملق او تزلف او طمع في ترقية او حضوة..
ارجو الله ان تصبح حياة البشر ودقة الخبر والمعلومة.. اهم من دبلوماسية الطرح..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
أبو الليث..