الأنباط -
إن تطلعاتَ جلالةُ الملك كانت البوصلةَ المحدِدةَ لمسارِ التطويرِ والإبداعِ في شتّى نواحي العملِ المؤسسي العاكفِ على تجويدِ الخدمات المُقدمة للمواطنِ الأردني، ليبقى الوطنُ كاسبَ الرهان في سباقِ الزمان ولتبقى المؤسسات العسكرية أُنموذجَ العطاءِ وقِبلةَ الوفاءِ ونبعَ الولاءِ ليأتي قرارُ جلالة الملك بدمجِ الأجهزةِ الأمنيةِ الهادف إلى تكاتفِ الجهودِ التي تصبُّ في الصالحِ العام والتي باتتْ تشكلُ المزيد من الصلابةِ والقوةِ لركائزِ الأمن والإستقرار في مرحلةٍ أصبحَ الصمودُ بها صعبًا إلا على وطنٍ بحجمِ الأردن إستمدَّ إصرارهُ وعزمهُ من قيادةٍ حكيمةٍ ومَحبةٍ نابعةٍ من القلبِ قادرةً على جمعِ قلوب الجميع على هدفٍ واحدٍ .
إن قرارَ جلالة الملك بدمجِ الأجهزةِ الأمنية جاء ليوفرَ الوقتَ والجهدَ على المواطنين وتوطيدَ قيمِ التشاركيةِ والشُّموليةِ في الأداءِ الشرطي المُعتمد على الجدِّ والإجتهادِ والإحترافيةِ والمهنيةِ في تقديمِ الخدمات الأمنيةِ والإجتماعيةِ والإنسانيةِ من خلالِ سلاسةِ التنسيق وتوحيدِ الجهود وتبادلِ المعرفة والخبرة وسهولةِ التواصلِ والإتصالِ، ليَكنْ توحيدُ الواجبات مع ضمان الإختصاص يشكلُ حالةً من التناغمِ والإنسجامِ تنعكسُ بشكلٍ واضحٍ وملموسٍ على عاملَي الوقتِ والجودةِ وسرعةِ التدخّل حسبَ طبيعةِ الحالةِ ومقتضيات إحتياجاتها لينعكسَ الأداءُ الجزئي على الاداءِ الكُلّي وفقَ منظومةِ الأمن والأمان المنبثقةِ من حرصِ القيادةِ على الوطنِ والمواطن .
إن جهازَ الأمن العام وبصورتهِ الحالية أصبحَ يشكلُ مرحلةً جديدةً ومهمةً من مراحلِ التطورِ والإبداعِ والرّيادةِ وفقَ مُتطلباتِ المرحلةِ الحاليةِ التي تفرضُ مواكبةَ التسارع اللامُتناهي في وجوبِ الخروج على التفكيرِ الروتيني والأسلوبِ التقليدي في تقديم الخدمات ليفتحَ هذا الجهاز العظيم سيلًا من التنامي في آفاقِ التطلعات البعيدةِ المُتسلحةِ بالعزمِ والإصرارِ والمُتكئةِ على التأهيلِ والدعمِ والتدريبِ لتتنامى القدرات وتصبحَ قادرةً على مواجهةِ التحديات .
إن نشامى ونشميات الأمن العام وبكافةِ تشكيلاتهم كانوا على قدرِ المسؤولية في تنفيذِ رؤى جلالة الملك بدمجِ الأجهزةِ الأمنيةِ بهذا الشكل والأسلوب الحضاري الساعي إلى وضعِ الأردن في مصافِّ الدولِ المُتقدمة ، فكان بقيادتهِ وضبّاطهِ وجميع منتسبيه مثالَ الوفاءِ والعطاءِ للوطنِ والمواطنِ فكانوا السباقين في التضحيةِ والصادقين بالوفاءِ والمكملين لنهج زملائهم المتقاعدين ، فتوشّحَ جبينهُم بشعارِ المجدِ وبقوا على العهدِ والوعدِ يحملون كفوفَهم على أرواحِهم ويُزينون النهار َبصباحِهم ويذودونَ عن الوطنِ بسلاحِهم فكانوا كفوفَ السلامِ وزنودَ الإقدامِ والخُطى السابقة إلى الأمامِ في دروبِ الإنجاز والإبداع.
إن زيارةَ جلالة الملك الأخيرة إلى مديريةِ الأمن العام ضمنَ مراسمِ تسليم العلم الجديد بعدَ إنتهاءِ مراحل الدمج والتي حملتْ بينَ طيّاتِها رسالةَ القائدِ إلى أبنائِه الساعيةِ إلى إرساءِ دعائمَ التطورِ والتضحيةِ من أجلِ الوطن ،فبانت على مُحيّاه الابتسامة التي ترافقهُ في جميعِ لقاءاتهِ مع القواتِ المسلحةِ والأجهزة الأمنية والتي تعكسُ مدى ثقةِ القائدِ بالمؤسسات العسكريةِ التي كانت على الدوامِ رمزَ السلامِ والمحبةِ والقوةِ والعنفوان.